و ستمحو يا نهر الأردن اثار القدم الهمجية

  • الأحد 13, أبريل 2025 11:09 ص
  • و ستمحو يا نهر الأردن اثار القدم الهمجية
رغم أن الحرب العدوانية على قطاع غزة التي تستمر منذ سنة و نصف لم تنتهي بعد و تراوح اسرائيل مكانها في العبث العسكري الإجرامي و تمارس قتل المدنيين من نساء و أطفال ، و تجويع المدنيين و تعطيشهم الا أن الإنعكاسات لهذه الحرب على دول الإقليم كله بدأت في التشكل.
و ستمحو يا نهر الأردن اثار القدم الهمجية
✍️عدنان_الروسان
رغم أن الحرب العدوانية على قطاع غزة التي تستمر منذ سنة و نصف لم تنتهي بعد و تراوح اسرائيل مكانها في العبث العسكري الإجرامي و تمارس قتل المدنيين من نساء و أطفال ، و تجويع المدنيين و تعطيشهم الا أن الإنعكاسات لهذه الحرب على دول الإقليم كله بدأت في التشكل.
فموجات الغضب المكتوم في صدور الشعوب العربية من الأنظمة السياسية و حالة الصمت المدوي الذي يسيطر على المشهد العربي العام تعتبر نذير شؤم لا علامة قبول ، و الأنظمة العربية التي ملت من انتظار ساعة الفرج الاسرائيلية بالإعلان عن ذبح حماس والإنتهاء منها لا تلقي بالا الى ما يتشكل من أخطار ساحقة العمق لدى الشعوب العربية الممنوعة حتى من التعبير عن مشاعرها و غضبها و لو سلميا.
ما يساعد على تزييف المشهد و تزيينه مجاميع من كتاب و اعلاميي و مفكري و منتسبي شريحة المتسولين و الناهبين لأموال الشعوب عبر المكارم التي تغدق عليهم من قبل بعض الحكام العرب و بالتالي يقومون بواجبهم بتأليه الزعماء المعصومين و بعضهم يجعل منهم مبشرين بالجنة و ينسبون لهم مالا ينسب لبعض عظماء التاريخ ، و تصبح غزة في اسفارهم منطقة ارهاب لابد من تأديبها و يصير القادة الشهداء اصحاب اجندات و لا يفسر لنا أحد اجندات لمن و قد استولى بعض الزعماء العرب على كل الأجندات و لم يتركوا اجندة واحدة لمستنجد.
المشهد لا نستطيع ان نقول أسود قاتم لأننا سنتهم بالسوداوية ، و نتردد أن نقول خطير حتى لا نتهم بالتشككية و نكون على رأس قائمة المشككين ، و نحاول ان ندبك مع دبيكة العرب و نردح مع الرداحين العرب و ننضم الى جوقات الطبل و الزمر العربية ، فلا تطاوعنا نفوسنا ، لكن الحقيقة تشير الى أن مشروعا غربيا صهيونيا يرسم لنا جميعا يهدف الى تغيير السنتنا وتفكيرنا و ديننا بكل ما قد تحمل كلمة تغيير من معان سلبية و لا حول و لا قوة الا بالله.
بينما يتجحفل ابناء الأفاعي المستظلين بشجر الغرقد على كل حدود الأمة ، و يستقوون على الأسود اسدا أسدا حتى عافت اسود الغاب اسمها ، تتجحفل الأمة في معابد الديانة الأبراهامية بانتظار نبي هذه الديانة الذي يريد ان يقيم هيكل سليمان المزعوم ليس في اورشليمهم المزعومة فحسب بل في كل اورشليم عربية على امتداد كل قبائال القحطانيين و العدنانيين و في كل مضارب العرب العاربة و المستعربة سيكون هناك اورشليما و هيكلا و معبدا و حجاج الى كعبة ابرهة الأشرم و سيكون لكل قبيلة ابو رغال فخور بما صنعت يداه ، و ستكون العبادة بالدفع و يقف على شباك بيع تذاكرها ابن غفير اوابن سفير او ابن .... جاء من رحم الصحراء في ليلة سكر عربية ، او ليلة فتوى دينية.
و في الحديث الشريف " انما يأكل الذئب من الغنم القاصية " ، و كل أغنام الأمة قاصية و ما أكثر الذئاب ، و ذئاب كل امة اعدائها و ذئابنا من جلدنا ، و ذئابنا في قاعنا بين المياه الى المياه بلا حدود او سدود...
يذلنا ايدي كوهين بحقارته و تشفيه فينا ، يذلنا محقق صهيوني احد احفاد قرد او خنزير و هو يذل حسام ابو صفية الطبيب الفلسطيني الأسير ، طبيب و ليس مقاتلا لا يجد من يذكره في اعلام الطبل و الزمر العربي ، يذلنا نتنياهو وهو يقول انه سيغير شكل الشرق الأوسط ، اي شكل العرب ، و هل في الشرق غير العرب صامتون ، مستسلمون ، منبطحون ، ميتون يتنفسون ، يذلنا أذرعي و ابن غفير و سموتريش ، يذلنا وزراء اوروبيون و افارقة و اسيويون و سفراء و رؤساء يرفعون اصواتهم عاليا نصرة لغزة و بكلمات واضحة غير مموهة و لا مشوهة ، و يلعنون اسرائيل و يشتكون عليها في المحاكم الدولية و نحن في زوايا النسيان قابعون ، نشرب كؤوسنا مريرة ذليلة كلما شربنا ازددنا عطشا.
لم يبقى أحد غير قادر على اذلالنا الا أذلنا ، و مع كل هذا من الحب ما قتل بعضنا يحبهم و بعضنا يعشقهم و بعضنا ينام كل ليلة في فراشهم و بعضنا يبحث عن سلام دافيء يجمعنا بأبناء وبنات عمنا ، ابناء وبنات ابراهيم وابراهيم لا يقر لهم بذاكا ...
كم من الفلسطينين و العرب على اسرائيل ان تقتل حتى يرف لزعيم الشرب من ثدي امه وليس من ثدي مربية او قائمة عليه ، (شارب ان كان له شارب) ،
كم من الذل علينا ان نتجرع في عالمنا العربي حتى يثأر لنا زعيم عربي كما ثأر كاسترو لشعبه و ديغول لشعبه والدجاجة التي في بيت جدتي لصيصانها ،
لماذا كل هذا الخوف الذي يتلبس النظام الرسمي العربي من اسرائيل و هم سبعة و نحن اربعمائة ، و هم على باطل ونحن على حق ، و هم ابناء قردة وخنازير و نحن احفاد محمد ابن عبد الله..
شهداء غزة و جرحاهم يحملون على الحمير و البغال و كلاب بعض زعماء العرب تتنزه بسيارات فارهة لا يستطيع المواطن العربي ان يلتقط صورة بجانبها ...
لكنني ربما لو لم يكن حراما و معيبا لشكرت قادة مجرمي اسرائيل لأنهم أعدوا لنا مليون مقاتل سيكونون جنود الأمة في اللقاء المقبل ، ليس من باب التمني و التشهي و لكن الله اذا وعد أوفى و اذا اراد فعل و امره بين الكاف و النون ، و سنقف على بوابات الفتح الاسلامي على طول النهر العظيم الخالد ، و ستمحو يا نهر الأردن أثار القدم الهمجية...
"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون" ، صدق الله العظيم