فرسان الخصومة ! .. د. أسامة الأشقر

  • الأربعاء 13, أبريل 2022 05:31 ص
  • فرسان الخصومة ! .. د. أسامة الأشقر
إني أعلم أنّ ما أقوله ثقيل ولكنني ألزمتُ نفسي بما أراه أرضى لربّي، وأقرب لنفسي؛ فكلنا لديه غبائن شخصية وجروح نفسيّة غائرة، وربما ترتّب على ذلك قرارات فاصلة، ولكن ذلك: 1. لا يعني أن ينسلخ المرء عمّا يؤمن به، وعمّا كان يشغله ويقوم عليه، وينقلب على مبادئه،
فرسان الخصومة !
إني أعلم أنّ ما أقوله ثقيل ولكنني ألزمتُ بما أراه أرضى لربّي، وأقرب لنفسي؛ فكلنا لديه غبائن شخصية وجروح نفسيّة غائرة، وربما ترتّب على ذلك قرارات فاصلة، ولكن ذلك:
1. لا يعني أن ينسلخ المرء عمّا يؤمن به، وعمّا كان يشغله ويقوم عليه، وينقلب على مبادئه، وينجرف عن موضعه.
2. ولا يعني أن يفجر في خصومته، ويتعالى في خلافه، ويأكل رفاقه.
3. ولا يعني أن يتعاون مع أعدائه وخصومه، أو يصطفّ مع جندهم، أو ينحاز إلى شعارهم، أو يكون لهم مشاوراً وحليفاً ومُصافِياً.
4. ولا يعني أن تفشي أسرارهم، وتهتك أستارهم، وتكشف عمّا يضرّهم، وتخون ما كنتَ مستأمَناً عليه؛ كما لا يعني أن تظهر قبيحهم، وتخفي جميلهم.
5. ولا يعني أن يثأر لنفسه بغلوّ، ويشعل في نفسه نار الانتقام المتجددة ويحيا بها صباح مساء، ويخضع لغرائزه المتوحشة، حتى يبلغ به الأمر مبلغه فيطعن ويكذب ويفتري ويبالغ ويقذف ويستبيح ويتهم لأدنى ظنّ. 
6. ولا يعني أنه يحقّ لك أن تظلمهم إن ظلموك، وتحرمهم من حقوقهم في الحرية والكرامة إن حرموك، وتضيّق عليهم إن ضيّقوا عليك، وتؤذيهم وتعذبهم، وتحطّ من أقدارهم... إن فعلوا ذلك فيك.
7. ولا يعني أن تقفل عينيك وعقلك عن فهم مواقفهم تجاهك ، ورؤية جانب موضوعي في قرارهم ضدك، وأن تضع نفسك موضعهم لعلك كنتَ على خطأ ولو في جانبٍ.
8. ولا يعني أن تذهب في الخصومة إلى أقصى مداها ، أو تكسر باباً للوفاء، أو تحرق جسراً يمكن أن يعيد الوصل ولو بذكرى طيبة أو مصلحة تأتي في الطريق.
9. ولا يعني أن تشتد في المعارضة، وتسرف في المحاسبة، وتلدّ في المخاصمة، وتنفضح في التوحّش، وتعضّ وتعضّي، وتكون لئيم المقالة والمسلك في تصرفك معهم.
10. كما لا يعني ذلك أن تستسلم لمقالتهم الظالمة فيك، وتقبل حجتهم الداحضة عليك، وترضى بإفسادهم تجاهك، وظلمهم الواقع عليك، بل ينبغي عليك أن تدافع عن نفسك في محل المدافعة وترفع عن نفسك ما لحق بك بإباء.
11. كما لا يعني ذلك ألا تنافسهم، وتتقدّم عليهم، وتحمل الغاية التي كنتَ عليها معهم على ظهرك وتمضي بها وحدك أو مع آخرين دونهم يؤمنون بغايتك.
12. وقديماً قالوا: مَن بالغ في الخصومة أثم، ومن قصّر عنها ظُلِم، وما أبعدَ التقوى عن ذوي الخصومة.
13. والأهم أن ذلك لا يعني أن تكون مثل مَن عاداك وفجر في خصومته عليك؛ فهناك شرف في الخصومة، وأدب في الخروج، وإنصاف في موضع الخلاف، وأخلاق في المعاملة، واعتدال في منهاج القسط، ومروءة في مذهب الغضب، واستقامة في حال العوج، وإنسانية في مواجهة الحيوانية. 
   فاصبر على ما أصابك، ولا تخسر شرفك، وأظهِر معدنك الذهبيّ !
د. أسامة الأشقر