ذكرى النكبة . وبشائر النصر د/ زيد خضر
يصادف اليوم الذكرى الرابعة والسبعين للنكبة الفلسطينية 15/5/1948 يوم ضياع فلسطين وتأسيس دولة الكيان الصهيوني ، إنها ذكرى مؤلمة أوجعت الإنسان الفلسطيني والعربي لضياع الأرض والمقدسات وتشريد الشعب .
وتغطرس العدو المحتل وسلب الأرض وهتك العرض ، وقتل الطفل والشيخ ، وهدم البيت ، وحرق الأشجار ، حتى الأطفال لم يسلموا من بطشه فكسر أيديهم التي ترشقه بالحجارة ، وحاول منع الكلمة الصادقة أن تنشر جرائمة فاغتال الصحفيين وما قتله للإعلامية " شيرين أبو عاقلة " بدم بارد عنا ببعيد .
أيها السادة : لو كان طارق بن زياد - فاتح الأندلس - حياً لخطب في الشعب الفلسطيني قائلاً : " العدو يحيط بكم ، والعملاء بين ظهرانيكم ، والإخوة المزعومون يتربصون بكم ويساعدون أعدائكم ، وقدسكم تصرخ ، وأقصاكم ينقض حجراً حجرا ، وخنساواتكم تستغيث وما من مجيب ، وأنتم لا وزر لكم إلا سيوفكم ، ولا سلاح لكم إلا مأ تغنمونه من عدوكم ، ولا عزة لكم إلا بالمقاومة ، فاقبضوا على الجمر واستعينوا بالله ولا تلتفتوا لأحد "
فهم الإنسان الفلسطيني خطبة " طارق " فرغم تشتته في أنحاء الأرض لم ينس وطنه وظل يسكن في قلبه ووجدانه ، فتأقلم مع غربته رغم الصعاب التي يواجهها ، وسخر كل أمكاناته وممتلكاته ليوم النصر والعودة .
صمد الشعب الفلسطيني في الداخل وقاوم العدو بالحجر والسكين والرشاش والعمليات الإستشهادية حتى وصل الأمر للصواريخ والطائرات المسيرة ، وها هم فلسطينيو الخارج يدعمون إخوتهم في الداخل ويساندونهم ولم بقصروا في ذلك ، وهذا من إرهاصات النصر بإذن الله .
لقد بدأ هذا لشعب يضع يده على الزناد ويمسك بندقيته ويطارد العدو في كل مكان :يقتحم عليه " المستوطنات " ويقتله فيها بل ويقتخم " معسكراته " ويقتله ويغنم سلاحه إن الشباب الفلسطيني بدأ في تصنيع سلاحه بيده واذاق العدو الويلات ، وهذه بشرى أخرى للنصر .
لن تحلم أيها العدو المحتل بالعيش الرغيد في أرض الإسراء ، فهنا " بيت المقدس " لا مكان فيها للغرباء إنها تلفظ المحتل كما تلفظ النار خبث الحديد ، وهنا نابلس جبل النار ، وهنا حيفا ويافا وعكا وجنين القسام ، هنا غزة الياسين ، وضفة العياش ، وانت سترحل عن هذه الأرض وستخرج مذموما مدحورا ، وسندخل القدس فاتحين ونصلي صلاة النصر في المسجد الأقصى إن شاء الله .