وعملت بريطانيا طيلة احتلالها لفلسطين (31عاما ) على تنفيذ وعد بلفور وإقامة دولة يهودية : فصادرت الأراضي الفلسطينية وأعطتها لليهود ودربتهم وسلحتهم وأنشأت لهم فرقا عسكرية ، وضيقت على الفلسطينيين .. ، ولما انسحبت من فلسطين 15/5/1948 سلمتها لليهود ليقيموا عليها دولتهم .
وتشتت الفلسطينيون في الأرض ،وأصبح الكثير منهم يعيشون في المخيمات وعلى فتات هيئة الأمم المتحدة ، ولم تنل سنوات الشتات منهم ، ولم توهن عزيمتهم فلم ينسوا قضيتهم فحملوها في صدورهم ، وعاشوا على أمل العودة إلى فلسطين.
حمل الفلسطينيون في الداخل السلاح وشكلوا منظمات مقاتلة ، وقاوموا الاحتلال ببسالة منقطعة النظير ، واستخدموا الأسلحة التي صنعوها بأيديهم بدء من الحجارة مرورا بالعمليات الاستشهادية وانتهاء بالصواريخ والطائرات المسيرة .
وما زال أحرار فلسطين يقاومون المحتل منذ أكثر من قرن ، ورغم ارتقاء أكثر من 100 ألف شهيد منهم ، واستخدام العدو لكافة الأسلحة ودعم العالم له ، وقلة امكاناتهم وتخلي العالم عنهم إلا أنهم بقوا متجذرين بأرضهم كأشجار الزيتون .
وآخر ابتكاراتهم في المقاومة ظهور حركة " عرين الأسود " في نابلس وامتدادها إلى كل الضفة الغربية ، وتحولت فلسطين كلها إلى عرين للأسود ، يخرجون من كل مكان ويضربون متى يشاؤون ، ومصممون على زوال المحتل وتحرير بلادهم مهما كلف الثمن ، فأيقنوا أيها الشباب المجاهد بنصر الله واعلموا أن فلسطين سيحررها الأسود أمثالكم وسيعود لكم عرينكم بإذن الله، وإن غدا لناظره قريب .
د/ زيد خضر