دراما الخبال!
د. صالح نصيرات
قال سبحانه وتعالى عن المنافقين "لو خرجوا فيكم مازادوكم إلا خبالا". هذا هو دور المنافقين الذين أصبحوا اليوم نجوم المجتمعات. عندما يرتقي في كل يوم شهيد من الشباب المخلص و الصادق لفلسطين، وينسق المتعاونون مع العدو لقتل الشباب وملاحقتهم، ثم يكمل المنافقون من خلال إعلامهم ومسلسلاتهم وأفلامهم مسيرة التعاون المباشر وغير المباشر مع العدو بالتهوين من أهل المقاومين وشعب يعاني كل يوم من ظلم القريب قبل البعيد، فإننا أمام ظاهرة غريبة جدا.
إن وجود خونة في مراحل التحرير ورفع الظلم عن المستضعفين ظاهرة طبيعية. فقد خذل المنافقون رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحد والأحزاب، ولكن الله سبحانه فضحهم ورد كيدهم إلى نحورهم، وانتصر الإسلام وانتشر ودخل الناس ويدخلون اليوم في دين الله أفواجا. واليوم يتصدى المنافقون للخبال ولنشر الفتن والإفساد وتهوين روح المقاومة، خدمة مجانية للعدو. فالأمم التي تنشد التحرير ورفع ظلم المحتل تحتاج إلى الوقوف بحزم مع المنافقين الذين يقبضون ثمنا بخسا من العدو ومن والاه من أهل النفاق. رشوة ونجومية فارغة وظهور بلا قيمة عند العقلاء.
فهل الوقت اليوم مناسب لأفلام لا تراعي مشاعر شعب مقاوم ومن يقف معه، ولا عذر لهؤلاء الممثلين و المخرجين والممولين، ومن يحتفي بهم. فالدراما اليوم أصبحت وسيلة لتضخيم النقائص و العيوب التي يعاني منها كل مجتمع. هذا التضخيم يأتي في سياق نشر الفواحش، حتى تصبح أمرا مالوفا. ولذلك فقد توعد الله سبحانه كل من يساهم في نشر الفواحش بالعذاب الشديد. "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا و الآخرة.." فهذه الآية الكريمة نزلت بحق راس النفاق ابن سلول، واليوم يأتي أحفاد له يتسمون باسماء المسلمين، ويحملون جنسيات بلاد عربية،ثم يزعمون أنهم يدافعون عن الوطن ويقدمون صورة واقعية.
وفي نفس السياق، تقف ممثلات تافهات بلا قيمة ولا احترام -بحمدالله- عن عامة المسلمين وكل شريف، إلى جانب العدو في تشويه كل قيمة إسلامية. فهؤلاء التافهات اصبحن في منصات إعلام المنافقين والمنسقين مع العدو والمطبعين "نجمات". وكل من يقف وراء هذه الدراما من أفراد أو دول أو منظمات يجب أن يشهّر بهم، ومقاطعتهم وفضح مخططاتهم بلا هوادة.
ولابد من اعتبار كل من يشوه الإسلام ونضال شعب فلسطين، ويقف مع العدو في خندق واحد، ويأخذ السحت من هذا العدو، لابد من اعتبارهم أعداء ومعاملتهم معاملة الأعداء.