" بيتا " بلدة فلسطينية هادئة وجميلة تقع على بعد 13 كم إلى الجنوب الشرقي من مدينة نابلس ،لا يزيد عدد سكانها عن 15 الآف نسمة ، حاول المستوطنون اليهود الاستيلاء على أراضي البلدة عدة مرات بسبب موقعها الاستراتيجي وجبالها العالية كجبلي العرمة وصبيح .
بيتا المستهدفة
في نيسان 1988 تعرضت قرية بيتا إلى هجوم من قبل المستوطنين مما أدى إلى اندلاع مواجهات استشهد فيها 3 من أهالي " بيتا " واعتقلت قوات الاحتلال المئات، وهدمت 23 منزلًا ، وقطعت المياه والكهرباء عن البلدة , وقتها صرح أريئيل شارون، وزير الصناعة قائلًا: «يجب مسح بلدة بيتا وإقامة مستوطنة مكانها».
وفي شباط 2020، حاول جنود الاحتلال ومستوطنوه السيطرة على جبل العرمة الواقع في الجهة الشرقية من " بيتا " وضمّه لمستوطنة «إيتمار» الصهيونية لكن أهالي البلدة واجهوا هذه المحاولة بالرباط فوق الجبل، وتناوب شباب القرية على حراسته., وفي معركة الدفاع عنه قدمت بيتا شهيدين، وتمكنت من إفشال مشروع المستوطنين بالسيطرة على الجبل.
قبل شهرين استولت مجموعة من المستوطنين على 20 دونما من قمة جبل صبيح الذي يتوسط قرى " بيتا ويتما وقبلان " من قرى محافظة نابلس وأقامت عليه بؤرة استيطانية أطلقوا عليها اسم "أفيتار " نسبة إلى أحد المستوطنين الهالكين .
لم يسكت اهالي " بيتا " على هذا الاعتداء فزحف شبابهم نحو الجبل ورابطوا عليه ولا يزالون يواجهون قوات الاحتلال وقطعان مستوطنية ويخوضون حربا شعبية تصديًا للبؤرة الاستيطانية المقامة على الجبل ، وقدموا لغاية الان 5 شهداء وتقول إحدى نسائهم :«مش مهودين، عن هالجبل ولو صاروا 500 شهيد "
وقد استنسخ شباب " بيتا " النموذج الغزي في المقاومة الشعبية وهو " الإرباك الليلي " ضد المستوطنين الصهاينة فيقومون بـ : مسيرات المشاعل الليلية ، إحراق الإطارات ، اشعة الليزر ، الضوضاء وغيرها من الوسائل ، مصممين على إزالة البؤرة الاستيطانية عن جبلهم ، ورافضين النزول عن الجبل .
ورغم أن " بيتا " قدمت ولا تزال نموذجًا في المقاومة الشعبية ، إلّا أنها لا تحصل على أي دعم من السلطة الفلسطينية ، لكن الله معهم وناصرهم بحولة وقوته .