في الحروب والمعارك الفاصلة يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود. فالمؤمنون بحقهم في حياة كريمة بعيدا عن ظلم المحتل، يجدون أنفسهم تلقائيا ينحازون إلى المظلوم، وينشطون للدفاع عنه.
فما نراه من جهود كبيرة من نشر ومشاركات وإبداعات فردية وجماعية ينبىء عن وجود مخزون كبير من الوعي لدى أبناء أمتنا بقضية فلسطين، رغم الجهود الكبيرة التي بُذلت لإزاحة قضية فلسطين من المشهد العام، حتى بدا للعيان أن قوى التطبيع و السائرين في ركابه هم من يدير المشهد، ويسرد رواية أقرب إلى رواية العدو، تحت مسميات كثيرة كالتسامح ونشر السلام والعقلانية في التعامل مع الواقع.
فما نراه من جهود كبيرة من نشر ومشاركات وإبداعات فردية وجماعية ينبىء عن وجود مخزون كبير من الوعي لدى أبناء أمتنا بقضية فلسطين، رغم الجهود الكبيرة التي بُذلت لإزاحة قضية فلسطين من المشهد العام، حتى بدا للعيان أن قوى التطبيع و السائرين في ركابه هم من يدير المشهد، ويسرد رواية أقرب إلى رواية العدو، تحت مسميات كثيرة كالتسامح ونشر السلام والعقلانية في التعامل مع الواقع.
لقد وجد هؤلاء الأنصار دعما لهم في الزخم العالمي الذي نشأ وتطور في بلاد العالم ممثلا في دعم الحق الطبيعي لأهل فلسطين في الدفاع عن أنفسهم ضد ظلم المعتدي الذي استكبر وتمرد على كل القيم والقواعد الإنسانية. فانتشرت مقاطع كثيرة مصورة لمشاهير معروفين وآخرين مغمورين يقفون في صف المظلوم.
وقد كان لكلمات ومنشورات ومقالات وحتى الأناشيد والأغاني الحماسية الكثيرة دورا في بث روح الأمل في نفوس الشباب الذي ظن الماسون وأجراؤهم أنهم قد نجحوا في إدارة دفة حياتهم من خلال توجيههم إلى عالم التفاهة الذي لا يتعدى السير في طريق نهايته الهاوية المحتومة.
فالمظاهرات و الوقفات الاحتجاجية والمطالبات المستمرة من قبل ناشطين على مستوى العالم لم تذهب هدرا. فهي أولا ساهمت في دحض صورة وسردية احتكرها الصهاينة من خلال إعلام رسمي وشعبي قائم على التهديد المستمر. فهؤلاء يحملون سيف العداء للسامية، ذلك السيف الذي تحول إلى مجرد قطعة من خشب أو حديد صدىء بلاقيمة. وهذا السيف الذي يشهره الصهاينة ومن يسير في ركابهم، وجد من يفله ويجعله بلا قيمة.
إن الجرأة غير المعهودة في الخطاب الشعبي العالمي أغصبت الصهاينة، وجعلتهم يتخبطون. فعمدوا إلى تزييف المشاهد والروايات والكذب الصريح ظنا منهم أن بإمكانهم رتق هذا الخرق الكبير. ولكن ولله الحمد، فقد فضحوا أنفسهم بأنفسهم، وجعلوا يتلاومون كل يرمي بالمسؤولية عن الفشل على الآخر.
كما أن هذا الوضع أخرج ما لدى الصهاينة من مكنون العداء للإنسان والإنسانية. فخرج منهم من يبرر قتل الأطفال والنساء على أسس توراتية حرفها سادتهم، ومنهم من دعا إلى قصف غزة بالنووي، ومنهم من دعا إلى مسح غزة عن الوجود، ومنهم من ارتكس في حيوانيته إلى مستوى النازي الذي ارتكب بحقهم جرائم مشهودة.
لقد كان كثير من الغربيين يظنون أن العرب والمسلمين كما صورهم الإعلام الصهيوني و المتصهين أعداء للتحضر والتقدم والسلام. ولكن يشاء الله سبحانه أن يظهر الحق والحقيقة، فتتفتح بصائر الكثيرين على حقيقة هذا الدين الحق وقيمه الإخلاقية. وقد أحسن المجاهدون إذ تعاملوا مع الأسرى بما يليق بالإنسان وضمنت تعاليم ديننا السمحة. وقد كانت تصريحات من تم إطلاق سراحهن صدمة للصهاينة، واعتبروا تلك التصريحات نكسة ثانية لا تقل عن خسائرهم المادية في يوم الفتح العظيم في السابع من أكتوبر.
ورغم مرور أكثر من شهر على هذا الطوفان المبارك، إلا أن النشاط في تزايد مع تطور نوعي وكمي في طبيعة الأنشطة. وهذا دليل آخر على حيوية هذه الأمة من طنجة إلى جاكرتا.
وفي مقابل ذلك شحذ منافقون من كتاب وصحفيين ومحطات تلفزة ألسنتهم للنيل من المجاهدين في تبن كامل للرواية الصهيونية. وهذا دأب المنافقين. ففي يوم أحد وقف عبدالله بن أبي بن سلوك رأس النفاق يقول "علام نقتل أنفسنا"؟. أما في الأحزاب فقد كفر المنافقون بوعد الله ورسوله "ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا". واليوم يقف نفر من المنافقين وباسم الحرص على شعب فلسطين من القتل والدمار ليثبطوا العزائم، ويثيروا الفتن، وينشروا الإشاعات، من خلال وجودهم في محطات تلفزة العدو، وتلك التي أنشئت لدور معلوم قوامه التثبيط والإرجاف ونشر الفساد و الإفساد. وبفضل الله فقد بيّن الصبح لذي عينين كما تقول العرب، ووضح لكل عاقل أن النفاق في أمتنا اليوم أخطر من العدو الصريح. فهم إخوة في الكفر " ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم) فقال الله تعالى : (والله يشهد إنهم لكاذبون). فهم أخوة للكفار بلا أدنى شك. وهؤلاء الذين يدلون على عورات المسلمين، ويثبطون ويرجفون ويجعلون العدو أخا لهم مَن عناهم الله سبحانه وتعالى في الآية أعلاه.
ولكن سيأتي اليوم المشهود وسيقولون للمؤمنين ما قاله تعالى حكاية عنهم " يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنو انظرونا نقتبس من نروكم" ولكن هيهات "قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة و ظاهره من قِبَله العذاب".
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.