كأس العرب وسؤال.. هل نجحت الصهيونية في تدجين المغاربة والشعوب؟

مقالات وأبحاث

  • السبت 20, ديسمبر 2025 07:40 ص
  • كأس العرب وسؤال.. هل نجحت الصهيونية في تدجين المغاربة والشعوب؟
بعد فيضان مدينة آسفي بالمغرب شهدنا تلك المرأة المغربية التي كانت تتضرع إلى الله وهي متمسكة بصخرة أو هو سور أو شبيه بالنفق، تصرخ لإنقاذها من الموت والفيضان. هي المدينة القديمة في آسفي مفعمة بتراثها وثقافتها وتاريخها وبشعب مكلوم مظلوم صابر صامد من أجل لقمة العيش وصناعة الفخار من طين هو نفسه الذي يصنع منه رجال الأنفاق أنفاقا لمواجهة الاحتلال ومناجزة الاستكبار. تلك المرأة وصرختها في ذاك المشهد هي صرخة كل المغاربة، صرخة كل الشعوب المقهورة، صوت الإنسان الذي رغب في عيش جميل وسعادة في أرض ينجز فيها العدل وتتحقق فيها شروط الحرية والتغيير والتقدم..
كأس العرب وسؤال.. هل نجحت الصهيونية في تدجين المغاربة والشعوب؟
الكيان عصارة الشر والقسوة
د .هشام توفيق
بعد فيضان مدينة آسفي بالمغرب شهدنا تلك المرأة المغربية التي كانت تتضرع إلى الله وهي متمسكة بصخرة أو هو سور أو شبيه بالنفق، تصرخ لإنقاذها من الموت والفيضان. هي المدينة القديمة في آسفي مفعمة بتراثها وثقافتها وتاريخها وبشعب مكلوم مظلوم صابر صامد من أجل لقمة العيش وصناعة الفخار من طين هو نفسه الذي يصنع منه رجال الأنفاق أنفاقا لمواجهة الاحتلال ومناجزة الاستكبار. تلك المرأة وصرختها في ذاك المشهد هي صرخة كل المغاربة، صرخة كل الشعوب المقهورة، صوت الإنسان الذي رغب في عيش جميل وسعادة في أرض ينجز فيها العدل وتتحقق فيها شروط الحرية والتغيير والتقدم..
هو مشهد مغربية فاضح لكل السياسات التي تسعى إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني ونسج الصفقات لإدخال خبير في الفساد والإفساد وتخريب البلاد، وما دخلت الصهيونية لبلد إلا زاد التفقير والغلاء والقهر للشعب، بما أن الصهيوني مهمته تنزيل داء الأمم وهو إخراج أمراض الحسد والبغض والحقد من قلوب المرضى المخربين، ليكون وبالا على المغاربة والشعب والأسر.
مهمة الصهيونية وخبرتها إذا عجز الاستبداد عن إضعاف الشعوب هو تنزيل عصارة القسوة القلبية الصهيونية التملودية، وهي عصارة الخبث والشر والفساد وتفتيت المنطقة، بل إن عصارة الصهيونية شهدنا عمقها في الإبادة الجماعية. فماذا ننتظر من المطبعين العرب حين سمحوا بإدخال عصارة القسوة إلى بلدننا؟ إلا من تفقير الشعوب، وتخريب هويته وسياسته وثقافته وأدمغته، واستهداف صالحيه وصادقيه والفضلاء من البلد.
التطبيع بوابة تخريب الشعب
هذا الربط بين تصاعد الأزمات في المغاربة والتطبيع ليس من باب كما يقول أحدهم (إسقاط كل شيء على الحديقة) بل هو واقع نرصد تقاريره التاريخية من شواهد مصر والأردن والدول التي طبعت كيف كان مصيرها بعد التطبيع؟ لن نجد دولة عربية واحدة طبعت في الاقتصاد والتجارة والسياسة وحققت التقدم والازدهار، بل تصاعد الفساد والقهر ونهب ثروات الشعوب، وتدمير هوية الشعوب.
كله لأن الصهيونية الممثلة لعمق الفساد، اخترقت نفوس الفاسدين في المغرب والأنظمة العربية، من وجدوا الكيان الصهيوني ملاذا لتعزيز قدرتهم بعد فشلهم في تدجين الشعب وضعفهم أمام قوته وهويته. فنسقت الصهيونية مع المستبدين في بلدي، وعلمتهم كيف يسوسون الشعب بعقلية أخرى مختلفة، من خلال تصعيد مشاريع تخريب الإعلام والعقل والأسرة والجامعات والجمعيات واستهداف الدين وروح المساجد ..
الصهيونية تخشى من المغاربة
صرخة هذه المرأة لا زالت توضح لنا أن الاستبداد في المغرب يجنح إلى سياسات تنزيل التفاهة وتدجين الشعب المغربي، لترويضه وتربيته تربية خاصة، "بخطة أبراهام" التي تصنع ذاك الإنسان الفارغ من كل قضية أو هوية تسعى إلى التغيير..
عموما وفي المنطقة العربية، فحين يفشل المطبع العربي عموما في تدجين الشعب وصناعته صنعة بلبوس النظام المطبع، وحين ترصد الصهيونية أن الشعب المغربي تجاوز كل الخطط التمييعية التدجنيية التي نزلها النظام وصدم العالم الصهيوني بأزيد من 10 آلاف مسيرة ووقفة وصلت قوتها إلى رمي الصهيونية في أنهار امستردام، فإن الصهيوني الخبير خصوصا بعد الطوفان أخرج عينه الماسونية في منصات موازين، ومواقع أخرى فنية إعلامية وسياحية وجمعوية وثقافية ودينية، وأخرج خططا أخرى إفسادية لعلها تعوض موضع الاستبداد الفاشل في تنزيل مشاريع الصهيونية..
الخبير الصهيوني يعوض الاستبداد
حين يفشل المطبع المغربي عموما في تدجين الشعب وصناعته صنعة بلبوس الفساد المطبع، وحين ترصد الصهيونية أن الشعب المغربي تجاوز كل الخطط التمييعية التدجنيية التي نزلها النظام وصدم العالم الصهيوني بأزيد من 10 آلاف مسيرة ووقفة وصلت قوتها إلى رمي الصهيونية في أنهار امستردام، فإن الصهيوني الخبير خصوصا بعد الطوفان أخرج عينه الماسونية في منصات موازين، ومواقع أخرى فنية إعلامية وسياحية وجمعوية وثقافية ودينية، وأخرج خططا أخرى إفسادية لعلها تعوض موضع الاستبداد الفاشل في تنزيل مشاريع الصهيونية..
رغم هذه الاختراقات ومحاولات تخريب هذه البلاد، فإن الشعب المغربي قادر على تحقيق نجاحات إن تحرر من القيود الاستبدادية وتجاوز الاختراق الصهيوني الداعم للإفساد المحلي، ولعل كأس العرب وقبله مونديال قطر كلاهما أظهرا قوة المغاربة لتحقيق الفرحة وتغيير البلاد إلى أفضل..
لكن بحرية حاضرة وإرادة سياسية دون قمع وقهر ساهم في كوارث مغربية وغياب تدبير للأزمات، وفشل سياسي لتغييبهم صحبة الشعب وشبابه وطاقته ليحترف في ميادين السياسة والاقتصاد والعدل والتغيير.
من الاحتراف الكروي إلى احتراف في ميادين السياسة والاقتصاد والتغيير
أمام هذه الإنجازات التي يحققها أسود الأطلس في ميدان الاحتراف في كرة القدم، فلعل الدولة توظف العقول المغربية لتحقيق الاحتراف في إنجازات في الاقتصاد والتجارة والعمران والسياسة والعلم والإبداع وصناعة مشاريع لتجاوز الكوارث والاستفادة من غيث السماء دون فيضانات وكوارث، تخيل لو أن الجهود التي قدمت في مجال كرة القدم نالها شباب في مجال التجارة، والعلوم، والعمارة، والرياضيات، والسياسة، والحرف والاقتصاد، والتكنولوجيا، والصناعة، والتعليم والصحة، والسياحة والفن، لكان المغاربة من رواد هذا العالم في مختلف هذه المجالات.. لكنها هي فجوة في كرة القدم وأظهر اللاعب المغربي قوة الاحتراف، فكيف لو نال الشعب والشباب الاحتراف في الحرية في ميدان السياسة، والاقتصاد، وريادة الأعمال والتجارة، والتفكير في تطوير البلد عوض التهميش والسماح للصهيونية للدخول للمغرب للإفساد في الأرض، وتخريب عقول أمة كان أسطولها الموحدي من أسباب تحرير فلسطين في 1187م..