الفجر العظيم: ما هو، لماذا نحتاجه، وكيف يمكن الانضمام إليه؟
الفجر العظيم: الخلفية والتجربة:
جاءت مبادرة الفجر العظيم من المسجد الإبراهيمي في الخليل لاستعادة الثقة واستجماع الإرادة والعودة إلى هذا المسجد بأعداد كبيرة، تمسكاً بهويته الإسلامية وتبديداً لرهان التخلي عنه مع طول الزمن، الفكرة الفذة في الفجر العظيم أنه كما كانت المجزرة في فجر الجمعة 25-2-1994 فلا بد أن يكون فجر الجمعة بذاته بوابة استعادة الثقة والإرادة والصمود.
انتقلت مبادرة الفجر العظيم إلى المسجد الأقصى المُبارك، ليبدأ الفجر العظيم فيه في شهر 1-2020، ليَفد إليه المرابطون بالآلاف، ومن الأقصى سرت تلك الروح في فلسطين، لتتحول إلى فجرٍ عظيمٍ بحق، بمشهده المهيب في مسجد النصر بنابلس وفي مساجد يعبد وجنين وطولكرم وغزة، ثم في الأردن ولبنان والكويت والمغرب وحتى إندونيسيا... إلى أن قوطِع هذا المد البشري الغامر بوباء كورونا وإجراءات الوقاية منه وتوظيفها لاحقاً ضد الإرادة الشعبية.
اليوم يعود الفجر العظيم بعد أن سقطت القيود تشتاق إليه قلوب المرابطين والمحبين، يفدون إلى المسجد الأقصى المُبارك وإلى المسجد الإبراهيمي من كل صوب، وأعداد المرابطين في الأقصى تتعاظم فيه رغم شدة البرد، حتى باتت تملأ المسجد القبلي ومصلى باب الرحمة من جديد.
رسالة الفجر العظيم:
الفجر العظيم بوابة مهمة للفعل وكسر طوق العجز لأنه يستعيد التعبير عن الإرادة من بوابة الممكن، وأمام التهديد المتصاعد على المسجد الأقصى المُبارك المهدد في رمضان المقبل على مدار الأيام السبعة للفصح العبري لتقديم القرابين فيه، فإنه بوابة مهمة لاستجماع الحشد والإرادة تمهيداً لصد العدوان وإفشاله.
والفجر العظيم يحمل بهذا الاجتماع الصعب في أصعب الظروف رسالة الأمة المركزية: أنها أمة الحق، أمة القيم، أمة صاغتها آياتُ القرآن، أمة لم تأت للدنيا حصيلة فائض المال أو الثروة، بل نتاجاً لدعوة الحق ولاعتناقها عن حرية وقناعة وإيمان راسخ، ولأجل هذا الحق يهون كل شيء.
كيف يمكن المشاركة في الفجر العظيم؟ وما قيمة المشاركة فيه؟؟
يمكن المشاركة بالفجر العظيم بالدعوة إلى صلاة فجرٍ حاشدة في المساجد المركزية في عطلة نهاية الأسبوع، سواء كان يوم الجمعة أو يوم الأحد، لتحقيق الحشد الواسع على صلاة الفجر، ثم ترفع بعده بطاقات مكتوبة باليد باللغة المحلية وباللغة العربية تعبر عن التمسك بالهوية الإسلامية للمسجد الأقصى المُبارك بكامل مساحته، وعن رفض كل مشروع لتقسيمه أو لفرض الطقوس التوراتية فيه، والوقوف إلى جانب المرابطين في المسجد الأقصى المُبارك وفي حي الشيخ جراح وسلوان وفي كل القدس وفلسطين.
بذلك يكون الفجر العظيم فرصة أسبوعية لمتابعة ما يستجد في ميدان فلسطين، ولإرسال رسائل الدعم والمساندة المناسبة، ولإشعار المرابطين أنهم ليسوا وحدهم، وأن الاحتلال لا يمكن أن يستفرد بهم مهما حاول أن يوهمهم بذلك، لأن من خلفهم أمة عملاقة تمتد من شرق الأرض إلى غربها، تهتم بهم وتقف إلى جانبهم وينبض قلبها بحب المسجد الأقصى المُبارك وبالشوق إليه، الفجر العظيم فرصة لتحويل تلك القيمة الكبرى الكامنة في القلوب إلى رسالة متجلية تصل للمرابطين.
ختاماً وحتى تصل الرسالة، فلا بد من تدوين اسم المسجد والمدينة والتاريخ، وتصوير الحشد ونشره ونقله إلى المرابطين في المسجد الأقصى المُبارك، فالتصوير هنا إذا ما خلصت النية ينتقل من خانة شبهة الرياء إلى تعزيز عضد المرابطين وإسنادهم، والمشاركة في الرباط بنصيبٍ حقيقي رغم البعد الجسدي.