لماذا ترامب أراد القرار؟!

مقالات وأبحاث

  • الأربعاء 19, نوفمبر 2025 10:02 ص
  • لماذا ترامب أراد القرار؟!
* تدويل وشرعنة قتل الفلسطينيين وتفريق دمهم على القبائل، وطمس معالم المحاسبة الدولية وإعفاء إسرائيل وتبرئتها من الجريمة المستمرة، وهذا أسلوب تلميع ونقل المهمة نفسها لجهات مالية وعسكرية أخرى لنفس الهدف.
لماذا ترامب أراد القرار؟!
محمد القيق
* تدويل وشرعنة قتل الفلسطينيين وتفريق دمهم على القبائل، وطمس معالم المحاسبة الدولية وإعفاء إسرائيل وتبرئتها من الجريمة المستمرة، وهذا أسلوب تلميع ونقل المهمة نفسها لجهات مالية وعسكرية أخرى لنفس الهدف.
* القرار يعني ربحا اقتصاديا لأمريكا حيث غاز المتوسط وبيع السلاح للقوة الدولية والحصول على الدعم المالي لبيع السلاح لعصابات المخدرات في غزة، كما أنها شرعنة دعم الفوضى الخلاقة وترتيب إدارة لغزة بمقاس أمريكي إسرائيلي على حساب الحق الفلسطيني، ومن كان من دول عربية يدعم عصابات الفوضى في غزة بالسر سيتباهى الآن بدعمهم علنا بحجة تطبيق قرار مجلس الأمن.
* ⁠مفارقة.. أمريكا تحارب وتقتل تجار المخدرات في فنزويلا بينما تشرعن قرارات دولية تدعمهم وتحميهم وتسلحهم في الشرق الأوسط.
* دفن للوحدة الوطنية الفلسطينية، حيث باتت بعيدة وفي خطر شديد لأن الڤيتو الأمريكي قائم عليها لتعزيز صفقة القرن على حساب الانقسام بين الضفة وغزة لهضم الضفة وتقسيم غزة وإبقاء صورة الفلسطيني أنه لا يستحق دولة، وقبل فوات الأوان باتت الوحدة ممرا إجباريا لوقف المجزرة السياسية هذه.
* مجلس الأمن أطلق رصاصة القتل على هيكله التاريخي وأدخل هيبته في غيبوبة ما قبل الطمس الذي عانت منه عصبة الأمم قبيل الحرب العالمية الثانية، القرار مسّ خطوطا حمراء دولية والملف الفلسطيني أحد أساساتها، ما يعني أنه بات ديكورا لتنفيذ مخططات في ظل توتر دولي ستكون قراراته فتيل حروب ستتوسع، وترامب يعي أنه يلغي هيبة المجلس ويفرض السلام الذي يريده من خلال القوة التي يحددها.
خلاصة.. فشل وألم
"التحالف الدولي" مصطلح يستخدمه الأمريكي في العالم وحيثما وجد سالت الدماء وافتقر الناس لأبسط حياة وانتهكت الحقوق واستمر لعقود كما أفغانستان والعراق وسوريا واليمن، والآن لتمرير مخططاتهم الاقتصادية والجغرافية والعسكرية أدخلوا الملف الفلسطيني في نطاق هذه المسرحية، ودائما يخلف هذا التحالف ألما للشعوب ولا يخرج بانتصار لذاته بل الفشل دائما، ولكنهم يصرون على تكرار التجربة لما فيها من ربح اقتصادي ببيع السلاح وإعادة الإعمار؛ تلك الوصفة التي تطبق في اقتصاد الحروب…
غموض تفاصيل القرار سيولد انقساما على تفاصيل عمل الخطة بين الدول، وطالما أن أمريكا هي الموجِّه فهذا يعني أنها ستنفذ سياسات طمس القضية وتقوية أطراف عربية تدعم خطتها على حساب أطراف معتدلة، ما سيدفع ويجبر دولا انخرطت في الخطة على الانسحاب على غرار ما قامت به بعض الأطراف من التحالف ضد اليمن لغموض الأهداف.
وهذا سيكون فراغا لصالح تسريع وتثبيت خطة صفقة القرن والشرق الأوسط الجديد الذي سيكون أساس تثبيته هذا القرار الدولي والذي سيمدد هيمنة مجلس السلام لاحقا لجغرافيا جديدة سيخلقون فيها أحداثا ويستجلبون هذه الوصفة لتثبيت "إسرائيل الكبرى"؛ حيث سلم الانتداب البريطاني في 1948 أرض فلسطين لتأسيس إسرائيل، واليوم مندوب سامي جديد يجهز الجغرافيا في الإقليم لتوسيع إسرائيل.
باتت الوحدة الفلسطينية ممرا إجباريا لتكون مقبرة هذا المخطط ويسندها موقف عربي وإسلامي قبل فوات الأوان.