صرخة غزة
محمد إبراهيم المدهون
في أجواء دموية مأساوية، تعاني غزة من قصف مدمّر يسحق المشافي ومراكز النزوح والبيوت فوق أهلها، مما يجبر الفلسطينيين على النزوح المستمر وسط ظروف إنسانية قاهرة ومجاعة متفاقمة. في هذه الأثناء، يعاني الآلاف من الجرحى الذين يموتون دون علاج. في ظل هذا الوضع، تتمايز المواقف وتبرز وجوه الخيانة، ويعلو صوت الموقف العربي وحتى الفلسطيني المهزوم، بمطالبة غزة بالركوع حد الاستسلام المطلق للذبح.
يُظهر التضامن العربي الرسمي الواهن ضعفه أمام المجازر المتواصلة، بينما يبقى الشارع العربي مشغولًا بمواقف "رفع عتب" عبر مسيرات لا تتجاوز نصف ساعة في يوم الإجازة، وحملات مواساة عبر بطولة الكيبورد، وفي مؤتمرات أو خطب صحفية لا تفضي بعدها إلا إلى وليمة إكرام المتبرعين لغزة.
تُحارب غزة، يا سادة، بدمها ولحمها الحي بعزيمة لا تنكسر، وتواصل الصمود رغم كل الظروف. غزة تردد آيات الثبات: "لا تهنوا ولا تحزنوا"، مستذكرة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأمة المتداعية في مرحلة الغثائية وحديث (الطائفة المنصورة).
ستبقى غزة العزة شامخة بين الأمل والمأساة، رغم غياب مواقف النخوة والشهامة الجادة التي كانت موجودة عند مشركي مكة، الذين مزقوا وثيقة حصار شعب أبي طالب. سنبقى في انتظار إشراقة بشارة {هو الذي كف أيديهم عنكم}، في مقدمة لبشائر تترى لغزة، أيقونة العالم ودرة تاج العرب.
غزة، يا سادة، لم تتاجر بالقضية ولم تكن أنانية، ولم ترتهن لتنسيق مع المحتل وبطاقات VIP. غزة العزة ضحت بنفسها ورهنت حاضرها ومستقبلها، وخرجت لتدافع عن القدس ولتخوض ملحمة "طوفان" نحو تحرير فلسطين. غزة، يا سادة، لم تخرج لتدافع عن نفسها أو لتقتات على مائدة القضية الفلسطينية. والله سيحاكمكم التاريخ، ويوم العرض الأكبر ستختصمكم دماء وأشلاء ونساء وأطفال غزة. "أليس فيكم من مشرك من قريش؟"
محمد إبراهيم المدهون
في أجواء دموية مأساوية، تعاني غزة من قصف مدمّر يسحق المشافي ومراكز النزوح والبيوت فوق أهلها، مما يجبر الفلسطينيين على النزوح المستمر وسط ظروف إنسانية قاهرة ومجاعة متفاقمة. في هذه الأثناء، يعاني الآلاف من الجرحى الذين يموتون دون علاج. في ظل هذا الوضع، تتمايز المواقف وتبرز وجوه الخيانة، ويعلو صوت الموقف العربي وحتى الفلسطيني المهزوم، بمطالبة غزة بالركوع حد الاستسلام المطلق للذبح.
يُظهر التضامن العربي الرسمي الواهن ضعفه أمام المجازر المتواصلة، بينما يبقى الشارع العربي مشغولًا بمواقف "رفع عتب" عبر مسيرات لا تتجاوز نصف ساعة في يوم الإجازة، وحملات مواساة عبر بطولة الكيبورد، وفي مؤتمرات أو خطب صحفية لا تفضي بعدها إلا إلى وليمة إكرام المتبرعين لغزة.
تُحارب غزة، يا سادة، بدمها ولحمها الحي بعزيمة لا تنكسر، وتواصل الصمود رغم كل الظروف. غزة تردد آيات الثبات: "لا تهنوا ولا تحزنوا"، مستذكرة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأمة المتداعية في مرحلة الغثائية وحديث (الطائفة المنصورة).
ستبقى غزة العزة شامخة بين الأمل والمأساة، رغم غياب مواقف النخوة والشهامة الجادة التي كانت موجودة عند مشركي مكة، الذين مزقوا وثيقة حصار شعب أبي طالب. سنبقى في انتظار إشراقة بشارة {هو الذي كف أيديهم عنكم}، في مقدمة لبشائر تترى لغزة، أيقونة العالم ودرة تاج العرب.
غزة، يا سادة، لم تتاجر بالقضية ولم تكن أنانية، ولم ترتهن لتنسيق مع المحتل وبطاقات VIP. غزة العزة ضحت بنفسها ورهنت حاضرها ومستقبلها، وخرجت لتدافع عن القدس ولتخوض ملحمة "طوفان" نحو تحرير فلسطين. غزة، يا سادة، لم تخرج لتدافع عن نفسها أو لتقتات على مائدة القضية الفلسطينية. والله سيحاكمكم التاريخ، ويوم العرض الأكبر ستختصمكم دماء وأشلاء ونساء وأطفال غزة. "أليس فيكم من مشرك من قريش؟"