الشعب الفلسطيني لم يبخل في تقديم التضحيات في سبيل دينة ووطنه وحريته فهو في صراع من العدو منذ أكثر من قرن من الزمان قدم خلالها اكثر من مائة ألف شهيد وملايين الجرحى والمشردين ، ودخل السجون " الإسرائيلية " أكثر من ثلث الشعب الفلسطيني ، والآن يقبع داخل السجون الإسرائيلية حوالي 5000 أسير فلسطيني من الرجال والنساء والأطفال ، يذوقون الوان العذاب يوميا .
أما معتقلو سجن "جلبوغ " فحظهم من العذاب والمعاناة أكثر من غيرهم ، هذا السجن الواقع في غور " بيسان " يعتبر أشد السجون الصهيونية حصانة حتى أطلق عليه " الخزنة الحديدية " فالسجن قلعة حصينة أٌقيمت من الإسمنت المسلح والفولاذ ويحاط بجدار ارتفاعه تسعة أمتار ، ويوجد في أعلاه صاج مطلي كبديل عن الأسلاك الشائكة التي توجد عادة في جميع السجون، وقد نصب على جميع نوافذ السجن حديد تم تطويره يطلق عليه "حديد نفحا" وهو عبارة عن قضبان مصنعة من الحديد والإسمنت " .
لكن الإرادة تتحدى الصعاب والشوق إلى الحرية لا يوقفه ظلم السجان ومناعة السجن ، والذي يعشق الحرية لا يغريه المال ولا المنصب والجاه ، فهو تربى على الحرية ولا يقبل القفص وإن كان من الذهب الإبريز ، والحر يرفض أن ينساق مع العبيد ويعيش تحت أقدام المحتل ولو وضعوا الشمس في يمينه والقمر في يساره .
أدرك المجاهدون الشرفاء من أبناء شعبنا أن الحرية لن تُنال بالتمني ، ولن تُمنح بالاستسلام والانبطاح وإنما تنتزع انتزاعا ، ولا بد من التضحية والفداء وهذه فلسطين لا يحررها إلا الأحرار .
فانطلقوا يقارعون العدو فمنهم من قضى نحبة ومنهم من ينتظر ومنهم من وقع في أسر العدو لكنه بقي كالأسد الهصور لا يطاطأ الراس لأحد ، ويفكر في يوم الخلاص همه أن ينال حريته ويحرر وطنه مهما كلفه الأمر ، واليوم نجح ستة من المجاهدين في حفر نفق من خلال مغسلة سجن " جلبوغ " ونالوا الحرية رغما عن السجان وعملائة وأذنابه الذين جن جنونهم لنجاح عشاق الحرية ، وبقائهم هم تحت نعال العدو ، فهنيئا لعشاق الحرية والخزي والعار للعملاء والخونة .