جمرٌ مشتعلٌ في القدس .. الدكتور محمود سعيد الشجراوي

الدكتور محمود سعيد الشجراوي

  • الأحد 13, مارس 2022 04:21 م
  • جمرٌ مشتعلٌ في القدس .. الدكتور محمود سعيد الشجراوي
تتسارع جرائم وإجراءات الاحتلال في تهويد القدس بل والمسجد الأقصى المبارك، مستبقةً للوقت وحرصًا على إنجاز خطط جاهزة منذ عشرات السنين، ..
بسم الله الرحمن الرحيم
جمرٌ مشتعلٌ في القدس
كتبه: د. محمود سعيد الشجراوي
تتسارع جرائم وإجراءات الاحتلال في تهويد القدس بل والمسجد الأقصى المبارك، مستبقةً للوقت وحرصًا على إنجاز خطط جاهزة منذ عشرات السنين، والمتبع للشأن المقدسي لا يمكنه تجاوز محاور التهويد الكثيرة التي يهدف الاحتلال من خلالها مجتمعة لتحقيق هدف واحد فقط وهو: تغيير هوية مدينة بيت المقدس العربية والإسلامية إلى الهوية اليهودية والصهيونية، وما كل ما يعانيه أهلنا المقدسيون من قتل واعتقال وإبعاد وهدم قسري للبيوت والمنشآت واستهداف الأحياء العربية الأصيلة القريبة من القدس القديمة كحي الشيخ جراح وسلوان إلا أعراض لجريمة فظيعة تهدف إلى تغيير واقع المدينة المقدسة، والاحتلال عمل خلال السنوات الخمس والخمسين من احتلاله للقدس على تحقيق هدف تهويد المدينة، لكن العامين الماضيين كانا بصدق أصعب سني احتلال القدس، وقد حقق الاحتلال من خلالها إنجازات كثيرة من خلال خططه والجهد الكبير الذي بذله، لكنه أيضًا تعرض في السنوات الخمس الأخيرة لعدد من الهزائم المتتالية، كهبة باب الرحمة وهبة البوابات الإلكترونية وهبة باب العمود وإفشال مسيرات الأعلام وإفشال الاقتحامات الكبيرة للمسجد الأقصى المبارك، وإفشال التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك، وكان شرف هذه الهزائم التي مُنيَ بها الاحتلال ناله بجدارة أهلنا في الداخل الفلسطيني بشكل عام، وأهلنا في القدس بشكل خاص.
بعد أسبوع واحد من اليوم سيبدأ عيد البوريم اليهودي وهو عيد مفترى محرف ليس من يهودية موسى عليه السلام في شيء، وأقتبس من أخي د. زياد ابحيص:
 (قصة "عيد البوريم": عيد القرعة أو النصيب، وقصته تتلخص بنجاة اليهود من مؤامرة حاكها (هامان) وزير الملك الفارسي (أحشويروش)، حيث اقترع قرعة لقتل كل اليهود الموجودين في المملكة يومي 13 و14 آذار العبري.
خطورة "البوريم" على #المسجد_الأقصى: تحاول جماعات الهيكل المتطرفة فرض طقوس "البوريم" في الأقصى خلال يومي الأربعاء والخميس، ضمن مسعاها لفرض كامل الطقوس التوراتية فيه، ويشمل عدوانها على الأقصى:
١- تنظيم اقتحامات مركزية للأقصى بقيادة كبار حاخامات الهيكل.
٢- قراءة فقرات من سفر إستير بصوت مرتفع داخل الأقصى وبشكل جماعي.
٣- "السجود الملحمي" داخل #الأقصى وتلاوة فقرات التوراة والصلوات العلنية.
٤- محاولة أعضاء جماعات الهيكل إدخال الصفارات والأدوات التنكرية المشهورة في هذا العيد إلى الأقصى ومنها، الأزياء الغريبة، الكعك الخاص بالعيد، الهدايا والألعاب.
٥- الغناء والرقص والاحتفال على أبواب الأقصى وهي هدف متكرر لجماعات الهيكل في السنوات الماضية)).
    وعليهِ فسنشهدُ الأيامَ القادمةَ دعواتٍ تدعو لاقتحاماتٍ كبيرةٍ للمسجد الأقصى المُبارك من مؤسسات ومنظمات المعبد أو المعاهد التوراتية أو بعض نواب الكنيست المتطرفين -وكلهم كذلك-، وسنشهدُ أيضًا دعوات للرباط في المسجد الأقصى المبارك حمايةً وحراسةً له رباطًا وجهادًا في سبيل الله، كأن الناس فسطاطين؛ فسطاط الاحتلال: وفيه الصهاينة والمطبِّعون والصامتون وفسطاط المرابطين وفيه كل ما يزال يعيش في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس يناصر حقها ويدعو لتحريرها ويدعم الرباط والمرابطين والمقاومين سواءً في ذلك من سكنها أو سكنته.
كنْ أنتَ جزءٌ من درعِ المسجدِ الأقصى المُبارك: 
إن درع المسجد الأقصى المُبارك اليوم ليس جيوش الأنظمة العربية ولا حتى الإسلامية، بل هو صدور أبناء الأمَّة الذين ما يزالوا على العهد، يتقدمهم المرابطون والمرابطات، يتقدمهم أهلنا في فلسطين المحتلة بكل أجزائها ومسمياتها في ال48 والضفة الغربية والقدس المحتلة وغزة المحاصرة، يليهم في شرف الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى المبارك كل عربي ومسلم ما يزال يتابع أخبار المسجد الأقصى المُبارك ويعدُّ نفسه ويحدثها بالجهاد في سبيل الله لتحرير أعظم أسرانا وأقدس مقدساتنا المحتلة، يهتم ويشارك في فعاليات القدس ويتحدث في المحافل حيث يُتاح له، يستخدم كل متاحٍ له من وسائل النشر ووسائل التواصل الاجتماعي بكل بلاويها ومعايير مجتمعاتها المنحازة للاحتلال والظلم والقهر، يربي نفسه أولًا وأولاده ثانيًا ومن يعول ليكونوا لبنات في جدار ودرع القدس والمسجد الأقصى المبارك، ينتظر وعد الله (وعد الآخرة)، ويدعو الله أن يكون هو ومن يحب في جند جيش التحرير القادم والقريب إيمانًا بوعد الله وإعدادًا بما يستطيع -ومن يود العمل سيعمل الكثير- وهذا أضعف الإيمان.