_30092022020307_jpg_1_web.jpg?v=14.3.930)
سناء جارة الأقصى.. قلب عاشق وروح تعلقت به
فلسطين أونلاين
تخفي دموعها، فيفصح ارتعاش صوتها عن مشاعر الألم التي تنتابها عندما تتذكر يوم قررت روضة طفلها "علي" ابن الخمس سنوات الاحتفال بيوم الأم في باحات المسجد الأقصى، ولم تتمكن ابنة القدس سناء الرجبي مرافقته بسبب قرار سلطات الاحتلال إبعادها.
تقول: "بكيت كثيرًا لمّا شد ابني على يدي وتساءل بكل براءة: ماما ليش ما بدك تدخلي معي، وبكى لما رأى أصدقاءه يحتفلون مع أمهاتهم وأنا بعيدة عنه لا أستطيع الدخول إلى الأقصى".
سناء أم لتسعة أبناء، تسكن البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، جارة المسجد الأقصى، يفصلها عن الوصول إليه مسافة مشي 5 دقائق وجنود يحملون أسلحتهم يقفون على الأبواب يتحكمون في الداخلين إلى المسجد الأقصى، يمنعون من يريدون ويسمحون بالدخول لمن يريدون. حب منذ الصغر امتزج حب الأقصى بروح سناء، لم تتنفس إلا هواءه ولا يطيب لها أن تشرب إلا من مائه،
تقول: "أنا ابنة المسجد الأقصى، ولدت وكبرت ولعبت وتعلمت وتزوجت وأنجبت هنا".
فور سماعها بحلقات العلم في المسجد الأقصى عام 2014، قررت سناء الانضمام إلى صفوف النساء المرابطات في تلك الحلقات، للدفاع عن مكانها وبيتها الذي عشقته وأحبته، فبدأت مسيرتها في الرباط داخل الساحات وعلى البوابات وفي صحن المسجد لصد اقتحامات المستوطنين.
تقول سناء: "اعتقلتُ 13 مرة بتهمة الرباط في المسجد الأقصى وعرقلة دخول المستوطنين إليه، وأبعدتُ عنه 16 مرة كانت إحدى تلك المرات إبعادًا إداريًا بلا مدة محددة ويجدد كل فترة وأخرى، كنت أنظر إلى قبة الصخرة من شرفة بيتي وقلبي يعتصر ألمًا لأني لا ممنوعة من الوصول إليها".
ووضع اسم "سناء" على القائمة "السوداء" مع مجموعة أخرى من المرابطات المبعدات عن المسجد الأقصى. وبعزيمة وثبات تعلق على ذلك: "سماها الاحتلال بالقائمة السوداء لأنها تعوق تنفيذ اقتحامات مستوطنيه للأقصى وتتصدى لهم، أما نحن فسميناها بالقائمة الذهبية لأنها وسام شرف بالنسبة لنا ودليل على أننا أذقنا الاحتلال مرارة الفشل".
تضييق وتهديد مارست قوات الاحتلال بحق سناء وأسرتها أبشع عمليات التنكيل، ففي عام 2015 اعتقل ابنها الأكبر عمار وحكم عليه بالسجن 6 سنوات، واعتدى أحد أفراد شرطة الاحتلال على ابنتها هديل (10 سنوات) بالضرب وحاول اعتقالها، واعتقل زوجها في فترة اعتقالها وترك الأبناء بلا أم ولا أب.
وتضيف: "قبل سنوات عدة هددتني قوات الاحتلال بسحب أطفالي مني بحجة أني أم لا تصلح للتربية وأني أربيهم على العنف وكره دولتهم المزعومة".
اليوم تخرّج أبناء سناء من الجامعات بشهادات مختلفة، فمنهم المحامي ومنهم المعلمة والممرضة وخريج إدارة الأعمال واختصاصي ذوي الاحتياجات الخاصة والمصورة ومهندس الإلكترونيات، لتثبت للمحتل قدرة الأم الفلسطينية المقدسية على القيام بدورها على أكمل وجه رغم كل محاولاته للتضييق وعرقلة مسيرتها.
متجاهلة ممارسات الاحتلال ضدها ومتناسية ألمها، تستيقظ سناء المرابطة عاشقة بيت المقدس فجر كل يوم تهيئ البيت والأبناء وتقوم على حاجاتهم، وتنطلق روحها قبل جسدها إلى المسجد الأقصى تجلس لتلقي العلم في الحلقات.
لا تكتفي بذلك، إذ تضلع بمهمة تعريف الطلبة والزوار بالمسجد الأقصى وأروقته ومعالمه وآثاره، ومن أجدر منها للقيام بهذه المهمة وهي التي حفرت تفاصيل المكان بقلبها قبل ذاكرتها، واستنشقت رائحة الأصالة فيه منذ نعومة أظفارها.
وعن دافعها للاستمرار، تشير إلى أثر رباطها على حياتها كما غيرها من رفيقات درب مصاطب الأقصى، "البركة هي ما يدفعني إلى الاستمرار بالرباط في المسجد الأقصى، بركة وجدتها في نفسي وحياتي وبيتي، ولأن الأقصى عقيدة والدفاع عنه واجب، ومهما قدمت من أجله فهو قليل".
فلسطين أونلاين
تخفي دموعها، فيفصح ارتعاش صوتها عن مشاعر الألم التي تنتابها عندما تتذكر يوم قررت روضة طفلها "علي" ابن الخمس سنوات الاحتفال بيوم الأم في باحات المسجد الأقصى، ولم تتمكن ابنة القدس سناء الرجبي مرافقته بسبب قرار سلطات الاحتلال إبعادها.
تقول: "بكيت كثيرًا لمّا شد ابني على يدي وتساءل بكل براءة: ماما ليش ما بدك تدخلي معي، وبكى لما رأى أصدقاءه يحتفلون مع أمهاتهم وأنا بعيدة عنه لا أستطيع الدخول إلى الأقصى".
سناء أم لتسعة أبناء، تسكن البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، جارة المسجد الأقصى، يفصلها عن الوصول إليه مسافة مشي 5 دقائق وجنود يحملون أسلحتهم يقفون على الأبواب يتحكمون في الداخلين إلى المسجد الأقصى، يمنعون من يريدون ويسمحون بالدخول لمن يريدون. حب منذ الصغر امتزج حب الأقصى بروح سناء، لم تتنفس إلا هواءه ولا يطيب لها أن تشرب إلا من مائه،
تقول: "أنا ابنة المسجد الأقصى، ولدت وكبرت ولعبت وتعلمت وتزوجت وأنجبت هنا".
فور سماعها بحلقات العلم في المسجد الأقصى عام 2014، قررت سناء الانضمام إلى صفوف النساء المرابطات في تلك الحلقات، للدفاع عن مكانها وبيتها الذي عشقته وأحبته، فبدأت مسيرتها في الرباط داخل الساحات وعلى البوابات وفي صحن المسجد لصد اقتحامات المستوطنين.
تقول سناء: "اعتقلتُ 13 مرة بتهمة الرباط في المسجد الأقصى وعرقلة دخول المستوطنين إليه، وأبعدتُ عنه 16 مرة كانت إحدى تلك المرات إبعادًا إداريًا بلا مدة محددة ويجدد كل فترة وأخرى، كنت أنظر إلى قبة الصخرة من شرفة بيتي وقلبي يعتصر ألمًا لأني لا ممنوعة من الوصول إليها".
ووضع اسم "سناء" على القائمة "السوداء" مع مجموعة أخرى من المرابطات المبعدات عن المسجد الأقصى. وبعزيمة وثبات تعلق على ذلك: "سماها الاحتلال بالقائمة السوداء لأنها تعوق تنفيذ اقتحامات مستوطنيه للأقصى وتتصدى لهم، أما نحن فسميناها بالقائمة الذهبية لأنها وسام شرف بالنسبة لنا ودليل على أننا أذقنا الاحتلال مرارة الفشل".
تضييق وتهديد مارست قوات الاحتلال بحق سناء وأسرتها أبشع عمليات التنكيل، ففي عام 2015 اعتقل ابنها الأكبر عمار وحكم عليه بالسجن 6 سنوات، واعتدى أحد أفراد شرطة الاحتلال على ابنتها هديل (10 سنوات) بالضرب وحاول اعتقالها، واعتقل زوجها في فترة اعتقالها وترك الأبناء بلا أم ولا أب.
وتضيف: "قبل سنوات عدة هددتني قوات الاحتلال بسحب أطفالي مني بحجة أني أم لا تصلح للتربية وأني أربيهم على العنف وكره دولتهم المزعومة".
اليوم تخرّج أبناء سناء من الجامعات بشهادات مختلفة، فمنهم المحامي ومنهم المعلمة والممرضة وخريج إدارة الأعمال واختصاصي ذوي الاحتياجات الخاصة والمصورة ومهندس الإلكترونيات، لتثبت للمحتل قدرة الأم الفلسطينية المقدسية على القيام بدورها على أكمل وجه رغم كل محاولاته للتضييق وعرقلة مسيرتها.
متجاهلة ممارسات الاحتلال ضدها ومتناسية ألمها، تستيقظ سناء المرابطة عاشقة بيت المقدس فجر كل يوم تهيئ البيت والأبناء وتقوم على حاجاتهم، وتنطلق روحها قبل جسدها إلى المسجد الأقصى تجلس لتلقي العلم في الحلقات.
لا تكتفي بذلك، إذ تضلع بمهمة تعريف الطلبة والزوار بالمسجد الأقصى وأروقته ومعالمه وآثاره، ومن أجدر منها للقيام بهذه المهمة وهي التي حفرت تفاصيل المكان بقلبها قبل ذاكرتها، واستنشقت رائحة الأصالة فيه منذ نعومة أظفارها.
وعن دافعها للاستمرار، تشير إلى أثر رباطها على حياتها كما غيرها من رفيقات درب مصاطب الأقصى، "البركة هي ما يدفعني إلى الاستمرار بالرباط في المسجد الأقصى، بركة وجدتها في نفسي وحياتي وبيتي، ولأن الأقصى عقيدة والدفاع عنه واجب، ومهما قدمت من أجله فهو قليل".
