أروعُ زيارةٍ يقومُ بها المسجدُ الأقصى خارج القدس
في مثلِ هذا اليومِ، قبلَ نحوِ 1401 منَ الأعوامِ، كانَ المسجدُ الأقصى المباركُ يقومُ بأروعِ زيارةٍ له في تاريخِه، كانَ يزورُ حبيبَه الذي أُسرِيَ به إليه، محمدًا عليه أفضلُ الصلاةِ وأعطرُ التسليمِ، في مقرِّ إقامتِه في مكةَ المكرَّمةِ. فقد روى صاحبُ المسرى صلى الله عليه وسلَّم أنَّه حينَ عادَ منْ رحلةِ الإسراءِ والمعراجِ، اجتمَعَتْ عليه قريشٌ وسألَتْه أنْ يصفَ لها بيتَ المقدسِ ومسجدَه لتختبرَ صدقَه، ولم يكنِ النبيُّ قد انتبهَ كثيرًا لمعالمِ بيتِ المقدسِ بسبب انشغالِه بهيبةِ الحدث، فأُحرِج وخشيَ منْ أنْ يكونَ عدمُ إجابتِه ذريعةً لقريشٍ لتكذِّبَه، فأكرمَه اللهُ آنذاك بأنْ جاءَ ببيتِ المقدسِ إليه وجلَّاه له في كبدِ سماء مكةَ، وراحَ يصفُه بالتفصيلِ؛ فكانتْ زيارةً كريمةً منْ مسجدٍ مباركٍ إلى نبيٍّ مباركٍ.
"لَمَّا كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ قُمْتُ في الحِجْرِ فَجَلَّى اللَّهُ لي بَيْتَ المَقْدِسِ، فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عن آياتِهِ وأنا أنْظُرُ إلَيْهِ" (صحيح البخاري)
"لقَدْ رَأَيْتُنِي في الحِجْرِ وقُرَيْشٌ تَسْأَلُنِي عن مَسْرايَ، فَسَأَلَتْنِي عن أشْياءَ مِن بَيْتِ المَقْدِسِ لَمْ أُثْبِتْها، فَكُرِبْتُ كُرْبَةً ما كُرِبْتُ مِثْلَهُ قَطُّ، قالَ: فَرَفَعَهُ اللَّهُ لي أنْظُرُ إلَيْهِ، ما يَسْأَلُونِي عن شيءٍ إلَّا أنْبَأْتُهُمْ به" (صحيح مسلم)
"وَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْعَتَ لَنَا الْمَسْجِدَ، وَفِي الْقَوْمِ مَنْ قَدْ سَافَرَ إِلَى ذَلِكَ الْبَلَدِ وَرَأَى الْمَسْجِدَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَذَهَبْتُ أَنْعَتُ فَمَا زِلْتُ أَنْعَتُ حَتَّى الْتَبَسَ عَلَيَّ بَعْضُ النَّعْتِ، قَالَ: فَجِيءَ بِالْمَسْجِدِ وَأَنَا أَنْظُرُ حَتَّى وُضِعَ دُونَ دَارِ عِقَالٍ أَوْ عُقَيْلٍ فَنَعَتُّهُ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ" (مسند أحمد)
هشام يعقوب