لم تستطع ربيحة تحمل منظر هدم بيت أبيها وحُلمها امام عينيها ، بكت وتألمت لكنها سرعان ما استعادت عزيمتها وإصرارها وتحدت الاحتلال وقالت : سأزف إلى عريسي من بيت والدي المهدم وفرحتي كما هي وسط الركام .
واحتفل أبناء عائلة الرجبي بزفاف ابنتهم الوحيده ، لبسوا أجمل ما لديهم من ثياب ، ورفعوا الأعلام الفلسطينية ورددوا الأهازيج الوطنية معلنين أن آليات الإحتلال لن
تقضي على صبرهم ولن تفت من عزيمتهم ولن تنهي حبهم لقدسهم حتى لو افترشوا أرضها والتحفوا سماءها .
لله درك أيها الشعب الفلسطيني مسعر حرب لو كان لك ظهر يحميك ، فأنت لا ينقصك الرجال ولا الشجاعة ، ولا ينقصك السلاح لأنك تصنع سلاحك بنفسك ، ينقصك الظهر العربي حتى يحميك من طعنات الخلف ممن يزعم أنهم أصدقاء ويتسمون بأسمائنا ويلبسون ثيابنا ، ويرتادون مساجدنا ، لكنهم ينعقون مع كل ناعق ولا يهمهم إلا جيوبهم وكراسيهم ومن أجل ذلك يتخلون عن مبادئهم وقيمهم ودينهم.
لك الله أيها الشعب الفلسطيني : تركت وحيدا لتجابه أعتى أعداء البشرية ، لكن لا تحزن فإن الله ناصرك ، وسينصر الحق ولو بعد حين ، ستنتصر ما دام فيك مثل ربيحة الرجبي وأخواتها الصامدات ، وإخوانهن وأباؤهم المجاهدين الصابرين .
ربحت والله ياربيحة ، ربحت دينك وأخلاقك وعزيمتك ، وكنت مثالا للصبر والثبات وقدوة لكل فلسطينية ومسلمة ، لم تطالبي بان يكون زفافك في صالة أو فندق أو مكان مشهور ، اخترت وسط الركام حتى تنجبي أطفالا لا يهابون الموت ويعيدوا قدسهم ووطنهم ويعمروها من جديد ، وإن غدا لناظره قريب .
د/ زيد خضر