العلاقة مع العدو : تأويلات فاسدة وتباكٍ مفضوح
د.صالح نصيرات
من آن لآخر نفاجىء بفضيحة من العيار الثقيل تظهر لنا كثيرا مما قد خفى علينا، بل لنقل لُبِّس علينا من قبل بعض حملة العلم الشرعي. فما رأيناه عبر وسائل الإعلام من ظهور لعلماء يجلسون جِلسة التلميذ أمام صهيوني معروف بولائه لدولة الاغتصاب، في بلد تتسارع خطوات التطبيع فيه مع العدو بشكل لافت أمر لا يقبله مسلم منتم لدينه وأمته. وما يثير الاهتمام أن كثيرا من هؤلاء الذين يقبلون الجلوس بين أيدي الصهاينة لا يعرفون الكثير عن الاشخاص الذين يقابلونهم أو يظهرون لهم الود والاحترام. حيث إن الذي يجب أن يستفتى في العلاقة مع العدو ومؤيديه هم أصحاب الشأن من أهل فلسطين والمسلمين الذين يعيشون في بلاد الغرب وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية.
إن سوء الاستدلال قد ينتج عن سوء نية أو قلة علم بالآخر. ولهذا يقع كثيرون في مطب التطبيع مع الأعداء في ظروف تظهر لنا مدى العداء الذي يكنه أولئك الصهاينة لعقيدة التوحيد أولا، ولمقدساتنا وشعب فلسطين ثانيا. فالذين جلسوا أمام ذلك الصهيوني يعرفون تماما أن الهدف هو تمرير فكرة الدين الإبراهيمي من خلال فتح المساجد أمامهم وبناء المعابد الشركية بقصد تمييع عقيدة التوحيد. ويعرفون أن المنظمة التي يعملون من خلالها قد أسست ابتداء لهدف واحد هو إقناع المسلمين أن العلاقة مع الآخر حتى مع العدو المغتصب للأرض قاتل النساء والأطفال والشيوخ، مستبيح للأرض والعرض مطلوبة ومفيدة وضرورة لاغنى عنها. ويلبّسون على الناس من خلال ما يدعونه من فوائد "عظيمة" لنقل الصورة الحقيقية للإسلام كدين يتسامح مع أهل الكتاب، وأن هذا مما درج عليه الرسول صلى الله عليه وسلم من مثل استقبال نصارى نجران في المسجد بالمدينة المنورة دون اعتبار للظروف التي أحاطت بتلك الحادثة التاريخية. أو من خلال ميثاق المدينة والعهدة العمرية.
وللأسف الشديد أنهم يتحدثون عن التسامح مع العدو في وقت يسجن فيه علماء الأمة ومفكروها ودعاتها لا لسبب إلا أنهم يقولون ربنا الله. فكيف لهم أن يتناسوا هذه الحقائق الساطعة وهم يعلمون ويعلّمون الناس أنه من خذل مسلما خذله الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة؟ كيف لهم أن يستمرءوا ما يأخذونه من مال وجاه في مقابل التطبيع على حساب خذلان أهل فلسطين ودماء الشهداء والعذاب اليومي الذي يمارسه العدو ضد أهلنا هناك؟ كيف يستبيحون لأنفسهم بنعت من خالفهم وبيّن لهم وجه الحق قي هذه المسألة بصغار النفوس، وأنهم يلوكون التهم ويلمزون أهل العلم؟ كيف يزعمون حرصهم على المرابطين الذين يقدمون كل يوم شهداء وأبطال يقادون بالعشرات إلى سجون العدو و هم يرى التطبيع يسير بخطى حثيثة بتغطية وموافقة صريحة من بعض علماء الدين؟
إننا أمام حالة عجيبة من التمادي في الباطل وتبريرات لا تنطلي إلا على السذّج واصحاب المصالح الباحثين عن الشهرة والمال والامتيازات؟
لم نسمع من هؤلاء وشيوخهم وكفلائهم كلمة حق في الهنادكة الذين يسرحون ويمرحون بحرية في بلاد المسلمين ولايبالون بقتل المسلمين في الهند ويسيئون لرسول الله وزوجاته امهاتنا الطاهرات.
كفى عبثا بهذا الدين وتشريعاته وقيم الشجاعة والنبل .