الخواجا يكتب : أبعاد اختيار السّنوار
فلسطين اونلاين
بقلم د. ماجد الخواجا
عبر تاريخ الصّراع العربي الصهيوني كانت دائمًا تأتي حكومات صهيونية نظن أنها الأكثر تطرفاً وقسوةً ابتداء من أول حكومة مؤقتة أعلنها بن غوريون برئاسته في التاريخ المشؤوم 14 أيار من عام 1948 كأول حكومة صهيونية، وتوالت الحكومات المتعاقبة التي كانت كل منها تظهر العنجهية والقسوة والكراهية للعرب وكأن هذا أصبح هو المعيار الرئيس لشعبية تلك الحكومات.
لكن لم تجئ حكومة بهذا الشكل اليميني المتزمت والأكثر تطرفاً من الحكومة الصهيونية الحالية التي تضم زعرانًا وبلطجية على هيئة وزراء.
ولم تبرز للعلن مثل كل تلك التصريحات العنصرية المجرمة بحق الشعب الفلسطيني كما هو الحال مع قطعان الحكومة الحالية.
إن التحليل البسيط لاختيار المقاوم السرّي « السنوار» رئيساً لحركة حماس، يدلل على جملة معطيات يمكن إجمالها على النحو الآتي:
1- لا يفلّ الحديد إلا الحديد، فاللغة والممارسات والانتهاكات اليومية لحكومة صهيون تتطلب طرفاً لا يقلّ عنها في لغته وممارساته، والسنوار قد يكون الشخص الأنسب في هذه المرحلة.
2- اختيار السنوار هو رد على مزاعم دولة الاحتلال بأنها اغتالته، حيث إن اختياره يثبت أنه حي مقاوم في الميدان وفي قلب المعركة.
3- يجيء اختيار السنوار من أجل الحفاظ على بقاء ووجود الواجهة السياسية للحركة وفي مقدمتهم خالد مشعل وموسى أبو مرزوق وغيرهما ممن يمكن استهدافه كرئيس جديد للحركة.
4- أصبح رئيس الحركة من داخل غزة ومنخرطاً في كافة أعمالها العسكرية، بحيث يمكن اتخاذ القرارات ميدانياً ودون الحاجة للرجوع إلى قيادات خارجية لها اعتباراتها ضمن الدول التي تستقر فيها. بما يكفي لمنح الحركة حرية الرأي والقرار والتحرّك بأدنى وسائل الضغط الإقليمية.
5- هناك رمزية كبيرة لدى الشارع الصهيوني عن شخصية السنوار وإضفاء هالة عليه تصل إلى درجة الأسطورة، واعتبار أنه إذا ما تم اغتياله، فهذا إنجاز كبير جداً يمكن تقديمه للشارع الصهيوني. بحيث تجعل منه شبحاً تم القضاء عليه، وهو أيضاً يعتبر رأساً للإرهاب والشيطنة بالتعريف الصهيوني، وهذا كافٍ ليكون رداً فيه ثقل سياسي وعسكري لحركة حماس.
6- الاختيار هو رد شاف على اغتيال اسماعيل هنية بأن الحركة متماسكة وثابتة وتتحكم بزمام أمورها، وأن الصهاينة إذا اغتالوا الشخص المعتدل نسبياً، فقد جاءهم الشخص الأكثر صلابة وعناداً، فهي رسالة لا تخلو من التحدّي والتكافؤ بين الطرفين.
7- حماس وفق نظامها الداخلي حركة شورية لديها 3 أقاليم، في الخارج يرأسه خالد مشعل، في الضفة الغربية ويرأسه الشيخ الشهيد صالح العاروري وحل مكانه نائبه زاهر جبارين، في قطاع غزة ويرأسه السنوار الذي أصبح رئيسا للمكتب السياسي للحركة.
8- بوصول السنوار إلى رئاسة المكتب السياسي للحركة، بعد أن كان رئيس أقوى قطاعاتها وأهمها، وهو قطاع غزة، والمخطط الأساسي لطوفان الأقصى، فهذه رمزية تدلل على أن السابع من أكتوبر ما زال يحمل توهجاً من تحت الرماد.
إن المطلوب الأول لدولة الاحتلال، أصبح الرئيس الميداني للحركة وللمقاومة داخل غزة، وهذا يضيف روحاً جديدة للعمل الذي ما زال طويلاً في سبيل الوصول لتحرير فلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر.
فلسطين اونلاين
بقلم د. ماجد الخواجا
عبر تاريخ الصّراع العربي الصهيوني كانت دائمًا تأتي حكومات صهيونية نظن أنها الأكثر تطرفاً وقسوةً ابتداء من أول حكومة مؤقتة أعلنها بن غوريون برئاسته في التاريخ المشؤوم 14 أيار من عام 1948 كأول حكومة صهيونية، وتوالت الحكومات المتعاقبة التي كانت كل منها تظهر العنجهية والقسوة والكراهية للعرب وكأن هذا أصبح هو المعيار الرئيس لشعبية تلك الحكومات.
لكن لم تجئ حكومة بهذا الشكل اليميني المتزمت والأكثر تطرفاً من الحكومة الصهيونية الحالية التي تضم زعرانًا وبلطجية على هيئة وزراء.
ولم تبرز للعلن مثل كل تلك التصريحات العنصرية المجرمة بحق الشعب الفلسطيني كما هو الحال مع قطعان الحكومة الحالية.
إن التحليل البسيط لاختيار المقاوم السرّي « السنوار» رئيساً لحركة حماس، يدلل على جملة معطيات يمكن إجمالها على النحو الآتي:
1- لا يفلّ الحديد إلا الحديد، فاللغة والممارسات والانتهاكات اليومية لحكومة صهيون تتطلب طرفاً لا يقلّ عنها في لغته وممارساته، والسنوار قد يكون الشخص الأنسب في هذه المرحلة.
2- اختيار السنوار هو رد على مزاعم دولة الاحتلال بأنها اغتالته، حيث إن اختياره يثبت أنه حي مقاوم في الميدان وفي قلب المعركة.
3- يجيء اختيار السنوار من أجل الحفاظ على بقاء ووجود الواجهة السياسية للحركة وفي مقدمتهم خالد مشعل وموسى أبو مرزوق وغيرهما ممن يمكن استهدافه كرئيس جديد للحركة.
4- أصبح رئيس الحركة من داخل غزة ومنخرطاً في كافة أعمالها العسكرية، بحيث يمكن اتخاذ القرارات ميدانياً ودون الحاجة للرجوع إلى قيادات خارجية لها اعتباراتها ضمن الدول التي تستقر فيها. بما يكفي لمنح الحركة حرية الرأي والقرار والتحرّك بأدنى وسائل الضغط الإقليمية.
5- هناك رمزية كبيرة لدى الشارع الصهيوني عن شخصية السنوار وإضفاء هالة عليه تصل إلى درجة الأسطورة، واعتبار أنه إذا ما تم اغتياله، فهذا إنجاز كبير جداً يمكن تقديمه للشارع الصهيوني. بحيث تجعل منه شبحاً تم القضاء عليه، وهو أيضاً يعتبر رأساً للإرهاب والشيطنة بالتعريف الصهيوني، وهذا كافٍ ليكون رداً فيه ثقل سياسي وعسكري لحركة حماس.
6- الاختيار هو رد شاف على اغتيال اسماعيل هنية بأن الحركة متماسكة وثابتة وتتحكم بزمام أمورها، وأن الصهاينة إذا اغتالوا الشخص المعتدل نسبياً، فقد جاءهم الشخص الأكثر صلابة وعناداً، فهي رسالة لا تخلو من التحدّي والتكافؤ بين الطرفين.
7- حماس وفق نظامها الداخلي حركة شورية لديها 3 أقاليم، في الخارج يرأسه خالد مشعل، في الضفة الغربية ويرأسه الشيخ الشهيد صالح العاروري وحل مكانه نائبه زاهر جبارين، في قطاع غزة ويرأسه السنوار الذي أصبح رئيسا للمكتب السياسي للحركة.
8- بوصول السنوار إلى رئاسة المكتب السياسي للحركة، بعد أن كان رئيس أقوى قطاعاتها وأهمها، وهو قطاع غزة، والمخطط الأساسي لطوفان الأقصى، فهذه رمزية تدلل على أن السابع من أكتوبر ما زال يحمل توهجاً من تحت الرماد.
إن المطلوب الأول لدولة الاحتلال، أصبح الرئيس الميداني للحركة وللمقاومة داخل غزة، وهذا يضيف روحاً جديدة للعمل الذي ما زال طويلاً في سبيل الوصول لتحرير فلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر.