إرادة تبعثر أوراق المحتل .. بقلم: الأستاذة رجاء الرحبوي

الأستاذة رجاء الرحبوي

  • الإثنين 20, سبتمبر 2021 10:45 م
  • إرادة تبعثر أوراق المحتل .. بقلم: الأستاذة رجاء الرحبوي
لاشك أني أتحدث عن الإرادة الفلسطينية التي علمت الأجيال معنى الصمود والإباء حتى انتزاع الحق ،شعب عرف كل ألوان القهر والظلم عبر القطر العربي، و أقصد به الأنظمة الفاسدة والمتعاونة مع الاستكبار العالمي والمطبعة مع الكيان الصهيوني المحتل ،وعبر العالم من خلال اتفاقيات الخزي والعار، تلكم التي باعت أرض فلسطين لشعب لقيط اجتمع من أنحاء العالم ليسلب أصحاب الأرض أرضهم ويهجرهم نحو المجهول ،والقصد من زراعة هذا الورم الخبيث الذي ينخر الوطن العربي والإسلامي ويدس كل أسباب الشتات بين الإخوة الأشقاء ويمنع الوحدة بين الأمة الواحدة، هو نهب ثرواتها وإضعافها لتصبح لقمة صائغة للأغيار من خلال مخططات شيطانية تمعن في إفقار وتجهيل وإفساد الشعوب.
أمام هذه المخططات الخطيرة التي يركن إليها العدو المحتل ،ويحسب انه قد رتب أوراقه ضمنها لينام قرير العين مطمئن البال ،ظنا منه أنه كما بسط نفوذه على الأرض سيبسطها على إرادة الشعب ليسلم ويستسلم ،خلاف كل ذلك استطاع أحرار الشعب الفلسطيني بعثرة أوراق المحتل في محطات عديدة ،نذكر منها دحر الكيان الصهيوني من قطاع غزة وإخراحه ذليلا مهزوما يجر أذيال الخيبة والخسارة ،وفي حي جراح ثبت الشباب العزل أمام غطرسة جنود المحتل المدجج بالأسلحة ورفض سكان الحي إخلاء بيوتهم رغم تهديدات الكيان وقطعان الموستوطنين الذين يمارسون عربدتهم وعنفهم ضد الساكنة لإرغامهم على إخلائه، وفي باب العمود صنع الرجال والنساء والأطفال ملحمة رمضانية يسجلها التاريخ بماء من ذهب ،في الوقت الذي ألجمت قذائف القسام تغول المحتل وفضحت فشل قبته الحديدية ،واليوم يصيب ستة من الأسرى الأشاوس الكيان المخروم بالضربة القاضية بعد الفرار من أعتى سجونهم تحصينا وحراسة وتشديدا ،حفرة صغيرة صنعها الأسرى بملعقة كانت تحفر الأرض الأم من جهة لتتفتت حنانا ورفقا بأبنائها ،وتحفر عورة الكيان الصهيوني لتكشف عن ضعفه وهزالة وجوده ،تأكيدا منهم أن الذي يحمي هذا الكيان الغاصب هي اليد العميلة التي خانت الأرض والشعب ،وأن الأيادي النظيفة والإرادات الحرة التي تسعى إلى فك القيود عن هذا الوطن الأسير،قادرة على تحقيق المعجزات في زمن التخاذل والانبطاح ،بل قادرة على بعثرة تلك الأوراق التي خطت في دهاليز الظلام بين عصابات سرقة الأوطان ،وقبلها سرقة الأحلام من شعوب تحلم بالسلام ،سلام يتحقق بمقاومة تردع الباطل ومن أجل هذا الحلم تناضل .