في عام 2014 حذر الاكاديمي الإسرائيلي المتخصص بشؤون القدس والمسجد الأقصى المُبارك
الحكومة الإسرائيلية من كسرها للستاتوس كفوو الذي أقرته الحكومات الأسرائيلية معتبرا أنَّ ما تقوم به جماعات الهيكل ليس له هدف ديني بقدر ما هو هدف سياسي يسعى لفرض السيادة المُباشرة على المسجد الأقصى مُشيرا الى ان إسرائيل تسير بهدوء وروية نحو تحقيق هذا الهدف ، أي هدف السيادة ، متحسبا من إثارة الفلسطينيين والمسلمين مما سيؤدي الى خسارة كبيرة لسنوات العمل الهاديء للاحتلال في فرضه الهيمنة الناعمة على المسجد الأقصى المبارك( أنظر مقالته : جبل الهيكل مهم ولكن دولة أسرائيل أكثر أهمية - הר הבית חשוב אך מדינת ישראל חשובה יותר... معهد أسرائيل لدراسة السياسات\ 14-12-014)
ثمة علاقة دينية وقومية بين اليهود والمسجد الأقصى المُبارك وفقا للرؤية الدينية اليهودية بيدَّ أن الغالبية العظمى من اليهود سواء من الحاريديم او اليهود المتصهينون يعتقدون أن ليس بالضرورة الصلاة فيه ولذلك ثمة إجماع يهودي صامت أنّ الوقت لم يحن للصلاة في المسجد الأقصى المبارك وفي هذا السياق تحديدا ثمة تفسير ديني للطائفة الحاريدية مرتبط باحداث أخر الزمان كما انّ هناك تفسير مسياني مرتبط بتوبة اليهود كشرط لعودة المسيح الذي بدوره سيكون من أسباب صلاتهم في المسجد المُبارك ، ولذلك اعتبرت مجموعات اليهود التي تقتحم المسجد الأقصى المُبارك تحت حماية السلطات الاحتلالية في الثقافة الدينية اليهودية أقلية ، ويلاحظ كل مراقب للمقتحمين للمسجد الأقصى المُبارك أنَّ المقتحمين تكاد تكون نفس الوجوه تنتمي الى التيار الديني الخلاصي داخل حزب الليكود او من مجموعات تدفيع الثمن المنتمية للتيار الديني الصهيوني الحاريدي او من مجموعات الصهيونية الدينية المتشددة التي تساوقت مع التيار الديني الصهيوني الحاريدي وثمة مقولات تنتشر بين صفوف الجماعات الدينية الرافضة لاقتحامات الأقصى لاسباب دينية-عقدية أنَّ هذه المجموعات تتكسب من وراء هذه الاقتحامات أي أنّ الكثير من هؤلاء يقدمون الى المسجد بدافع مالي وبتشجيع من هذه المجموعات التي تتمول من الدولة مباشرة تحت لافتات مختلفة تبرر الانفاق الكبير عليهم .
القرار الاحتلالي المسكوت عنه..
المؤسسة الإسرائيلية اتخذت قرارها المسكوت عنه بدعم هذه المجموعات لتحقيق بدايات التأكيد على فرض السيادة بسياقين مدني وسياق اعلامي موجَه ففي السياق المدني تتم العملية عبر هذه الجموع المحمية امنيا وشرطيا ويلفت الى ان المؤسسات الرسمية كالشرطة والجيش وأجهزة الامن المختلفة تقوم بدورات توجيهية لكوادرها عبر اقتحامات مستمرة للمسجد تحت لافتات التعبئة المعنوية والتوجيه المعنوي والتذويت القومي-اليهودي وهوما يصب في كسوبات الاحتلال بربط الناشئة والجنود وقوات الامن على مختلف أنواعها بالمسجد الأقصى كمعطى ديني عق دي يستوجب تحريره من الاحتلال الإسلامي العربي الفلسطيني وهذا التذويت نرى تبعاته في معاملات الشرطة والامن مع المصلين وسياسات الاستفزاز اليومي المُمَارسة من قبلهم. وفي السياق الإعلامي نرى الزخم الهائل من البرامج الوثائقية والتقارير الاستقصائية المتعلقة بالقدس والمسجد الاقصىى المُستهدفة للمسلمين من أبناء الداخل الفلسطيني ومدينة القدس في سياق التهيئات لعمليات الاخلاء للعديد من المصلين والناشطين ومنعهم من دخول المسجد كمقدمات لتفريغه من العناوين المؤثرة هذا الى جانب الاعلام المعنوي الموجه الى الناشئة اليهود في المدارس الإعدادية والثانوية الذي يرسم الأقصى على انه مغتصب يجب تحريره وانهم الجيل الذي سيحرر المسجد.
العديد من الاكاديميين الإسرائيليين من المحسوبين على التيار المحافظ يرون ان السياسات الإسرائيلية الساعية لفرض سيادة إسرائيلية مباشرة في ظل حالة الترهل العربية والفلسطينية وضعف البنية السيو-اقتصادية لساكنة القدس عموما والبلدة القديمة خصوصا باعتبارهم صمام الحماية الأول للمسجد كما ثبت عام 2017 مع فضيحة البوابات الالكترونية وهبة الأقصى في السابع والعشرين من رمضان الفارط من العام الهجري المنصرم ن العام الميلادي الراهن ، معتبرين ان إسرائيل قامت بفضل الفكرة الصهيونية واستيطانها فلسطين الانتدابية وليس بف ضل عقيدة جبل الهيكل(هار هبايت) وبالتالي فالتخوف من أن يذهب حكام إسرائيل الى تعميق الوجود الاحلالي في المسجد الأقصى سيقرب العرب والمسلمين من مواجهة مباشرة مع الاحتلال تجلت بعض جوانبها في هبة رمضان بعد تغول الاحتلال فيه وهذه المجموعة الاكاديمية في الحقيقة صوتها خافت ولكنها تتحرك ببطيء شديد تحسبا من سطوة اليمين الديني المتطرف ولذلك رأينا في الاونة الأخيرة ان هذه المجموعة ذهبت الى حالة وسطية تدعو الحكومة الإسرائيلية الى منح الفلسطينيين في الضفة الغربية من غير المستوطنات دولة تشمل شرقي المدينة (القدس) ومنحهم المسؤولية عن المسجد الأقصى ريطة موافقة السلطة الفلسطينية منح أسرائيل موطيء قدم رسمي (لليهود) في المسجد الأقصى يؤسس لاقامة معبد ديني لليهود..
مساعي جمعية نحن..
في هذا السياق تذكر جمعية "نحن" في مسودة تعريفها بذاتها :" في قلب مدينة القدس يوجد هيكلنا المُدمر وفي ساعات خرابه خرجت فتاة وقالت لطيطس"آبَيتُّ خَرِبُّ خربتْ" ثم تضع السؤال التالي : وعليه فما هو حاله اليوم؟.... في إيمائة خبيثة الى انه ما زال خَرِبا بسبب وجود اهل الإسلام فيه ولذلك تتساءل هذه الجمعية عن العمل مشيرة الى ما تقوم به بعض المجموعات اليهودية من مواجهات مع الشرطة للصلاة لثوان معدودات فيه -هكذا يقولون؟؟ - مع انّ الغالبية الساحقة من اليهود لا يصلون فيه وترى هذه الجمعية كدلالة على خرابه ان أسمه مرتبط بالإرهاب... بناء على ما سبق تُقدمٌ الجمعية سياسة بديلة تقول فيها " إنها سياسة ذكية تعتمد الاتفاق وليس فرض القوة" ..... ثم تشير في مسودتها :" من اجل ذلك علينا ان نمارس سيادتنا على القسم الغربي من المدينة وان يمارس الفلسطينيون السيادة على القسم الشرقي منها وفي ساحة حائط البراق يتم بناء مؤسسة إسرائيلية جديدة تعنى بتراث الشعب اليهودي وبعد أن يحل السلام ويمارس عمليا في المدينة يمكننا الاهتمام مجددا بجبل الهيكل( المسجد الأقصى) وذلك بعد ان نفحص مع الفلسطينيين إمكانية إيجاد ساحة للصلاة والقيام بأعمال حفر اثرية في محيط الهيكل(المسجد) ولن يتم أي امر بالقوة 10 https://www.anahnu.org.il/religious-zionism 000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000
الوجود في الكنيست أداة لتحقيق الحد الأكبر من مكونات السيادة
لقد بدأت قبل سنوات مطالب جماعات الهيكل بأقامة الهيكل في المسجد الأقصى المبارك وشرعت هذه الحركة باستقطاب الشباب اليهودي الصهيوني الحاريدي من مستوطنات الضفة الغربية وقد نجحت في انتخابات الكنيست الأخيرة ان تدخل الكنيست بالشراكة مع الحركة الصهيومية الدينية ليكون لها تمثيلا رسميا تستغله وبقوة من أجل التعجيل في السيطرة أولا على البلدة القديمة وتحديدا الحي الإسلامي وتمارس يوميا حالة من الاستفزاز مع المصلين والحراس والعاملين في دائرة الأوقاف وتتم هذه العملية الاستفزازية اليومية تحت حماية الشرطة وحرس الحدود والمخابرات العامة باعتبار ان الاحتلال يسعى جادا عبر هذه المجموعة لفرض سيادته في المسجد.
هذه المجموعة التي يقودها الثنائي بن غفير -سيموطريتش لا تتوقف عن الهجوم على العرب عموما وعلى المسلمين وعن الاستفزازات في حواري المدينة المقدسة ويقومون بهذه الممارسات برسم الحماية التي يتمتعون بها من اطراف امنية كونهم أعضاء كنيست وهوما يزيد من اقتراب لحظة التماس المباشر التي يبدو لي ان الاحتلال معني به سياسيا أولا لجس النبض بعد أحداث حرب سيف القدس ونتائجها المادية والمعنوية ومساعي ترميم ما تهدم من حصونهم الداخلية.
الاحتلال بين خيارين..
عمليا كل محاولات الاحتلال تُنسف في اول تماس عملي بين هذه الأجهزة ومن يشغلونهم من المتطرفين اليهود مع المصلين وقد رأينا ذلك في السنوات الأخيرة اكثر من مرة كان أخرها مواجهات أيام العشر الاواخر وليلة القدر.
الاحتلال يدرك تماما وعورة ما يمضي فيه وهو بذلك يراهن على ما أشرت اليه سابقا في متن هذه المقالة وكل تغيير طفيف في معادلات القوة في المنطقة وكل تغيير إيجابي على المستوى الفلسطيني سيعيد الامر الى مربعاته الأولى التالية للاحتلال .
مستقبليا ولو على المدى المتوسط وفي ظل المتغيرات التي نلمس بداياتها وإن كانت متواضعة في منطقتنا فأن الاحتلال سيكون بين خيارين لا ثالث لهما خيار أسرائيل والحفاظ على المكتسب الصهيوني او هار هبايت والتمني في تحقيق كسب السيادة التامة على المسجد الأقصى وهو تدفع نحوه تيارات الصهيونية الدينة على اختلاف مدارسها وفي حالة اختار الاحتلال الخيار الثاني فسيفقد الاثنين معا..