ومنذ أن دنس الصهاينة أرص الإسراء لم يتوقفوا عن استهداف المسجد الأقصى : فهم يزعمون أن الأقصى بني على انقاض هيكلهم ولذلك يريدون هدمه ، وبدأوا الحفر تحته منذ عام 1967 بقصد هدمه وتخريبه ، ووصلوا إلى عمق 14 متراً تحت المسجد لكنهم لم يجدوا الا الآثار الإسلامية والمصلى المرواني ، ليثبت لكل العالم أنه اقصانا ولا هيكل لهم .
وأدت الحفريات إلى تدمير الكثير من الآثار الإسلامية فوق الأرض وتحت الأرض كما أدت إلى إحداث تشققات وهدم في أرضيات وجدران المسجد ، ومباني القدس القديمة المجاورة له .
ولما وجد العدو عدم جدوى ما قام به ، عمد إلى إحراق المسجد الأقصى وتدنيسه ، فقام أحدهم في 21/8 /1969 بإشعال النيران في الأقصى فاحترق " منبر صلاح الدين الأيوبي " ذاك المنبر الجميل الذي أحضره معه صلاح الدين الأيوبي من الشام ووضعه في المسجد الأقصى بعد تحريره من الصليبيين عام 1187 ، كما احترق قسم كبير من المسجد القبلي ، وأتت النيران على مباني المسجد وأثاثه ، وفي كل يوم يدنس الصهاينة المسجد الأقصى ويبيحونه لقطعان المستوطنين والمتدينين المتشددين يعيثون فيه الفساد ويرقصون ويعربدون ، ويعتدون على المصلين المسلمين ، ولم يسلم من شرهم حتى الأطفال والنساء ، وفي كل يوم يبتكر العدو أسلوباً جديدا في إيذاء المسلمين والاعتداء على أقصاهم.
لكن الأقصى سيبقى شامخا بفضل حماية الله له ثم بفضل صمود أبطاله ومرابطيه ، فإثر كل اعتداء صهيوني يهب الفلسطينيون كباراً وصغارا ، شيبا وشبانا ، رجالاً ونساء ، للدفاع عن أقصاهم بكل ما يملكون ، حتى اصبح الطفل المقدسي جنرالاً ، يُعلم المحتلين معنى الرجولة والفداء ، واسألوا الجنرال الصغير فارس عودة .
ولا زال شعار الشباب الفلسطيني : لبيك يا أقصى يتردد في الآفاق ، وما زالت تكبيراته ترعب اليهود واذنابهم ، ولأن أحرق المحتل الأقصى فهو لم يستطع حرق سورة الإسراء من صدور المسلمين ، وسيبقى حب الأقصى عقيدة عندنا ، وإنا لمنتصرون رغم كثرة الجراح ، فلا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر .