لم يكن همه يوما أن ينتصر في معارك وهمية نصب شراكها جهلة ومتآمرون، و لم يكن معنيا بالمنافسة الا في العمل الصالح الذي يخدم الأمة. طرح قضايا الأمة بعقلية العالم المجتهد، وبسماحة المؤمن بصلاحية الدين للحياة، وبروح الواثق بنصر الله. ملأ العقول علما والقلوب حبا لدين الله، والأرواح حماسة لخدمة الأمة.
كتب في الأدب والشعر فكان مبدعا ملتزما بقضيته الكبرى وهي الإسلام، حاور العلماء، وناقش دون أن ينتقص من مخالفيه، وتحمل أذى شباب وشيوخ لهم منهجهم المخالف ، لم يتورعوا عن نعته بأوصاف لا تليق بمسلم عامي فضلا عن حبر الأمة في عصرنا. ،كان من اول من التفت الى الأمة المهاجرة الى بلاد العرب والشرق، فكتب عن فقه الأقليات بعد زياراته ولقاءاته مع مسلمي الاغتراب، وأنشأ مع دعاة الاسلام مؤسسات ومعاهد علمية وفكرية لخدمة المسلمين، كان حاضرا في مؤتمرات الجاليات الإسلامية يحث المسلمين على الإلتزام بدينهم وخدمة مجتمعاتهم لتقديم الصورة الحقيقية للمسلم الأمين والصادق والمخلص في عمله، والجار المحسن لجاره، كل ذلك بأسلوب الحكيم الذي تعلم وتربى في مدرسة الإسلام الكبيرة ودوحتها العظيمة.
نال احترام علماء الإسلام ممن ابتعدوا عن العصبية المذهبية والحزبية الضيقة، والإقليمية البغيضة.
كثيرا ما سمعنا من بعض المتشددين والمتعصبين نقدا لفكره الوسطي السمح المبني على فهم شامل وواع لدينه ولمصادره.
حمل فكره تلاميذه الذين أصبح كثير منهم علماء وفقهاء ومربين يشار إليهم بالبنان. لم يجامل السياسيين ، بل كان لايخشى في الله لومة لائم وتشهد التسجيلات المرئية والصوتية على ذلك. كانت قطر وطنه بعد أن خرج من مصر المحروسة فارا بدينه، فأكرمته ولم تبخل عليه فجزاها الله خيرا اهلا وحكومة وشعبا. كان لفلسطين الحظ الأوفى في دروسه وبياناته ومقالاته، يقصده النجباء والساسة العقلاء والمخلصون لأخذ النصيحة. منذ تفتح عيناه وهو يحذر من خطر الصهاينة وعملاء الفكر الاغربي الذين يحاربون الله ورسوله جهارا نهارا. ناظرهم وحاورهم ولم يتجن عليهم رغم افتراءاتهم وتدليسهم. لم يحده تنظيم ولم يتعبد الله بعصبية لحزب أو جماعة، فكان إمام الأمة بلا منازع.
نحسبه كذلك والله حسيبه
فاللهم ارحمه واغفر له وتقبله في الصالحين.