( دِمـــَــاءُ الـــعـِــيــدِ فـي غــَــزّة )

  • السبت 05, أبريل 2025 11:16 ص
  • ( دِمـــَــاءُ الـــعـِــيــدِ فـي غــَــزّة )
تـفضـّـل أيـُّها العيد ُ احتـِراما ً وتوقيراً وتقديرا ً وتعظيما ً تـفـضـّـل في محاريب ِ الصلاة ِ على الجنائز ِ في صـَباح ٍ
( دِمـــَــاءُ الـــعـِــيــدِ فـي غــَــزّة )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شعر /
محمد عبدالرازق أبو مصطفى
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
( مـَـجــنـــــون ُ غــــَــزّة )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تـفضـّـل أيـُّها العيد ُ احتـِراما ً
وتوقيراً وتقديرا ً وتعظيما ً
تـفـضـّـل في محاريب ِ الصلاة ِ
على الجنائز ِ في صـَباح ٍ
تـُزَخـرِفـُهُ الـدّماءُ القانياتُ على
الأكفان ِ ' تـَعزِفـُـهُ الجـِراح
تـفضـّـل لن نبوحَ إليك َ
أوجاعا ً وأحزانا ً تفوحُ بها البـِطاح
ولن نـُجـّري دموعَ القلب ِ
نيرانـا ً تجودُ بها الـرّياح
ســنـُخفي عنك َ أعيُنـَنا بأيدينا
وإن تسأل سيـُخبـِرُك َ الأنين ُ
بأن ّ وجوهـَنا جاءت إليك َ
على استـِحياءٍ يـُغـَلـّفـُها الـسّوادُ
بِلا غِطاءٍ مـُستطاب ٍ أو وِشاح
لا نملِـك ُ الحلوى ولا زهر َ الـرّبيع
وإن وُجـِدَت فمـَن يشري
لِمـَن يشري وأينَ الـسـّوق ُ
هل نلـقى بـِها شخصا ً يـَبيع
يا عيدُ إنـّا نـَملِك ُ المليار َ
بحر ٍ خلفه ُ مليار ُ آخرُ مـِن دُموع
والجوعُ فينا راقـِدٌ بـِئسَ الـضـّجيع
عامان ِ نزحَف ُ بين َ أنيابِ الـرّدى
والذّبحُ فينا قائـِمٌ بين َ الخـٌيام
والموتُ فينا رابـِضٌ ومـُرابـِط ٌ
ومـُحاصـِرا ً كل ّ الجـِهات
ونـَفـِـرُّ من موت ٍ إلى موت ٍ
فصارَ الموت ُ للعـُمرِ رفيقا ً
حتـّى غـَدَونا دونَ مأوى أو حياة
نسعى بِلا أمـَل ٍ هياكل َ أو رُفات
والقصفُ يـُلقي القاذِفات ِ منَ اللظى
أطنان َ تـَنـثـُرُنا بأكوامِ الـرُّكام
واللحمُ يـُجمعُ في الأكياسِ
مـُختـَلِطا ً كباراً وصـُغاراً مع نساء
ضـجـّت مَقابـِرُنا مـِنَ الوَجَـعِ الفظيع
يا عيد ُ أهلا ً جـِئت بين
جـِرَاحـِنا ' ونـَزيفـُنـا حـُلـَل ُ الـدّماء
يا عيد ُ جـِئت َ مـُهـلـّلاً ومـُكـَبـّراً
فينا ونحن ُ نسير ُ لله ِ
اشتٌياقاً ( على عَجـَلٍ ) وتسليما
يا أيـُّها العيدُ اعتـِذاراً مـِنك َ
قـد طـُفت َ أوطان َ العـُروبـَةِ
والإسلام ٌ تـَهـنـِـئة ً بِفـِـطرِهم ُ
لـِمـَن صـَلـّى وقام معَ الـصـّـيام
فأتيتـَنا فـَيضا ً تـُـهـَنـّئـُنا بـِعيدِ
الـذّبح ِ ( والأضحى ) المُباركِ والسعيد
وسـَبقت َ سبعينا ً مـِنَ الأيام
حـَتـّى غـَدَت أعيادُنا أحوالـُنا
آهاتـُنا أحـلامـُنا والـذّكـرٌيات
( أضـحى ) نجودُ إليه ِ بالـشـُّهداءِ
أطفالا ً شـُيوخا ً والصـّبايا
يا عيد ُ ( إبراهيم ُ) ضـَحـّى بابنـِهِ
( اسماعيل َ ) للهِ احتـِسابا ً واصطـِباراً
ولـَنا بـِغـَزّة َ تـَضحِياتٌ والأضاحي
أصبــحَت سـِتين ألفا ً أو يزيد
ودِماؤنا صارت قرابينا ً فـِداءً
لـِمـِلـياري ّ إنسان ٍ سُـكـارى
يا أمـّـة َ الـكـَهف ِ العـَجيب ِ
أما كفاكـُم كـل ُّ هذا الموت ُ
مـُهزَلـة ً مـعَ الـذُّل ّ الــرّهيب
كيفَ ارّتـَضَيتـُم أيـُّها الحُكـّامُ عـَيشاً
خانـِعا ً بين َ القـَواعـِدِ والخوالفِ
في دَهـالـيـز ِ القـُصور ِ
مـع َ الـقـَوَاصـِر ِ والنـّساء
كـَبــُرَت حَـظيـرتـُكـم وزادَت
كل ّ أنواع ِ الـبَـهائم ِ والـبـَـقـَر
قـَسـَما ً بـِرَبّ العرشِ أن ّ كـِلابـَنا
وذِئابَ غابـَتـِنا وكل ّ حميرِنا وبغالِنا
فيها منَ الخير ِ الكثيرِ يفوقُ
نـَخوَتـَكـُم وتلفيق َ انتـِمائِـكـُم
المـَشينِ إلى العـُروبة ِ والبـَشر
فـَحميرُ غـَزّة َ تحمـِل ُ الجـَرحى
مـعَ الشـُّهداءِ مع بعضِ المتاع
لكنـّكم أنتم خـَذلتـُم أهلَ غـزّة َ
لا ' بل طلـَبتـُم مـِنَ الأعداءِ
تـَدمير َ القِطاعِ بـِكـلّ ما فيهٌ
وتدميرَ المنازِل ِ فوق َ أطفال ِ صـِغار
وأعـَنتـُمُ الأعداءَ في إعدام ِ
مـِليونـَي ّ روحٍ بالقصفِ والتجويعِ
والعـَطـَشِ المـُمـَنهـَجِ والحـِصار
وأذقتـُموهم شـَر ّ أهوال ِ الـدّمار
يا أيـّها الحـُكـّامُ والـزُّعـَماءُ
والأنجاسُ والأوباش ُ والعـُملاء
يا أقذرَ الـثـّيرانِ من بين الخـَلائق ِ
يا عـُلوج َ الـذّل ّ في زَمـَنِ الـخـَنا
يا قادة َ الـعـُهرِ المـُقـَزّزِ
في جـُيوشِ الخـِزي والعارِ الـبـذيئ
وعلى صُدورِكـُمُ النـّياشينُ الحَقيرةُ
للخـِيانـَة ِ والـهـَوَان ِ والانكـِسار
مـّن أيّ كـُفـر ٍ تـُبعـَثونَ لـِتـَحكـُموا
تلك الملايينَ التي لم يـَبـق َ
فيها غـير ُ شاهـِدة ِ الـقـُبور
مـِن أيّ خـِنزير ٍ نـُسِلتـُم
تـحكـُمون َشـُعوبـَنا زورا ً
وبـُهتانـا ً وتـَضـلـيـل َ احـتـِقار
يا أهل غـَزّة َجاهـِدوا
لا تـَطلـُبوا عــونا ً ولا غـَوثـاً
مَـِن َ الأجـداث ِ أو أهل ِ القـُبور
يا أهل َ غـَزّة َ صـَابـِروا وتـَعـَلـّقوا
باللهِ ' مـَوعـِدُكـُم مع َ الفِردوسِ
يـَزداد ُ اقـتـِرابا ً كـل ّ صـُبح ِ
فـَهو في شـَغـَفِ وشوقٍ وانتـِظار
فلـَعـَلـّهُ مـِن بعدِ هذا الصـّبرِ
يـُكرِمـُـكـُم بـِجائزة الجـِهادِ والانتِصار
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يـُرجى نشر هذه القصيدة وتوصيلها لجميع المواقع الإليكترونية نـُصرة ً للشعب الفلسطيني ونـُصرة ً لدماء الشهداء والاطفال والأبرياء في قطاع غزة والضفة الغربية ونصرة ً للقدس الشريف والمسجد الأقصى
وجزاكم الله خير الجزاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صنعاء في الأربعاء
الثاني من شهر إبريل 2025 م
الموافق 4 من شوال 1446 هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ