قاتلوهم .. للسلام

الدكتور سليم سعيد ارزيقات

  • السبت 17, يوليو 2021 02:01 م
  • قاتلوهم .. للسلام
* (ألقيت على منبر رابطة الأدب الإسلامي العالميّة - مكتب الأردن 26/11/2010م، الذي أحيى أمسية تضامنيّة مع أولى القبلتين)
قاتلوهم .. للسلام
* (ألقيت على منبر رابطة الأدب الإسلامي العالميّة - مكتب الأردن 26/11/2010م، الذي أحيى أمسية تضامنيّة مع أولى القبلتين)

القُدسُ تَصرخُ، والجميع نيامُ
عربٌ وعجمٌ ربَّها الإِسلامُ

عجنوا كرامتهم بدُهنِ خنوعِهم 
واستمرأوا خُبزَ الشّنار فناموا 

تركوا قضاياهم وجُلَّ أمورهم 
عند الّذين لخصمهم خُدَّامُ
 
هذا يُطَأَطِئُ للعدوِّ، وذاك في 
وحل المذَّلة كالمتاع يُسامُ

خُدعوا بألوان النَّعيم، كأنهم
في المرْتع المُزري بهم أنعامُ

فقصورُهم – رغم البريق – قبورهم 
ماتوا ولمَّا يقبروا فأقاموا

عبر السّنين تقودهم شهواتُهم
للنَّهب من زاد الورى ما راموا

والنَّاس ترسف، والقيود مجاعةٌ 
ومخافةٌ أملى بها الحكَّامُ

مأساتُنا ساداتنا وأمورُنا 
شَتَّى، ومالُ القائمين حرامُ
 
ماذا يُهِمُّ السَّادرين بغيِّهم 
إنْ قيل: أولى القبلتين تضامُ

في سهرةٍ، في سكرةٍ، في غفوةٍ
يُلغى النّشيدُ وتُخفضُ الأعلامُ

لتدورَ في خصب الكروم ثعالبٌ
كلُّ الذي تهذي بهِ أوهامُ

وتطوف في كلِّ العواصم علَّها
تلقى الرِّضا، فتخونُها الأحلامُ

أزرى بهم ما يدَّعون من الحجى
  فتحلَّقوا حول السَّراب وحاموا 

فُتِنوا بمكذوب الوعود وأدلجوا  
خَلْف المهانة بالزَّعامة هاموا 

مادام هذا حالُـهُم، ماحالنا؟
كيف ارتضينا الذُّلَّ وهْوَ حمامُ
 
واللهِ ما كانتْ لِتؤسرَ قدسُنا 
أوْ يؤسرَ الأقصى بها ويُضامُ

لو كانت الخطواتُ والنَّهجُ الذي
  نحيا، سليما، شَرْعُهُ الإسلامُ

لكنّنا – والحال يشهدُ – قادنا 
زيفُ الحياةِ الخادعُ الهدَّامُ
 
خَطَف البريقُ رشادنا، فكبارُنا 
قبل الصِّغارِ تشُدُّها الأفلامُ 

حِدنا عن النَّهج القويم، فلا يُرى 
في السَّاح يُعْلمِ للجهاد إمامُ

ونظلّ نضْرَعُ "يا مغيث ارفع لنا
علَم الجهاد" وهذه أحلامُ

(إن تَنصُروا اللهَ) السَّبيلُ لنصرِنا
في (قاتلوهم) عِزَّةٌ ووئامُ

إذْ ذاك يُرفعُ شَأْننا وتهابنا
أعداؤنا، فَيَعُمُّ بعدُ سلامُ

15/10/2010م