الاحتلال والمدينة المقدسة.. لماذا هذا الاهتمام-7-
كسر ما سمي احتلاليا الوضع القائم
صالح لطفي ... باحث ومحلل سياسي..
لا يمكننا فهم التحولات السياسية الاحتلالية المُتسارعة داخل أروقة الحكم الإسرائيلية تجاه القدس والمسجد الأقصى من دون قراءة متأنية للتحولات الجارية محليا وأقليميا وتنزيل تأثيراتها المُباشرة والبعيدة المدى على القضية الفلسطينية وفي الجوهر منها القدس والاقصى ...
التحولات الاسرائيلية المتسارعة والمتمثلة راهناً في كسر " هيبة" ما يسمى " الوضع القائم= status-quo الذي احدثه ابتداءً وزير الحرب الإسرائيلي موشيه ديان يوم احتلالهم المسجد الأقصى ( 7\6\1967) واقتحامه ورفع العلم الإسرائيلي والتدخل التركي المباشر المصحوب بتهديد غير مسبوق لم تعهده إسرائيل من دولة صديقة كانت من أوائل الدول التي اعترفت بها وهي دولة " شريك أساس في حلف الناتو وعلاقاتها استراتيجية مع الولايات المتحدة وتحكمها في تلكم المرحلة طغمة علمانية فاشية" بأنزال العلم الإسرائيلي من على قبة الصخرة وبقي هذا الوضع القائم الذي أقره موشيه ديان وحكومة الاحتلال وخلاصته بقاء المسجد الأقصى المبارك بكل ما فيه تحت سيطرة ومسؤولية الأوقاف الإسلامية التي خضعت للاردن فيما تكون السيادة الخارجية للاحتلال وبقيت هذه الأوضاع على هذه الحالة مع تموجات في تطبيقاتها الى ان تم توقيع المنظمة على اتفاقية أوسلو وموافقتها ترحيل ملف القدس حيث شرع الاحتلال بسياسات إسرائيلية تجاه القدس والاقصى تُوجت رسمياً في الثامن عشر من يونيو من هذا العام ( 2021) بكسر نهائي لهذا ال status-quo، يوم اقتحم فيه 1800 مستوطن المسجد الأقصى تحت حماية الاحتلال وبمباركة وموافقة رئيس الوزراء نفتالي بينيت الذي بارك الاقتحامات معتبرا إياها بياناً للحقِ اليهودي فيه باعتباره مكانا مقدسا لليهود وللتأكيد على هذا التوجه فقد أقرت لجنة المالية في الكنيست اليوم الاثنين ، 27، \12\2021 بتخصيص مبلغا مقداره 370 مليون شيقل ( 119 مليون دولار) للاستمرار في الحفريات الاثرية في مدينة سلون ومحيط اسوار المسجد الأقصى المُبارك وهو تحد سافر للشعب الفلسطيني وللامتين العربية والإسلامية. أمرُّ يشكل محطة أخرى في عملية المدافعة الفلسطينية وخطوة أخرى نحو لحظة الحسم.
بات واضحا أنَّ المسجد الأقصى دخل في معمعة ومناكفات سياسية البين يمينية سواء داخل التيار الديني الصهيوني الذي ينتمي اليه نفتالي بينيت أو عموم اليمين من علمانيين ومحافظين وذلك كجسر انتخابي يتوقع كل من تلكم المكونات أن تحكم البلاد ولأنَّ الشارع الإسرائيلي شعبوي بامتياز فالحاجة الى التصعيد مطلب يدغدغ عواطف ومشاعر العامة والدهماء من الإسرائيليين.