ابراهيم حمامي يكتب
عن لقاء مشعل على قناة العربية
د. إبراهيم حمامي
04/07/2021
• بدون مقدمات أو دعاية مسبقة ظهر مسؤول حماس في الخارج خالد مشعل في لقاء خاص على قناة العربية
• اللقاء اثار استغراباً من البعض واستهجاناً من البعض الآخر، خاصة في قطاع غزة الذي يمنع طواقم العربية من العمل داخله
• قناة العربية وصفت وتصف المقاومة بالإرهاب، تتبنى الرواية الإسرائيلية للأحداث، تشيطن غزة، تبخس من أي إنجاز أو نصر، وتروج لثقافة الهزيمة، حتى دأب الكثيرون على وصفها بقناة "العبرية" ومن هنا جاء الاستهجان
• لكن في علم السياسة لا محرم إلا ما هو محرم، وإعلامياً الخط الأحمر الوحيد والمحرم هو المنابر الإعلامية للاحتلال على اختلافها
• السياسي الواثق من نفسه لا يخشى الحوار أو الأسئلة الاستفزازية أو العدوانية طالما أنه مؤمن بأنه على حق ولا يوجد ما يخفيه
• حماس تحاول مؤخراً الانفتاح بشكل كبير على النظام الرسمي العربي بعد التضامن الشعبي غير المسبوق إبان معركة سيف القدس، ومن هنا جاءت الزيارات للمغرب وموريتانيا ولبنان لرئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية
• من مصلحة حماس الانفتاح وإعادة المياه لمجاريها مع المملكة العربية السعودية، خاصة مع وجود معتقلين من الحركة في السجون السعودية
• اللقاء على العربية كان لقاء سياسياً بامتياز ومدخلاً لكسر الجمود مع السعودية
• أما من ناحية المضمون فقد وُفق خالد مشعل تماماً في ردوده وكانت إجاباته واضحة تماماً دون مواربة: ننتمي فكريا للإخوان، نشكر من يدعمنا، لا ندخل في محاور ولا نقطع علاقة لصالح علاقة أخرى
• لم يُقدم أي معلومة مجانية خارج تخصصه كسياسي عندما تعلق الأمر بالجنود الإسرائيليين لدى المقاومة، فهذا شأن عسكري محض
• إن كان الهدف من اللقاء هو إحراجه وحشره في الزاوية فقد كانت النتيجة عكسية تماماً، حيث استطاع إيصال رسائله بوضوح وسلاسة
• هناك من يرى أن اللقاء جزء من المناكفات بين الرياض وأبو ظبي بعد خلافات كبيرة تعصف بينهما في الملف اليمني وملف أوبيك، لكن استطاع مشعل أن يؤكد أن حماس ليست في جيب أحد وخارج أي تحالفات أو استغلال ومناكفة
• اللقاء اثار عاصفة من نوع آخر، عاصفة من متابعي العربية الذين غسلت عقولهم لسنوات ضد المقاومة وقيادتها واعتراض على استضافة مشعل معتبرين ذلك اختراقاً حمساوياً لقناتهم
• رغم الاعتراض والاستهجان وبغض النظر عن أسباب كل طرف، اللقاء كان ضمن حملة حماس للانفتاح عربياً، وتذويب الخلافات، وتوضيح مواقفها لتحول زخم الشارع الداعم بلا حدود لعلاقات إيجابية رسمية دون تنازل أو تراجع عن مواقفها ودون محاباة طرف على حساب طرف آخر
على كل حال سواء اتفقت أو اختلفت الأطراف على اللقاء محتوى ومنبر، فهو اجتهاد خاص بحماس وقيادتها ويعنيها أولاً وأخيراً