*الصُّـورةُ الذهنيـَّةُ:*
إنَّ *(مُتلقّي الخِدمَةِ)* هُمُ مِرآةُ المُؤسّسةِ، وهُمُ الصَّوتُ الإعلاميُّ الَّذي يُسهِمُ فِي نَجاحِ دَورِ المُؤسّسةِ أو فَشلِها، بَل إنَّهم مَن يَرسُمُ مَلامِحَ الصُّورةِ الذِهنيَّةِ حَولَ هَذهِ المُؤسّسةِ أو تِلك، وأنتَ بمَنزلةِ لوحَةِ ألوانِ تِلك الصُّورة.
*لا يَغُـرنَّكَ مَنصِبـُكَ:*
فكَم مِنْ أصحَابِ مَناصِبَ إشرافيَّةٍ، وكوادِرَ بَشريَّةٍ في مُؤسّساتٍ حُكومِيَّةٍ وغيرِها، أُطِيحَ بِهمُ إداريًّا ووظيفيًّا؛ بِسببِ فَشلِهم فِي التَّعامُلِ مَعَ *(مُتَلقي الخِدمَةِ)،* وقَد نَسيَ هَؤلاءِ -أو تَناسَوا- قَولَ النَّبي مُحمدٍ ﷺ: *«مَا كَانَ الرِّفْقُ فِي شيءٍ إلَّا زَانَه، وَلا نُزِعَ مِنْ شَيءٍ إلَّا شَانَه»* [صحيحُ الجَامع]، بَل رُبّمَا نَسوا مَا هُو أخطَر مِن ذَلك، دُعاءَ النَّبي ﷺ عَلى مَن هُم فِي تِلكَ المَناصِبِ قَائلًا: *«اللهُمَّ مَنْ ولِي من أمْرِ أُمَّتِي شيئًا فَشَقَّ عليهم فاشْقُقْ علَيهِ، ومَنْ ولِيَ من أمرِ أُمَّتِي شيئًا فَرَفَقَ بِهمْ فارْفُقْ بِهِ»* [رواهُ مُسلم].
*ولَهُـم مِـن رَاتِبـكَ نَصِـيبٌ:*
واعلَم يا صَاحِبَ الوَظِيفةِ الحُكومِيَّةِ وغَيرِ الحُكومِيَّةِ أنَّ مِن بَينِ المَهام التي عَلى إِثرِها تَتقاضَى رَاتِبَكَ الشَّهريَّ الَّذي تَقوتُ بِه نَفسَكَ ومَن تَعولُ هُوَ حُسنُ التَّعامُلِ مَعَ *(مُتلقي الخِدمَةِ)،* والرِّفق بِهِم.
*لا تَخلـِطِ الأورَاقَ:*
مَهما كانَت حالتُكَ النَّفسيَّةُ أو الاجتماعيّةُ خَارِجَ المُؤسَّسةِ يجِبُ ألا تُؤثِّرَ عَلى طبيعَةِ تعامُلِكَ مَعَ *(مُتلقّي الخِدمَةِ)؛* لأنَّهُم رُبّما يكُونون أكثَرَ حاجةٍ وتَعبٍ مِنكَ، وإنَّ تقدِيمَ الخِدمَةِ لهُم ليسَت مِنَّةً مِنكَ عليهِم؛ بَل هيَ واجبةٌ عليكَ؛ لأنّها أمانةٌ، ويومَ القِيامةِ حَسرةٌ، ونَدامةٌ.
*ستكُـونُ يومـًا مـا واحـدًا مِنهُـم:*
واعلَم يا زَميلي المُوظَّفَ أنَّهُ سيأتِي اليوم الَّذي تُصبِحُ فيهِ مُتلقيًا للخِدمَةِ، وسَتجني حِينَها ما زَرَعَت يَداك، فسُنَّةُ اللهِ في خَلقِهِ لا تُحابي أَحدًا *"فالبِرُّ لا يَبْلَى، والإثْمُ لا يُنسَى، والدَّيَّانُ لا يَنام، فكُنْ كَما شِئْت، كَما تَدينُ تُدان".*
فَاللهَ اللهَ فِي *(مُتلَقي الخِدمَةِ)،* والرَّحمةَ الرَّحمةَ فِي التَّعامُلِ مَعَهُم.
*بِقلمـي | تصحيـحُ المَسَـار.*
الخميس 23 محرم 1445هـ.