رجال من حديد… هم السلاح الحقيقي لحماس ولشعبنا الفلسطيني
إبراهيم المدهون
منذ عقود، لا يزال النقاش حول سلاح المقاومة الفلسطينية يطفو على السطح كلما اشتدت المعركة أو اقتربت ساعة الحسم. ويُعاد طرح السؤال الساذج والخبيث في آن: هل آن أوان نزع سلاح حماس؟
لكن قبل الخوض في الإجابة، لا بد من مساءلة هذا الطرح ذاته: ما المقصود أصلًا بالسلاح؟ ومن الذي يملكه حقيقةً؟ ومن الذي يشكّل خطرًا على السلم والأمن في المنطقة؟
حين يتحدث أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، لا يتحدث عن مستودعات سلاح ولا عن تكنولوجيا عسكرية متقدمة، بل يتحدث عن الإنسان الفلسطيني الذي أصبح هو السلاح ذاته. قالها في أكثر من ظهور: "إن حماس تفتخر برجالها وأبدعت في صناعة الإنسان الفلسطيني"، وهم السلاح الحقيقي الذي تراهن عليه الحركة. رجال تمرّسوا في ميادين الصبر، تربّوا على الإيمان، وتقدّموا الصفوف بأكفهم العارية وإرادتهم الصلبة.
إذًا، فالسلاح الذي تتحدث عنه حماس ليس بندقية فقط، بل هو روح مقاومة متجذّرة، وهوية وطنية صلبة، وإرث نضالي متراكم.
من هنا، يصبح الحديث عن نزع سلاح حماس ليس فقط طرحًا بعيدًا عن الواقع، بل خطوة تنضح بالجهل أو الخيانة.
الذين يروّجون لفكرة نزع السلاح، هل يظنون أن الفلسطيني يملك قواعد جوية؟ هل يمتلك حاملات طائرات أو رؤوسًا نووية؟
الحقيقة الماثلة أن الاحتلال الإسرائيلي هو الجهة الوحيدة في هذه المعادلة التي تملك السلاح الحقيقي بمفهومه العسكري، وهو الذي يرتكب المجازر بقنابل محرّمة دوليًا، ويقصف المدنيين بطائرات F16، ويمارس الإبادة المنظمة بحق شعب أعزل.
إن كل دعوة لنزع سلاح حماس أو نزع سلاح الشعب الفلسطيني هي في جوهرها دعوة لتجريد الضحية من حقها في الدفاع عن نفسها، في وقت تُرك فيه هذا الشعب فريسة للاحتلال والمجازر والحصار.
وللتذكير فقط: حينما تم تسليم السلاح في نكبة عام 1948، كانت النتيجة استباحة فلسطين وسقوطها بالكامل تحت الاحتلال.
وحين سلّمت منظمة التحرير الفلسطينية سلاحها في بيروت عام 1982، فُتحت الأبواب على مصراعيها أمام المجازر في صبرا وشاتيلا وغيرها، ولم تُحمَ المخيمات ولا أهلها.
التاريخ يُعلّم من يريد أن يتعلّم.
من العار أن يخرج اليوم من أبناء جلدتنا من يطالب بنزع سلاح المقاومة، في الوقت الذي يقف فيه العدو بكل عنجهيته العسكرية معلنًا أهدافه التوسعية بوضوح.
نتنياهو نفسه، رئيس حكومة الاحتلال، صرّح بأن ما يجري اليوم في غزة ليس إلا جزءًا من مشروعه لتغيير شكل الشرق الأوسط بأكمله.
فهل بعد هذا الوضوح السياسي يبقى هناك عاقل يدعو لتجريد الشعب الفلسطيني من سلاحه؟
أليس الأحرى أن يُطالب العالم بنزع سلاح الاحتلال الإسرائيلي، الذي يُشكّل الخطر الحقيقي على المنطقة بأسرها؟
على مصر أن تنتبه، وعلى كل العواصم العربية أن تصحو من أوهام "السلام مقابل التجريد"، لأن الذي يُسلّح نفسه ويعدّ العدّة ليست غزة، بل تل أبيب.
الذي يريد الهيمنة وتفكيك المنطقة ليست حماس، بل المشروع الصهيوني الذي لا يزال ينهش في الجغرافيا والتاريخ والهوية.
والأخطر من ذلك كله، أن الحديث عن نزع سلاح المقاومة في هذه المرحلة لا يعكس سوى رغبة خبيثة في ضرب صمود الشعب الفلسطيني من داخله.
اليوم، لم يبقَ في الميدان إلا الرجال… والرجال هم السلاح الأخير والأقوى.
لا بندقية دون إنسان، ولا رصاصة دون إرادة.
وقد أثبتت التجارب أن منظومة حماس رغم كل ما واجهته، لا تزال متماسكة، فاعلة، صلبة، وقادرة على الاستمرار.
وشعبنا الفلسطيني، رغم الجراح والإبادة والخذلان والحصار، لم يُهزم… ولن يُهزم.
لذلك، فإن من يُردّد دعوات نزع السلاح، عليه أن يعلم أنه لا يزعزع منظومة حماس، بل يُهين كرامة هذا الشعب بأكمله.
ومن أراد حقًا أن يوقف إطلاق النار، فليُوقف آلة الحرب الإسرائيلية، وليُنزع سلاح القتلة، وليُعَد الحق إلى أصحابه.
ختامًا، إن الفلسطيني لا يقاتل من أجل الموت، بل من أجل الحياة.
وسلاحه ليس بندقية فقط، بل حق، وكرامة، ووجود لا يُنتزع.
ولن نُسلّم رقابنا للذبح… ولن نخلع عن أكتافنا عباءة الكرامة.
فنحن السلاح
إبراهيم المدهون
منذ عقود، لا يزال النقاش حول سلاح المقاومة الفلسطينية يطفو على السطح كلما اشتدت المعركة أو اقتربت ساعة الحسم. ويُعاد طرح السؤال الساذج والخبيث في آن: هل آن أوان نزع سلاح حماس؟
لكن قبل الخوض في الإجابة، لا بد من مساءلة هذا الطرح ذاته: ما المقصود أصلًا بالسلاح؟ ومن الذي يملكه حقيقةً؟ ومن الذي يشكّل خطرًا على السلم والأمن في المنطقة؟
حين يتحدث أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، لا يتحدث عن مستودعات سلاح ولا عن تكنولوجيا عسكرية متقدمة، بل يتحدث عن الإنسان الفلسطيني الذي أصبح هو السلاح ذاته. قالها في أكثر من ظهور: "إن حماس تفتخر برجالها وأبدعت في صناعة الإنسان الفلسطيني"، وهم السلاح الحقيقي الذي تراهن عليه الحركة. رجال تمرّسوا في ميادين الصبر، تربّوا على الإيمان، وتقدّموا الصفوف بأكفهم العارية وإرادتهم الصلبة.
إذًا، فالسلاح الذي تتحدث عنه حماس ليس بندقية فقط، بل هو روح مقاومة متجذّرة، وهوية وطنية صلبة، وإرث نضالي متراكم.
من هنا، يصبح الحديث عن نزع سلاح حماس ليس فقط طرحًا بعيدًا عن الواقع، بل خطوة تنضح بالجهل أو الخيانة.
الذين يروّجون لفكرة نزع السلاح، هل يظنون أن الفلسطيني يملك قواعد جوية؟ هل يمتلك حاملات طائرات أو رؤوسًا نووية؟
الحقيقة الماثلة أن الاحتلال الإسرائيلي هو الجهة الوحيدة في هذه المعادلة التي تملك السلاح الحقيقي بمفهومه العسكري، وهو الذي يرتكب المجازر بقنابل محرّمة دوليًا، ويقصف المدنيين بطائرات F16، ويمارس الإبادة المنظمة بحق شعب أعزل.
إن كل دعوة لنزع سلاح حماس أو نزع سلاح الشعب الفلسطيني هي في جوهرها دعوة لتجريد الضحية من حقها في الدفاع عن نفسها، في وقت تُرك فيه هذا الشعب فريسة للاحتلال والمجازر والحصار.
وللتذكير فقط: حينما تم تسليم السلاح في نكبة عام 1948، كانت النتيجة استباحة فلسطين وسقوطها بالكامل تحت الاحتلال.
وحين سلّمت منظمة التحرير الفلسطينية سلاحها في بيروت عام 1982، فُتحت الأبواب على مصراعيها أمام المجازر في صبرا وشاتيلا وغيرها، ولم تُحمَ المخيمات ولا أهلها.
التاريخ يُعلّم من يريد أن يتعلّم.
من العار أن يخرج اليوم من أبناء جلدتنا من يطالب بنزع سلاح المقاومة، في الوقت الذي يقف فيه العدو بكل عنجهيته العسكرية معلنًا أهدافه التوسعية بوضوح.
نتنياهو نفسه، رئيس حكومة الاحتلال، صرّح بأن ما يجري اليوم في غزة ليس إلا جزءًا من مشروعه لتغيير شكل الشرق الأوسط بأكمله.
فهل بعد هذا الوضوح السياسي يبقى هناك عاقل يدعو لتجريد الشعب الفلسطيني من سلاحه؟
أليس الأحرى أن يُطالب العالم بنزع سلاح الاحتلال الإسرائيلي، الذي يُشكّل الخطر الحقيقي على المنطقة بأسرها؟
على مصر أن تنتبه، وعلى كل العواصم العربية أن تصحو من أوهام "السلام مقابل التجريد"، لأن الذي يُسلّح نفسه ويعدّ العدّة ليست غزة، بل تل أبيب.
الذي يريد الهيمنة وتفكيك المنطقة ليست حماس، بل المشروع الصهيوني الذي لا يزال ينهش في الجغرافيا والتاريخ والهوية.
والأخطر من ذلك كله، أن الحديث عن نزع سلاح المقاومة في هذه المرحلة لا يعكس سوى رغبة خبيثة في ضرب صمود الشعب الفلسطيني من داخله.
اليوم، لم يبقَ في الميدان إلا الرجال… والرجال هم السلاح الأخير والأقوى.
لا بندقية دون إنسان، ولا رصاصة دون إرادة.
وقد أثبتت التجارب أن منظومة حماس رغم كل ما واجهته، لا تزال متماسكة، فاعلة، صلبة، وقادرة على الاستمرار.
وشعبنا الفلسطيني، رغم الجراح والإبادة والخذلان والحصار، لم يُهزم… ولن يُهزم.
لذلك، فإن من يُردّد دعوات نزع السلاح، عليه أن يعلم أنه لا يزعزع منظومة حماس، بل يُهين كرامة هذا الشعب بأكمله.
ومن أراد حقًا أن يوقف إطلاق النار، فليُوقف آلة الحرب الإسرائيلية، وليُنزع سلاح القتلة، وليُعَد الحق إلى أصحابه.
ختامًا، إن الفلسطيني لا يقاتل من أجل الموت، بل من أجل الحياة.
وسلاحه ليس بندقية فقط، بل حق، وكرامة، ووجود لا يُنتزع.
ولن نُسلّم رقابنا للذبح… ولن نخلع عن أكتافنا عباءة الكرامة.
فنحن السلاح