وهل للحب عيد؟ .. د. صالح نصيرات

الدكتور صالح نصيرات

  • الأربعاء 16, فبراير 2022 10:11 م
  • وهل للحب عيد؟  .. د. صالح نصيرات
اخترع الغربيون أعيادا لكل شيء، من الأم إلى السكرتيرة إلى الأب إلى الكلاب! ويبدو لي أنه اختراع راسمالي بحت لاعلاقة له بهذه العاطفة الإنسانية من قريب أو بعيد. ففي كل ما يسمونه عيدا، يجد الراسماليون والمتاجرون بالعواطف فرصة لتسويق منتجاتهم المغلفة بمسحة من الكذب على العقول والقلوب.
وهل للحب عيد؟  
د. صالح نصيرات
اخترع الغربيون أعيادا لكل شيء، من الأم إلى السكرتيرة إلى الأب إلى الكلاب! ويبدو لي أنه اختراع راسمالي بحت لاعلاقة له بهذه العاطفة الإنسانية من قريب أو بعيد. ففي كل ما يسمونه عيدا، يجد الراسماليون والمتاجرون بالعواطف فرصة لتسويق منتجاتهم المغلفة بمسحة من الكذب على العقول والقلوب. 
الحب لاعيد له، ولايمكن أن يكون! فالعيد جاء من العود، فهل يذهب الحب سنة كاملة ثم يأتي يوم ليحتفل المحبون بأحبابهم؟ قد نبرر لهم هذه الاختراعات، فالحياة المادية التي يعيشونها، والجفاء الذي يبدونه تجاه أقرب الناس إليهم، يفرض عليهم تذكر هؤلاء في يوم من أيام السنة، أما الإنسان الذي امتلأ قلبه بالرحمة والود فإنه ينشر عبير مودته وحبه عبر ابتسامة رقيقة على شفتيه، أو كلمة جميلة يرسلها بمودة وحنان، أو بتعبير جسدي لمن يحب!
ولأن الورد رسول الحب كما يقال، فإن هذا الرسول لاينتظر عاما حتى يصل إلى هدفه ومبتغاه... 
يزعم الرجال أن الحب عندهم لايموت.. وقد يكون ذلك صحيحا عند كثيرين، ولكنه بالتأكيد يموت عند من اختار الجسد على الروح،  والمرأة ايضا لا تختلف عن الرجل.. فقد يموت لديها  
والمحب الصادق  - لمن ذاق حلاوة الحب- يعيش متوجسا خائفا من تقلب القلوب، وراجيا استمرار هذه العاطفة.. فكم من محب صدمته حقائق الحياة، وعاش واهما وهائما على درب لانهاية له.  
وكم من ُمدع للحب لم يصبر على الفراق أو التنكر، فلم يجد سوى ارتكاب الجريمة بحق المحبوبة.. قتلا وتشويها للسمعة وإساءة للأدب!
فهل يمكن أن يسمى هذا حبا؟؟
ولأن الحب غالبا موجه نحو المرأة، فإن الشعراء على مر الأزمان وفي كل مكان، وجدوا في الكلمة والصورة و الخيال أدوات للتعبير عن هيامهم وعشقهم. فالعرب أحبوا وهاموا وغرموا،  وشهرة حبهم طبقت الآفاق من قيس بن الملوح إلى نزار... ومن كثِّير إلى درويش! وبقيت اشعارهم تخلد تلك اللحظات والدقات واللهفة حتى الجنون!
والحب عند العرب عذري طاهر ومادي نجس! فهل حب ابن أبي ربيعة كحب قيس؟ وهل حب نزار كحب ابن الفارض؟ 
الحب يا سادة ليس موسميا ولا موقتا بزمن طال أم قصُر، بل حالة تمسك بتلابيب صاحبها، فدقات قلبه ونظراته وكلماته تعبير حقيقي عن  العاطفة التي ملأت عليه شغاف قلبه. والتعبير عن الحب ليس مقصورا على البشر. فما خلق الله سبحانه من جمال من حولنا، يقدم لنا أبهى أنواع الحب. فمالنا ولما يقدمه الغرب الذي لاعلاقة له بخالق عظيم، خلق فأحسن خلقه" ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم"  " أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت، وإلى السماء كيف رفعت، وإلى الجبال كيف نصبت"؟؟ ورد المؤمن المباشر "ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك! فقنا عذاب النار". " "ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتي إنه علي كل شيء قدير" فكما تسقى الارض بالماء لتهتز وتربو، كذلك الحب يسقى بماء الود والاحترام و الثقة والصدق، وبغيرها يذبل كوردة جميلة في خريف عمرها! 
الحب عاطفة خاصة.. وليس تحفة في سوق الحرامية!