في حين أنهم لا يتورعون عن اتهام المسلمين بالإرهاب والدعشنة. ولذلك فإن المنظمات اليهودية و الصهيونية تتابع على مدار الساعة كل مقالة أو حديث منصف يدين جرائم المحتل، أو يعبّر عن مشاعر إنسانية تجاه ما يجري في فلسطين من قتل وتدمير وانتهاك لكل الحقوق. ويتوسل هؤلاء بوسائل عديدة ومتنوعة من أجل إيصال الخطاب الصهيوني المبرر للقتل و الاحتلال. فهم ينشؤون المؤسسات ويعقدون الندوات ويستضيفون كل من مرق عن العروبة والإسلام ليكون بوقا يخدمهم في معركتهم الإعلامية وحربهم النفسية ضد كل من تسول له نفسه أن ينتقدهم.
يقول أمير الشيخ والذي يتم تعريفه بأنه عربي إسرائيلي " إن على العرب أن يقفوا ضد الدعاية المغرضة ضد إسرائيل و اليهود " موقع جي ان اس اليهودي. وينقلون عن مجموعة من العرب والمسلمين من لبنان والمغرب وتركيا والبحرين والعراق تمت استضافتهم من قبل منظمة أطلقوا عليها اسم "شراكة" رغبتهم في رؤية المحرقة تدرس للطلبة العرب و المسملين حتى يدركوا عظم الجريمة النازية تجاه اليهود، ولتكون سبيلا للتسامح مع الصهاينة. اي أن المطلوب من العرب و المسلمين أن يكونوا على قناعة تامة بأن احتلال فلسطين لم يأت إلا بعد المحرقة، وهذا هو الخطاب الصهيوني الموجه للغرب والشرق. وتقول سارة حلواشي البحرينية "لقد تعلمنا من خلال وسائل الإعلام و المجتمع المسلم أن اليهود أعداؤنا، في حين كانت أمي تعلمنا أن الأنبياء الذين وردت أسماؤهم في القرآن الكريم هم يهود"
ومن يزور موقع نشرالأخبار اليهودية يجد كيف يحدد هؤلاء معنى العداء للسامية، وسبل تطويق هذا العداء الذي أصبح ينتشر كالنار في الهشيم من خلال المنظمات التي تدعم مقاطعة المنتجات اليهودية وكذلك حركة المقاطعة في الجامعات. ولهذا نجد في الموقع هجوما على الطالبة اليمنية الشجاعة التي لم تتردد في فضح جرائم الاحتلال من على منبر جامعة مدينة نيويورك. كما أنهم يهاجمون "بايدن" لأنه كما يزعمون يحتفي ببعض المنظمات الإسلامية التي يقودها مسلمون متطرفون من مثل منظمة" كير" التي تدافع عن حقوق المسلمين في الولايات المتحدة.
وهم ايضا لا يتورعون عن القيام بما يلزم لمقاومة كل من يفضح جرائمهم كما حصل في عرض مسرحي ببرلين قبل أشهر، وكذلك الإخبار عن معاد لهم في إحدى المدن الأمريكية و الذي قتلته الشرطة الأمريكية لرفعه شعارات مناهضة للاحتلال بدعوى رفضه الاستسلام للشرطة.
وللأسف أن بلادا عربية تهرول للتطبيع الثقافي والتربوي مع الصهاينة تمول منظمات صهيونية معادية للمسلمين في الغرب وتحرض عليهم، وبدأت بتدريس تاريخ المحرقة. دون وعي بأن الهدف هو الشعور بالذنب تجاه ما حصل لليهود و تبرير الاحتلال وجرائمه، في حين ان تلك البلاد تحارب علنا كل من ينصف فلسطين والفلسطينيين وتزج في سجونها منذ سنوات برئيس منظمة تحارب التطبيع مع الصهاينة ولا تتردد في طرد او اعتقال كل من تشتم منه رائحة التعاطف مع اهل فلسطين.
إن من العار على تلك الأنظمة أن تسمي نفسها عربية أو مسلمة.فالصهاينة وصلوا الحرمين الشريفين وخيبر وزرعوا فيها نخلهم وهم يسرحون ويمرحون في بلاد العرب من المحيط الى الخليج ، في حين ان الفلسطيني والعربي والمسلم يطرد ويمنع من زيارة أهله وذويه أو حتى الصلاة في الأقصى الشريف.
إن نشر الوعي وفضح المارقين ضرورة دينية وقومية ووطنية، ولا يكفر المارقون عن ذنوبهم إلا بعودة صادقة الى حضن الأمة والوقوف الى جانب الحق والعدل.
د. صالح نصيرات