مقال بعنوان: ماذا نفعل كأمة وكأفراد حتى لا تضيع البوصلة منا (فلسطين)؟
"الدكتور.احمد ابراهيمي" نائب الإئتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، ورئيس جمعية البركة الجزائرية للعمل الخيري والانساني.
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمان الرحيم،إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات اعمالنا،إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له،وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم أما بعد...
في ظل الظروف التي نشهدها مؤخرا من تسلط العدو واقتحامات الاحتلال ومحاولاته لعرقلة وصول المصلين إلى الأقصى الشريف ومع مواصلة المستوطنين إقتحاماتهم للمسجد الأقصى في تحدي لقداسة هذا المكان وفي هذا الشهر الفضيل،حيث تصر جماعات الهيكل المتطرفة على إحياء طقوس القربان بإعتبارها تشكل إحياء للهيكل المزعوم بالتعامل مع الأقصى بإعتباره قد بات هيكلا حتى وإن كانت أبنيته ومعالمه ما تزال إسلامية..
ولخطورة ما يكيده العدو الغاشم لا بد من التصدي له ومنعه والدفاع عن عقيدتنا كي لا تدنس.
وقد شاهدنا مؤخرا عمليات بطولية من شباب لا يُقهر يقدمون حياتهم ودماءهم فداء لبلدهم ودفاعا عن كل الأمة فنحييهم على شجاعتهم وصبرهم ونترحم على من ارتقت ارواحهم الى بارئها ونحسبهم من الصديقين والشهداء الابرار،فلا بد أن نشعر جميعا بأهمية هذه الأمانة العظيمة التي اوكلها إلينا الله تعالى ونحس بحرقة ومسؤلية، لأن القضية المركزية هي قضية الأمة جمعاء وشرف كل فرد منا،فنحن ملزمون بالدفاع عنها ونصرها وهذا يكون بالتآزر ووحدة ورابطة المسلمين وتكثيف الجهود والاحساس بثقل هذا الحمل العظيم،ولتحقيق ذلك لابد أن يكون التحريك بالمفاهيم الصحيحة،فتحريك القضية بمفاهيم خاطئة قد يضر بها ويعطل سيرها... فحتى لا تضيع منا فلسطين لابد كأمة وكأفراد من تفريغ الوقت لفهم القضية فهما صحيحا وتفهيمها لغيرنا،فأعداء الدين يدبرون مؤامرات لا حصر لها لهدم الإسلام وإبادة أهله،لا يهدءون ولا يكلون وعلى قدر هذا النشاط من اعدائنا يجب أن تزيد حركتنا..
فأوجه رسالة في مقالي هذا أخاطب بها عموم المسلمين والجزائريين الاحرار خاصة، انتم أمام مسؤولية كبيرة وواجبكم العمل ليلا نهارا لنسترد شرفنا لأننا لسنا ناصرين للقضية الفلسطينية ولسنا من الداعمين لها فحسب بل نحن شركاء في أرض فلسطين التي أوكلها الينا صلاح الدين الأيوبي وهي أقدس منطقة في المسجد الأقصى لأن فيها الحائط الذي ربط رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها البراق، لأن فيها الباب الذي تدخل منه الملائكة وتخرج منه، لأن فيها الباب الذي دخل منه سيد الخلق برفقة سيد الملائكة جبرائيل عليه السلام.
إذن فلنكن مساهمين في تحريرها كيف؟ بإستنفاذ كل وسعنا وطاقتنا ويوم القيامة تقول: يا رب تألمت لفلسطين وعملت لقضيتي ففعلت كذا وكذا وهذا ما كنت املك..
ومن واجبنا كما وضحت مسبقا فهم القضية فهما صحيحا وتحريكها بين الناس بسرعة، وقتل الهزيمة النفسية وبث الأمل في عودة اليقظة للأمة الإسلامية، وبذل المال قدر المستطاع وتحفيز الناس عليه والمقاطعة الإقتصادية الشاملة والكاملة لكل ماهو يهودي او أمريكي أو من أي دولة أو شركة تؤيد اليهود. واضعف الإيمان الدعاء المستفيض اللحوح لله عز وجل خاصة في هذا الشهر الفضيل بالنصر والفتح المبين..
كما أوصي كل غيور وغيورة وكل الشرفاء الاحرار وكل حريص لا يرضى ان تدنس قضيته او تُمس عقيدته أن يحمل هم قضيته ويدافع عنها بكل قوة، وفي كل الدوائر والأماكن والأوقات يحركها وتحت كل الظروف تُحرك...
تحدثوا عن فلسطين في دائرة بيوتكم مع آبائكم وأمهاتكم ومع إخوانكم وأخواتكم،مع أولادكم و أحفادكم،تحدثوا عن فلسطين في دائرة الأقارب والأصدقاء، وفي دائرة العمل وكل من تعرفون، حتى في الدوائر السطحية التي تلتقى بها قدرا ودون ترتيب،تحدثوا عن فلسطين وأنتم تنتظرون في عيادة الطبيب ،راكبين الباص او السيارة، فكروا في توسيع دوائر التحريك بكتابة مقال في جريدة أو خطاب إلى بريد إحدى الصحف أو مقال في مجلة حائط في مدرسة أو جامعة، كلمة بسيطة سريعة حتى في السوق او السوبر ماركت.. في المسجد، دقيقتين أو ثلاثة خبر عن عملية فدائية، أو سؤال الدعاء لأهل فلسطين،خطبة جمعة لو تستطيع او تنصح الخطيب بذلك... اعملوا صالونا ثقافيا في بيوتكم وادعوا من تعرفون واعزموهم وناقشوا القضية ولا مانع أن تدعوا إلى اللقاء تحاورونهم وتشرحون لهم أبعاد القضية والمستجدات التي تمر بها،إبعثوا رسائل على الأنترنت لكل من تعرفون من الأفراد والهيئات في كل بقاع العالم ابعثوا للمسلمين ولغير المسلمين،رابطوا الكترونيا عن بعد، اشرحوا القضية وضحوا فضائح اليهود اعملوا رأي عام عالمي مضاد للإعلام اليهودي...
فالنتحرك جنبا لجنب في هذه الأيام العصيبة ونترك الحديث عن التفاهات والمباريات والدوري والكأس والمسلسلات والأفلام والقيل والقال... فالنتحدث عن فلسطين عن عقيدتنا فالنوضح الرؤية وندعم قدسنا ونحميها..
تحركوا فليس هناك وقت
بقلم د.أحمد إبراهيمي