مقال وقصيدة

في فمي ماء وحلقي مغلق كيف- بالله المدبر- أنطق .. د.سليم ارزيقات

الدكتور سليم سعيد ارزيقات

  • الثلاثاء 14, سبتمبر 2021 09:26 م
  • في فمي ماء وحلقي مغلق كيف- بالله المدبر- أنطق .. د.سليم ارزيقات
عندما لا يجد اسير حرر نفسه بنفسه ارضا تؤويه، ولا سماء تغطيه، ولا شعبا يطعمه ويسقيه، ولا قيادة تحميه فلا بد من التوقف قليلا واعادة النظر فيما نحن فيه. تغنى الكثيرون بما اقدم عليه الابطال الستة واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الاذاعات بالتهليل والتطبيل، بل وان البعض قد ذهب الى توزيع الحلوى ونشد الاهازيج. ولا ادري على ما الفرح ولماذا كل هذا التهليل! ألأن المعتقلين نجحوا بكسر القيد، ام لأنهم تمكنوا من هزم الجلاد بملعقة كما يقال؟ ام لانهم نابوا عنا بتحرير انفسنا من ضعفها وهوانها علينا قبل هوانها على الناس؟ اسئلة هامة يجب ان تطرح هنا: "لماذا لم يلجأ هؤلاء الابطال الى حاضنتهم الاساس وهي الضفة الغربية؟ ولماذا لم يكن هناك من ينتظرهم عند خروجهم من السجن؟ ولماذا كان اول اثنين منهم قد ظهرا بمظهر نظيف وقد حلقا ولبسا ثيابا نظيفة، على عكس الاخرين الذين ظهرا بمظهر رث وقد اعياهم التعب والسهر؟ الم تعلن السلطة المزيفة انها ستبحث عنهم وتعيدهم الى السجان لأن التنسيق الامني مقدس اكثر من القران؟ الم تطلق كل كلابها للبحث عنهم؟ الم تعلن انها تتبنى نهج القيادة التي تأكل ابناءها من اجل اطعام كلابها؟ فكان خيار الضفة الغربية قد أعدم في مهده بالنسبة للابطال الستة على ان تتم تصفية الحساب مع السلطة لاحقا. والسلطة ما كانت لتسمح بذلك فقامت بالبحث عنهم اكثر مما فعل المحتل، ولا غرابة ان تكون قد استدرجتهم ثم قامت بتسليمهم. بما انه لم يكن من احد بانتظارهم فهذا دليل قاطع على احد امرين، اما انه لم يكن هناك تنسيق مع احد من الخارج، وهذا بحد ذاته مؤشر على امر خطير وهو عدم الثقة بأن الفصائل غير مخترقة، او ان من كان يجب ان ينتظرهم لم يكن هناك! وهذان امران احلاهما مر. الامر كله تفوح منه رائحة الخيانة الذي تتبناه السلطة وكلابها بكل وضوح. ان اعتقال المحررين لانفسهم في ارض ليست ارضهم –واعني هنا الارض التي يبسط عليها الغاصب كامل سلطته- له معنا واحد فقط وهو ان الثائر الفلسطيني داخل الاراضي المحتلة ليس له ارضا تؤويه، ولا سماء تغطيه، ولا شعبا يطعمه ويسقيه، ولا قيادة تحميه. واذا كان الامر كذلك فلا بد من تعديل البوصلة وتصحيح المسار الثوري بالاتجاه الصحيح. البوصلة يجب ان تتجه باتجاه رام الله لا باتجاه تل ابيب. يجب اجتثاث السلطة وكل كلابها التي تعيث في الارض فسادا من جذورها مهما كلف الثمن، ويجب القاء كل اوراق اوسلو وما نتج عنها في مجاري الصرف الصحي لان حاوية النفايات اطهر من ان تحتويها. كلاب السلطة وصاحبهم يعتاشون على الام الثكالا والايتام ودماء الشهداء وانين المعذبين في السجون. يتسامرون في ملاهي تل ابيب ويشربون الخمر على وقع صراخ الجرحى والمهجرين، ويتسوقون في مطارات الكيان، ويشترون لأبناءهم افخر السيارات، ويركبون الطائرات في رحلات الى جزر العهر والدعارة. رجال اعمال في الاتصالات والمقاولات والدخان والحشيش والاسمنت والرقيق الابيض .... الخ وفلسطين بالنسبة لهم الكيكة التي يتقاسمونها مع الشيطان. الم تسلم السلطة ابناءها الثوار لأسرائيل في اكثر من موقعة؟ الم تقتلهم لاجل عيون نتنياهو وشارون ورابين من قبله؟ لماذا كل هذا الهراء في قصة الابطال الستة ونحن من سجنهم ومن قبلهم مئات الاسرى، ولماذا كل هذا النفاق بحق الشهداء ونحن من قتلهم بسكوتنا عن المجرم الحقيقي. ان لم يتحرر الشعب منهم فلا تحرير وان لم ينتصر عليهم فلا نصر وان لم تبدأ الثورة من هنا فلا ثورة. اقول لكل الفصائل ان سكوتكم على هؤلاء يبعث بعلامة استفهام على نهجكم، وان لم تعلنوها ثورة عليهم فأمركم مشكوك فيه. فماذا تنتظرون بعد، هل تنتظرون حتى يتم تصفية الشرفاء واحدا تلو الاخر وحتى يتم بيع ما تبقى من عرض مسلوب ودم مهدور. كل من يعترف باوسلو وما نتج عنها خائن ويجب ان يلقى به في مجاري الصرف الصحي كائنا من كان. اما انتم ايها الاسرى الابطال فيكفيكم فخرا انكم لستم مثلنا، ويكفيكم عزا انكم اكثر تحررا منا وانتم في زنازينكم. فليس الحر من اكل وشرب ونام في قصر منيف او بيت ذو رفيف ولكن الحر من لم يركع لمغتصبه ولم يبع الاوطان بسيارة فارهه ولا جميلة فاتنة. الحر حر الروح لا حر الجسد المهزوم. .
في فمي ماء وحلقي مغلق
كيف- بالله المدبر- أنطق

ليست السلطة أودت وحدها
بأمانينا ؛ يقول المنطق

إنه العقل المؤجر للعدا
جعل الثورة جهرا تزهق

لو تدبرنا  قليلا  شأننا
لوجدنا ألف جرم يرفق

من اناس عقدوا العزم على
ضيعة الآمال فيما حققوا

وأدوا الأحلام لما بزغت 
ولهذا  مبدعيها  أخفقوا

وغدا (البالوع) ينعى (غزة)
وهي بالتأكيد لا تستوثق

وكلا البعدين فينا أمعنا
في رؤى الثورة جرحا يعمق

بعضهم باع الأماني والمنى
بادخار ، ومبان تسمق

وفريق ..
 رهن الشعب وما يطلبه
لأجندات الأولى لم يصدقوا

وكلا البعدين أثروا جهرة
من دمانا ، بئس ما فيه التقوا