القدس معراج الروح إلى ربها
د. صالح نصيرات
ليس لدى المسلم والعربي شك بأن القدس مدينة استثنائية منذ فجر التاريخ. بل إن أعداء القدس من صهاينة وحلفاء صهاينة يعترفون بذلك أيضا، ولذلك لا يفتأون يحاولون تغيير وجهها العربي الإسلامي إلى وجه صهيوني قبيح، يخرج تلك المدينة التي ارتبطت بالسماء عبر معراج النبوة العظيمة من روحانيتها وسلامها إلى مدينة محاصرة بالكراهية والقتل و التدمير. تحيط بالقدس اليوم مستوطنات ومؤمرات.. مستوطنات للصوص قدموا من شتى بقاع الأرض يدّعون امتلاكهم روح المدينة المقدسة، يهدمون كل ما ينبىء عن تلك الروحانية التي لا تراها إلا في مكة والمدينة... نعم يريدون تحويلها إلى رمز لقوميتهم الفاشية التي لم تكن إلا عدوة للحياة وللإنسان وللرب تعالى.
في القدس قوم من بني جلدتنا وأهلنا يعيشون بألق تلك الروح، همهم أن تكون المدينة كما كانت دوما مفتاحا للسلام ومكانا للبركة والعروج بارواحهم إلى السماء... هؤلاء القوم خذلهم أهلهم من العرب ... تركوهم يتلقون الضربات، والمساومات من أجل تركها للفاشيين الجدد... وأهل القدس وساكني القدس ومحبي القدس هم من يعيشون في بؤرة تاريخ الدين وصراع الحق مع الباطل.. فالشرفاء من مسلميها ومسيحيها يجيدون الحب و التعلق بها.. فقد ذاقوا حلاوة سكناها.. وعاشوا في ظلال التسامح و البر والتعاون على خير المدينة وسلامها..
وعلى جانب آخر تأتي اصوات منكرة نشاز باعت ضميرها ودينها وقيمها وعروبتها باسم "السلام" والتطبيع مع الفاشية الجديدة... قوم لايعرفون من هذه الدنيا سوى الركوع والذلة، لم يعرف لهم تاريخ في الرجولة ولا المروءة ولا حتى الإنسانية.. همهم ومرادهم أن يحتفظوا بعروش مهزوزة.. وتكديس أموال وتقديم أنفسهم عرّابين لصهيونية ماكرة ويمين متطرف لايعرف من القدس إلا أنها جسر يعبروا عليه ليبنوا هيكلا مزعوما.. ويعيدوا مجدا زائلا.. ومستقبلا بل ضمان لهم ولمن يقف معهم..
القدس ضمير الإنسان الحي المؤمن بقيم السماء.... ولا عزاء للجبناء وبائعي الأوطان