نشر ثقافة السلام أم تكريس الاستسلام؟ .. د.صالح نصيرات

الدكتور صالح نصيرات

  • الأحد 12, ديسمبر 2021 07:02 ص
  • نشر ثقافة السلام أم تكريس الاستسلام؟ .. د.صالح نصيرات
السلام اسم من اسماء الله الحسنى، وهو يعني البراءة من كل عيب ونقص، أي أنه سالم من كل ما تقدم من النقائص العيوب. وهو اسم عظيم وجليل. وهذا الاسم العظيم أصبح اليوم لدى بعض الناس جسرا لتمرير ثقافة "السلام" وهي ثقافة مخالفة تماما لمعنى السلام في اسم الله الأعظم سبحانه وتعالى. وقد ظهرت الدعوة إلى هذه الثقافة بعد أن استطاع العدو ومن ورائه منظمات معروفة بالتخريب و الهدم ونشر ثقافة سمتها "الأخوة الإنسانية" والإنسانية والأخوة منها براء فهي ستار الماسونية وشعارها المخادع ، وصولا إلى مفهوم جديد يطل علينا برأسه ويراد له أن يكون بديلا عن دين الله سبحانه وتعالى وهو ما سمي بالديانة الإبراهيمية.
نشر ثقافة السلام أم تكريس الاستسلام؟
السلام اسم من اسماء الله الحسنى، وهو يعني البراءة من كل عيب ونقص، أي أنه سالم من كل ما تقدم من النقائص العيوب. وهو اسم عظيم وجليل. وهذا الاسم العظيم أصبح اليوم لدى بعض الناس جسرا لتمرير ثقافة "السلام" وهي ثقافة مخالفة تماما لمعنى السلام في اسم الله الأعظم سبحانه وتعالى. وقد ظهرت الدعوة إلى هذه الثقافة بعد أن استطاع العدو ومن ورائه منظمات معروفة بالتخريب و الهدم ونشر ثقافة سمتها "الأخوة الإنسانية"  والإنسانية والأخوة منها براء فهي ستار الماسونية وشعارها المخادع ، وصولا إلى مفهوم جديد يطل علينا برأسه ويراد له أن يكون بديلا عن دين الله سبحانه وتعالى وهو ما سمي بالديانة الإبراهيمية.
يعلم أعداء الأمة أن الشباب هم عدة الأمة، وأن الأجيال السابقة التي نشأت على تربية واضحة تعرف الكيان الغاصب ومن وراءه هم الأعداء الحقيقيون لهذه الأمة. وأن الحل هم في تغيير رؤية الأجيال القادمة لهذا العدو من خلال نشر ثقافة جديدة قديمة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.   ولذلك عمدت إلى "القوة الناعمة" واستخدام مصطلحات جميلة كالسلام و التعاون والحوار وفهم الآخر من أجل هدفهم الأسمى وهو تكريس ثقافة الاستسلام للعدو وكيانه الغاصب. فمن يكره السلام؟ ومن يحب العنف والتطرف؟ طبعا لا أحد عاقل يريد ذلك. ولكن المقصود من وراء ذلك كله هو ماأشرنا إليه وهو تفريغ الشباب المسلم من افكار ومبادىء لاتقوم للأمة قائمة بدونها. فالاعتزاز بالإسلام وقيمه، واحترام تاريخه ولغته العربية وتمثل القدوات من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويراد لهذا القيم والمبادىء أن تندثر لصالح التمييع و التبديل.
والغريب أننا لانرى في مواقع ولا أنشطة تلك المنظمات والجمعيات مايشير إلى جرائم الاحتلال  وما يقوم به من تكريس ثقافة القتل لدى الاطفال، يرضعونه مع حليب أمهاتهم، صورهم تملأ الفضاء وهم يحملون السلاح في مغتصباتهم ويدربون على قتل العرب و المسلمين في فلسطين، وتكرس مناهجهم الكراهية للعرب و الفلسطينيين على وجه التحديد.  وهذا يبين بجلاء  ما اشرنا إليه من أهداف تلك الجمعيات. فكيف ستنشر جمعيات يؤسسها ي ه و د ويعمل فيها سذّج من أبناء المسلمين وبناتهم تلك المشاهد المرعبة لأطفال الصهاينة وشبابهم؟

 في الأردن تنشط مؤسسة بذور السلام وهي مؤسسة أنشاها يهودي أمريكي اسمه جون والاك  بحضور شباب عرب من مصر والسلطة الفلسطينية و"إسرائيل" وقد حضر هؤلاء توقيع معاهدة الاستسلام في واشنطن بين السلطة الفلسطسينية و"إسرائيل".  وهدف هذه المؤسسة  هو تدريب الشباب العربي على القبول بفكرة الدولة الصهيونية والتعامل معها على أنها واقع لامحالة. ولها مكاتب في عمان ولاهور والقدس وكابل ونيويورك. 
ومن المؤسسات المهمة ايضا مؤسسة "السلام الآن" وهي مؤسسة أنشئت عام 1978 في القدس على يد مجموعة من اليهود. وقد ركزت هذه المنظمة على قضية مهمة وهي أن الكيان الغاصب جاء لحماية اليهود من النازية وأن فلسطين أرض السلام وتجمع شعبين بسبب الضرورة التاريخية. وقد شبه أحد هؤلاء – في حوار معي في نيويورك عام 1979- اثناء زيارتهم للجامعة -  اغتصاب فلسطين برجل يجلس في فندق فشب فيه حريق فاضطر للهرب من النافذة فسقط على ظهر رجل آخر فتسبب له بعاهة، والمشكلة هي كيف يمكن أن نعالج هذا الرجل. فالمشكلة عندهم ليس في جريمة الاغتصاب بل في حل مشكلة عارضة. فالاحتلال ليس جريمة عندهم. وتنشط هذه المنظمة في كثير من دول العالم لبث افكارها وأن الحل الأمثل هو "حل الدولتين" اي الاعتراف بالكيان أمرا واقعا.
وهناك مؤسسات اخرى وتقوم بتدريب الشباب والشابات على التعامل مع الآخر "بسلام". وتنشط  ظاهرا في  ال "الدفاع" عن حقوق المرأة والتعريف بقضايا العنف الأسري  وهي امور مهمة وضرورية ولكن علاجها لايكون بتبني النهج الغربي فيها،
ومن وسائلها في العمل أنها تقوم بإرسال الشباب والشابات إلى أمريكا وغيرها من دول الغرب لنشر ثقافة السلام باستخدام الرياضة و الفن (الرقص والغناء)  والحوار كما يذكر موقعها على الفيس  بوك.  وقد وقع بعض الفضلاء و الفضليات في هذا الفخ، فارسلوا ابناءهم ليتعلموا وليكونوا جزءا من المحركين و النشطاء لنشر هذه الثقافة.  ومن متابعة الموقع على الفيس نرى أن معظم النشطاء و المسؤولين من عائلات أردنية محترمة وتركز على اختيار هؤلاء من كل مدن الاردن وقراه وباديته، (المفرق وإيدون في إربد وأبو عبيدة في الغور...) مستغلين حاجة الشباب و الشابات إلى العمل والرغبة في السفر إلى الخارج.  ولذلك نرى على وجوه هؤلاء الشباب و الشابات الفرح و السرور بوصولهم إلى شيكاغو ونيويورك وغيرها من مدن الغرب.  ويبدو لي ان الاهداف التي ترمي إليها هذه المنظمات تشجيع الشابات خاصة على التمرد على الأهل والسفر الى الخارج لحضور دورات ومخيمات حيث تتم عملية غسل الأدمغة والتحريض على الخروج من "شرنقة التخلف" كما يقول لسان حالهم. ومن عاش في الغرب يدرك خطورة هذا التوجه
فديننا يدعو الى الحوار والمجادلة بالتي هي احسن والسلام مع غير القتلة والمجرمين الغاصبين وعندنا خبراء ومدربون مميزون فلم الذهاب الى تلك المخيمات المعدة اعدادا يقف وراءه اناس لا يعرفون قيمنا ولا اعرافنا الاسلامية؟؟
كما تنشط مؤسسات اخرى  في عقد دورات في أطراف  البلاد والقرى والمدن الاردنية والبادية لنشر ثقافة "التسامح" والسلام 
ولتكريس تلك المفاهيم  قامت وزارات التربية و التعليم  في دول عربية بنشر مصفوفة السلام وحقوق الإنسان لتعليم الأطفال على التعامل مع الآخر دون تحديد هذا الآخر بلغة واسلوب بعيد عن العنف. وهذه الأهداف الظاهرة لا نختلف على اهميتها ولكننا نعلم جميعا أن تغيير المناهج واستبعاد الحديث الحقيقي القضية الفلسطينية   والرموز الوطن وعدم تجريم الاحتلال : تاريخه وحاضره الإجرامي جاءت بعد اتفاقيات الاستسلام  وتطورت  وزادت حدتها بعد الضغوط الأمريكية بعد سبتمبر 2001. فكيف تناقض وزارات التربية والتعليم نفسها فتعلم التسامح والحوار  مع الآخر  وهي تعلي  من شأن المستبدين وتجعلهم انصاف الهة تمارس الاستبداد والظلم وقهر المعارضين السلميين كما انها غير قادرة على بناء شخصية متزنة تعتز بدينها وقيمها وتاريخها ؟ فما قيمة شباب يهزأون بدينهم ويتمثلون قيما وأساليب حياة مرفوضة شكلا ومعنى ويقدمون  اللغات الأخرى على لغتهم فيرطنون بجهل وسذاجة بلغات الغرب ولا يستطيعون كتابة فقرة سليمة بلغة امتهم وقرآنهم ويعتبرون ذلك تقدما وتسامحا؟؟ 
إن من السذاجة النظر ببراءة إلى كل هذه الجمعيات والمدعومة من مؤسسات غربية  معروفة اهدافها وكذلك السفارات الغربية بأموال رصدت من أجل تمييع فهم المسلم لدوره في الحياة، والتوقف عن الحديث عن الدفاع عن حقوق الأمة وتجريم اهل فلسطين وكل من يقف معهم والترحيب بالعدو ونقله من تلك الصفة إلى صفة الجار و الصديق. سيصبح أفراد كثيرون من هؤلاء يوما في مواقع قيادية مؤثرة للأسف. فما هي النتائج المتوقعة غير الخبال والتردي والفشل.
د. صالح نصيرات