ولا يخفى على المتابع لمجريات الحرب والإجرام التي يقوم بها دولة الاحتلال على قطاع غزة منذ شهرين تقريباً أن أحد أهم أهداف هذه الحرب المجرمة وهذا الإجرام منقطع النظير أحد أهم أهدافه هو تهجير أهل القطاع غزة إلى سجن صغير جدا في صحراء سيناء ولا يخفى على المتابع أيضا رفض النظام المصري لهذا التهجير منذ بداية المعركة ورفض أهلنا الفلسطينيين في قطاع غزة الذين سبق لهم انذاقوا التهجير في عام 1948 وهم نسبه ليست قليله يعني ما بين 70 إلى 80% من سكان قطاع غزة هم اصلا لاجئون ذاقوا ويلات النكبة الفلسطينية الاولى في عام 48 وبالتالي هم اعلنوا انهم لن يقبلوا التهجير يفضلون الموت في قطاع غزة أو تحت انقاض بيوتهم على النكبة الجديدة إلى جزء صغير من صحراء سيناء، ولكن المتتبع للأحداث بشكل جيد يرى أن قيام دولة الاحتلال الصهيوني بمنع كل مقومات الحياة في قطاع غزة، فمنع المساعدات قبل الهدنة ومنع الوقود ومنع الكهرباء والماء والغذاء والدواء وتقنين وتقليل كمية المساعدات الداخلة إلى قطاع غزة في الهدنة، وهذا ضاعف الوضع الإنساني في قطاع غزة وأصبح من لم يمت بالقصف مات بغيره، وإن أخشى ما أخشاه أن يكون هذا كله جزء من خطة تم الاتفاق عليها بين النظام المجرم النازي الفاشي في تل ابيب مع النظام المصري المجرم العميل الذي يحاصر قطاع غزة من الجنوب منذ أكثر من سبعة عشر عاماً، وهو الذي يتحكم بكميات المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الذي المعبر الوحيد لقطاع غزة وأخشى ما أخشاه أن يكون هذا الاتفاق يقضي بفتح المعبر بعد أن تستحيل الحياة في قطاع غزة وتقوم الطائرات بقتل عدد كبير جداً من أهلنا في قطاع غزة مع استمرار القصف براً وجواً وبحراً على قطاع غزة المحاصر، فيصبح فتح المعبر الان مطلب إنساني، ليتم فعلاً تهجير قطاع غزة فعلاً إلى سجن صغير من صحراء سيناء، وأخشى في الأسابيع القادمة أن نسمع عن مبادرة إنسانية يقدمها الرئيس المصري المجرم السيسي؛ هذه المبادرة الإنسانية تقتضي فتح المعبر لاستقبال الفلسطينيين بشرط أن يعودوا بمجرد انتهاء المعركة، وهذا سيشجع عدد كبير جداً من أهلنا في قطاع غزة إلى الانتقال إلى صحراء سيناء حيث سيتم توفير الغذاء والدواء والكهرباء والماء طبعاً بكميات أكثر من قطاع غزة.
وقد نسمع في الأيام القادمة عن قيام النظام المصري ببناء مدينه خيام جديدة بجوار مدينه رفح المصرية لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين في نكبتهم الفلسطينية الجديدة على أمل أن يعودوا بعد نهاية المعركة أو بعد إعادة إعمار قطاع غزة وهذا بظني لن يكون، وسيتم عمل هذه المؤامرة المشتركة بين النظام النازي المجرم في تل ابيب مع النظام المجرم المصري كذلك الذي يحاصر قطاع غزة والهدف من ذلك افراغ قطاع غزة من الفلسطينيين وإنهاء أسطورة المقاومة الموجودة في قطاع غزة التي صنعت المعجزات خلال 17 عام من الحصار، ويبقى السؤال الأهم الذي ينبغي على الجميع أن يطرحه وأن يجد له إجابة:
هل سيبقى العالم العربي متفرجاً منتظراً نهاية قطاع غزة؟
هل سيبقى العالم الإسلامي منتظراً ويراقب عداد الشهداء وعداد الجرحى وعداد الأطفال الذين يقتلون بالسلاح الأمريكي وبالطائرات الأمريكية وبالقنابل الأمريكية بل ولعله بالتدخل العسكري الأمريكي المباشر؟
وهل سيبقى العالم يتابع عداد الشهداء وعداد البيوت التي قصفت والمدارس التي قصفت والمساجد التي قصفت دون أن يتدخل أحد لإيقاف مجزرة العصر؟
وهل سيظل العالم كله يدين ويشجب ويستنكر دون اتخاذ أي إجراء حقيقي؟
يبدو أن هذا النظام النازي المجرم وداعميه الذين هم شركاؤه في الدم وفي كل جرائمه فوق القانون الدولي وفوق الأعراف الدولية وفوق كل المنظمات الدولية التي تراقب وتحاسب غير النظام النازي في تل أبيب.