المرابطات في الأقصى.. كحجارة المسجد لا يعرفن الوهن
فلسطين أونلاين
القدس المحتلة-غزة/ مريم الشوبكي:
تبذل نسوة القدس الغالي والنفيس والوقت والجهد والروح في سبيل الدفاع عن القدس، ويشكلن برباطهن الدائم في باحات المسجد الأقصى مخرزًا قويًّا فداءً لحرمته وحريته.
ظهر دور المقدسيات الممنهج والمنظم داخل الأقصى في عام ٢٠١٠ عندما قرر المقدسيِّون بدء مرحلة جديدة لصد مخطط التقسيم الزماني والمكاني للأقصى.
يتجلى دور المرابطات في ملازمة المسجد وعدم الانصراف عنه في ساعات الصباح الأولى، إذ يحتشدن داخله في الثامنة صباحًا قبل موعد الاقتحامات، فإذا ما حدث الاقتحام وسط حماية جنود الاحتلال تهتز ساحات الأقصى بتكبيراتهن.
وتنتهج المرابطات أساليب متعددة في دخول الأقصى ومجابهة اقتحامات الأقصى، ويرصدن بكاميراتهن ما يدور داخله، ويلزمن بأطفالهن مصاطب العلم، وحتى يزففن أبناءهم إلى عش الزوجية من ساحاته.
تنكيل ورباط
المرابطة زينة عمرو كانت من أوائل المرابطات اللواتي أسسن لمصاطب العلم في عام 2010م، إذ كانت مسؤولة الإرشاد لطلبة المدارس، والجامعات، والزائرين وتعريفهم بالمسجد الأقصى ومعالمه، وقد كلفها الرباط بهذه الأدوات أربع سنوات من الإبعاد على مدد متفرقة.
تقول عمرو لـ"فلسطين": "الحقيقة أثبتت أن النساء لعبن دورًا كبيرًا في رد الاقتحامات، فكن يرابطن عند باب المغاربة، وبسبب كثرتهن كان المقتحمون من الجنود والمستوطنين يهابونهنّ، لذا حاربوا مصاطب العلم، وأفرغوا الأقصى يوميًا من المرابطات إضافة إلى ملاحقتهن قضائيًا".
ولا تستسلم المرابطات لعمليات الإبعاد المنتظمة، بل يرابطن عند النقطة الأقرب المسموح بها "إسرائيليًا" للوجود بالقرب من المسجد، ويوصلن صوت الحرائر باحتكاكهن المباشر مع وسائل الإعلام، ومنصات التواصل الاجتماعي، واتخاذ عمليات الإبعاد فرصة لإظهار ما يدور في محيط القدس وأزقتها.
وتشدد عمرو على أن الرباط في الأقصى مكلف للغاية، "يكلف إحداهن روحها، وجهدها، ووقتها، ومالها، وعمرها.
ويحاول الاحتلال ردع المرابطات بالاعتقالات المتكررة والتوقيف، وقرارات الإبعاد عن المسجد الأقصى، والاستدعاءات والمضايقات، وحجز هوياتهن الشخصية، وقطع التأمين الصحي، والتهديد بالقتل، واعتقال أفراد العائلة وزوجها وأولادها، دون أن يستكينوا أو يبدلوا أو يضعفوا".
وتبذل المرابطات جهدًا في توضيح حقيقة اقتحامات المستوطنين لغيرهن من النسوة بتعريفهن بأهدافها المرحلية والإستراتيجية ومواعيدها لتشجيعهن على أخذ دورهن في إعمار الأقصى.
وتلفت إلى أن المرابطات يعشن الحياة الطبيعية بمتطلباتها من تدبير شؤون البيت وتربية الأبناء واهتمام بالزوج دون أن ينسين حظ المسجد الأقصى من وقتهن حتى لو على حساب وقت راحتهن الشخصية.
رباط دائم
في حين تتحامل المرابطة وفاء بياطرة (60 عامًا) من الناصرة على مرضها في العمود الفقري، والقلب ولا تتوانى عن الرابط في المسجد الأقصى، متحملة مشقة المسافة التي تمتد لساعتين ونصف ما بين بيتها والأقصى.
لم تنقطع بياطرة عن زيارة الأقصى والمدينة الأحب إلى قلبها القدس منذ طفولتها، فقد اتخذت قبل 30 عامًا قرارًا بالرباط في الأقصى بالرغم من انشغالاتها الأسرية.
تقول بياطرة لـ"فلسطين": "في أيام الاقتحامات كنت أبات في القدس، أرفض النوم حتى لا تفوتني دقيقة عن استغلال جل وقتي في الصلاة، والعبادة، والرباط بين أروقته".
وتتابع: "حينما تدعونني المرابطات للتنزه وزيارة مدن فلسطينية أخرى، أرفض لأنني أخذت عهدًا على نفسي أن النفس الذي في داخلي سأتركه للأقصى".
وتشير بياطرة إلى أن الاحتلال في وقت الاقتحامات يغلق الشوارع، والطرقات المؤدية للأقصى، لثني الناس من بقية المحافظات عن الوصول للأقصى، مشددةً على أنها تصر على الوصول للمسجد مهما كلفها من مشقة البحث عن شوارع فرعية تؤدي للأقصى.
وبمجرد ولوج بياطرة الأقصى تحمل كاميرتها وتصور كل ما يدور بداخله من أحداث، لحث النسوة على القدوم للأقصى والرباط فيه، وإظهار زيف الصورة المرعبة التي يصورها الاحتلال في إعلامه عن الخطر الذي يحدق بالناس لمجرد وجودهم في الأقصى، وأن الأحداث الأمنية مجرد وقتية، ومن ثم تعود الأمور إلى طبيعتها.
وتبين أنها تقضي يومها في تجميع النسوة المتواجدات في الأقصى، وشرح كل المعلومات التي تعرفها عن الأقصى، ومعالمه، والأحداث التاريخية التي دارت فيه.
فلسطين أونلاين
القدس المحتلة-غزة/ مريم الشوبكي:
تبذل نسوة القدس الغالي والنفيس والوقت والجهد والروح في سبيل الدفاع عن القدس، ويشكلن برباطهن الدائم في باحات المسجد الأقصى مخرزًا قويًّا فداءً لحرمته وحريته.
ظهر دور المقدسيات الممنهج والمنظم داخل الأقصى في عام ٢٠١٠ عندما قرر المقدسيِّون بدء مرحلة جديدة لصد مخطط التقسيم الزماني والمكاني للأقصى.
يتجلى دور المرابطات في ملازمة المسجد وعدم الانصراف عنه في ساعات الصباح الأولى، إذ يحتشدن داخله في الثامنة صباحًا قبل موعد الاقتحامات، فإذا ما حدث الاقتحام وسط حماية جنود الاحتلال تهتز ساحات الأقصى بتكبيراتهن.
وتنتهج المرابطات أساليب متعددة في دخول الأقصى ومجابهة اقتحامات الأقصى، ويرصدن بكاميراتهن ما يدور داخله، ويلزمن بأطفالهن مصاطب العلم، وحتى يزففن أبناءهم إلى عش الزوجية من ساحاته.
تنكيل ورباط
المرابطة زينة عمرو كانت من أوائل المرابطات اللواتي أسسن لمصاطب العلم في عام 2010م، إذ كانت مسؤولة الإرشاد لطلبة المدارس، والجامعات، والزائرين وتعريفهم بالمسجد الأقصى ومعالمه، وقد كلفها الرباط بهذه الأدوات أربع سنوات من الإبعاد على مدد متفرقة.
تقول عمرو لـ"فلسطين": "الحقيقة أثبتت أن النساء لعبن دورًا كبيرًا في رد الاقتحامات، فكن يرابطن عند باب المغاربة، وبسبب كثرتهن كان المقتحمون من الجنود والمستوطنين يهابونهنّ، لذا حاربوا مصاطب العلم، وأفرغوا الأقصى يوميًا من المرابطات إضافة إلى ملاحقتهن قضائيًا".
ولا تستسلم المرابطات لعمليات الإبعاد المنتظمة، بل يرابطن عند النقطة الأقرب المسموح بها "إسرائيليًا" للوجود بالقرب من المسجد، ويوصلن صوت الحرائر باحتكاكهن المباشر مع وسائل الإعلام، ومنصات التواصل الاجتماعي، واتخاذ عمليات الإبعاد فرصة لإظهار ما يدور في محيط القدس وأزقتها.
وتشدد عمرو على أن الرباط في الأقصى مكلف للغاية، "يكلف إحداهن روحها، وجهدها، ووقتها، ومالها، وعمرها.
ويحاول الاحتلال ردع المرابطات بالاعتقالات المتكررة والتوقيف، وقرارات الإبعاد عن المسجد الأقصى، والاستدعاءات والمضايقات، وحجز هوياتهن الشخصية، وقطع التأمين الصحي، والتهديد بالقتل، واعتقال أفراد العائلة وزوجها وأولادها، دون أن يستكينوا أو يبدلوا أو يضعفوا".
وتبذل المرابطات جهدًا في توضيح حقيقة اقتحامات المستوطنين لغيرهن من النسوة بتعريفهن بأهدافها المرحلية والإستراتيجية ومواعيدها لتشجيعهن على أخذ دورهن في إعمار الأقصى.
وتلفت إلى أن المرابطات يعشن الحياة الطبيعية بمتطلباتها من تدبير شؤون البيت وتربية الأبناء واهتمام بالزوج دون أن ينسين حظ المسجد الأقصى من وقتهن حتى لو على حساب وقت راحتهن الشخصية.
رباط دائم
في حين تتحامل المرابطة وفاء بياطرة (60 عامًا) من الناصرة على مرضها في العمود الفقري، والقلب ولا تتوانى عن الرابط في المسجد الأقصى، متحملة مشقة المسافة التي تمتد لساعتين ونصف ما بين بيتها والأقصى.
لم تنقطع بياطرة عن زيارة الأقصى والمدينة الأحب إلى قلبها القدس منذ طفولتها، فقد اتخذت قبل 30 عامًا قرارًا بالرباط في الأقصى بالرغم من انشغالاتها الأسرية.
تقول بياطرة لـ"فلسطين": "في أيام الاقتحامات كنت أبات في القدس، أرفض النوم حتى لا تفوتني دقيقة عن استغلال جل وقتي في الصلاة، والعبادة، والرباط بين أروقته".
وتتابع: "حينما تدعونني المرابطات للتنزه وزيارة مدن فلسطينية أخرى، أرفض لأنني أخذت عهدًا على نفسي أن النفس الذي في داخلي سأتركه للأقصى".
وتشير بياطرة إلى أن الاحتلال في وقت الاقتحامات يغلق الشوارع، والطرقات المؤدية للأقصى، لثني الناس من بقية المحافظات عن الوصول للأقصى، مشددةً على أنها تصر على الوصول للمسجد مهما كلفها من مشقة البحث عن شوارع فرعية تؤدي للأقصى.
وبمجرد ولوج بياطرة الأقصى تحمل كاميرتها وتصور كل ما يدور بداخله من أحداث، لحث النسوة على القدوم للأقصى والرباط فيه، وإظهار زيف الصورة المرعبة التي يصورها الاحتلال في إعلامه عن الخطر الذي يحدق بالناس لمجرد وجودهم في الأقصى، وأن الأحداث الأمنية مجرد وقتية، ومن ثم تعود الأمور إلى طبيعتها.
وتبين أنها تقضي يومها في تجميع النسوة المتواجدات في الأقصى، وشرح كل المعلومات التي تعرفها عن الأقصى، ومعالمه، والأحداث التاريخية التي دارت فيه.