ما بعد رمضان!
د.صالح نصيرات
ها هي أيام رمضان تنقضي على من صام وقام وتصدق واحترم الشهر وعلى من تهاون واستهزأ وسخر من عباداتنا وقيمنا، ولكن شتّان بين الفريقين. فالفريق الأول التزم أوامر الله، وسعد بالاقتراب من ربه، وذاق لذة العبادة ومعنى الهداية "فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى" . أما من تهاون واستسلم لشهواته، ولم يوقر الشهر الكريم واستهزاء بالشعائر، فلا يلومنّ إلا نفسه "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى".
فهل سيرجع من ذاق لذة القرب من الله سبحانه إلى سيرته الأولى؟ وهل ستنتهي رحلته مع العمل الصالح والبر والخير ليلة العيد؟ فمن نوى ذلك فقد خسر خسرانا كبيرا. وأما من اعتبر رمضان محطة من محطات الخير الذي لا يتوقف عن شهر معين، فقد ربح ونال الرضى من الله، مادامت نيته لله وحده.
فمن توقف عن الغيبة و النميمة وغض بصره عن الحرام، وترك الشبهات، وعمّر قلبه بالرحمة بالخلق، والتيسير عليهم، وعدم التكبر عليهم، وشعر بأنه مسؤول عن تقديم نموذج ومثال للمسلم الخيّر المحب للناس، المخلص في عمله واستشعر أهمية الأمانة في العمل، وحرم الحرام، ونمت فيه بذرة الخير، فليستمر بسقيها بالصالح من الأعمال، لينال البركة في العمر و الرزق و الذرية بإذن الله.
اللهم تقبل منا صالح أعمالنا وأكرمنا بالعفو والعافية والمغفرة والعتق من النار
اللهم اجعلنا ممن نال الرضا، بالشكر والحمد و الثناء على المنعم الكريم.
اللهم أعنا على تحمل مسؤولياتنا التي فرضها علينا ربنا تجاه ديننا ووطننا وأمتنا وأقصانا واهلنا في فلسطين والإنسانية "وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تُسألون". "ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها"