وتحقق حُلم الشهيد د/ زيد خضر
السيد "عمر محمد عبد المجيد أسعد " مواطن فلسطيني ولد عام 1942 في بلدة " جلجليا " شمالي مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة ، ولما حدثت النكبة الفلسطينية الأولى وضاعت فلسطين وقامت دولة الكيان المحتل 1948 كان عمره 8 سنوات ،واحس كغيره من الأطفال بعذابات شعبه الفلسطيني ورأى المهجرين من مدنهم وقراهم التي احتلها العدو في شمال فلسطين يلجؤون إلى مخيمات الضفة الغربية أو يتشردون في اصقاع الأرض ، وكثيرا ما سمع من والديه وأصحابهما عبارات الغيظ والإحباط من الاوضاع التي وصلوا إليها ويتمنون الخلاص منها .
هاجرالشاب " عمر 23 سنة " وعائلته بلدتهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1965 اي قبل أن يكمل العدو احتلال فلسطين ( النكسة ) عام 1967 ، وعمل والده هناك واستقروا جميعا ، وحصلوا على الجنسية الأمريكية .
وعلى الرغم من العيش الرغيد في امريكيا إلى أن " عمر " كان يحن إلى بلادة ويشتاق إلى أقاربه وأصحابه ومعارفه ، وكان يتمنى أن يتحقق حلمه بالعودة إلى بلاده وأن يقبل ترابها ويموت فيها ، فزار فلسطين عدة مرات ، وفي كل مرة يزداد شوقه إليها أكثر ، فما أن يعود إلى غربته في امريكا حتى يحن إلى بلاده فيرجع لزيارتها مرة ثانية .
وأخيرا حسم "عمر" أمره وعزم على السفر إلى فلسطين والبقاء فيها حتى يموت فترك أفراد عائلته في أمريكا وسافر إلى حبيبته فلسطين عام 2009 وتقدم إلى السلطات الإسرائيلية المحتلة بطلب العودة للبقاء في بلده فلسطين " لم شمل " ، ولأن القوانين الإسرائيلية تلغي طلب " لم الشمل " إذا غادر الإنسان فلسطين تحت أي ظرف ، بقي
." عمر في فلسطين 13 عاما ينتظر الموافقة الإسرائيلية على "لم الشمل وأثناء هذه الفترة لم يكن " عمر " الرجل الكهل يسكت على ظلم شعبه بل كان يشارك في كل الاحتجاجات والمسيرات والفعاليات التي كان يقوم بها أبناء شعبه ضد العدو المحتل الذي قتل شبابهم واغتصب أرضهم وأذاقهم الويلات ، وفي أحد المسيرات يوم 12 /1 / 2022 أطلق العدو رصاصة على المتظاهرين فأصأبت رصاصاته الحاج عمر " في صدره فارتقى شهيدا وعمره " 80 سنة "
وبعد أسبوعين أصدر العدو المحتل قائمة بأسماء " 500 " شخص يسمح لهم " بلم الشمل " والعودة لفلسطين وكان اسم عمر ضمن الأسماء ، فتحقق حلمه في العودة إلى الديار ، لكن رحمة الله كانت أسرع وأوسع حيث اختاره للشهادة في بلد احبها وأحبته ليكون بجوار بيت المقدس ، رحم الله الشهيد عمر وأسكنه فسيح جناته .