حروب ومعارك خاسرة

الدكتور صالح نصيرات

  • الإثنين 05, سبتمبر 2022 08:01 ص
  • حروب ومعارك خاسرة
من الأمراض التي ابتليت بها أمتنا الدعاء على المسلم المخالف بل لعنه والتشنيع عليه في قضايا اجتهادية.
 
فتجد هذا من الدعاة خاصة الذين يتعبدون بأقوال علمائهم أكثر مما ورد في كتاب الله تعالى . اذ أن هؤلاء فقدوا المشاعر الإيجابية تجاه المسلم المخالف في مسائل بسيطة، ووقفوا حياتهم على التشنيع على مخالفيهم مستخدمين آيات من كتاب الله سبحانه وتعالى يستنتجون منها أحكاما لا تصح، أو انهم 
 يقلدون شيوخا بنوا آراءهم على فهم معوج لآية تحتاج إلى معرفة عميقة باللغة ومناسبات النزول،  أو لحديث لم تثبت  صحته،  أو نقل عن شيخ آخر يجمع  إلى سطحية الفهم قلبا مريضا بالغل والحقد. فانتشرت منشورات تسب وتلعن وتشتم كل من خالفهم. 
وللأسف الشديد أن كثيرين يقصون ويلصقون تلك المنشورات ويتبنون ما فيها من سوء دون وعي لمجرد أن من كتبها شيخ يقدسون آراءه ويتبعون مدرسته. 
فعم بلاء الفرقة باسم الحرص على نقاء العقيدة و سلامة الفقه. وأحيا هؤلاء فرقا وجماعات بعد موات،  فأصبح النقاش والجدال بالتي هي أسوأ.
و المستفيدون من ذلك كله مستبدون وظلمة وحكام الجور. 
إن الحكم على الآخر المخالف باختلاق البدع  أو بالنفاق أو الكفر  نتاج تعليم مغلق على الزمن الماضي والوقائع التاريخية التي في غالبها مظنونة، ومشكوك بصحتها ودوافع المؤرخين ونقلة تلك الوقائع. 
فهل يقدم لنا العلماء المثل والقدوة في التحقيق والتدقيق و الحرص على وحدة الأمة وتقديم منهج سليم يبعد قليلي العلم عن ارتكاب مخالفات كبيرة نتيجتها حروب شعواء وتنابز  بالألقاب وتناحر يعمق جراحاتنا، ويهدم أواصر الأخوة بين المسلمين؟؟ 
نرجو ذلك