والأنكى من ذلك أن الفلسطينيين وجدوا أن الدول العربية والإسلامية إما أن تقف على الحياد ولا تتدخل كأن الأمر لا يعنيها ، أو تقف مع العدو بل تهرول نحوه وتقف مع الشعب الفلسطيني في الاحتفالات الكلامية فقط ، حتى السلطة الفلسطينية " سلطة أوسلو " تنسق مع المحتل وتطارد المقاومين حتى أن رئيسها يعتبر أن ذلك عملا مقدسا .
وجد الشعب الفلسطيني نفسه وحيدا في المعركة وأن أرضه تسرق منه وشبابة يقتلون ، وعقاراته وممتلكاته تهدم أو تصادر ، ومساجده ومقدساته تهان وتحرق ، حتى أن زيتونة رمز صموده يحرق ويتلف .
لجأ الشعب الفلسطيني إلى المقاومة المسلحة لعله يجد فيها الخلاص من الاحتلال واستعادة وطنه وكرامته وتمثل قول الشاعر الفلسطيني الشهيد عبد الرحيم محمود
سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى
فإمـا حياة تسر الصديق وإمـا ممات يغيـظ العـدى
وامتشق الشعب السلاح وشكل حركات المقاومة وأخذ يذيق العدو من نفس الكأس التي شرب منها ، فأقض مضاجع المحتل في انتفاضة الحجارة وانتفاضة الأقصى وما تبعها من فعاليات واستخدم ما استطاع من أسلحة من الحجر إلى الصاروخ الذي دك وسط الكيان المحتل .
وآخر حركات المقاومة التي ابتكرها شعب الجبارين المقاوم " عرين الأسود " التي انطلقت من نابلس جبل النار ومن جنين القسام وامتدت إلى سائر فلسطين وأصبحت فلسطين كلها عرينا للأسود .
أليس اسدا من يقاوم الدبابة بحجر ؟ أليس أسدا من يهجم على الجنود المدججين بالسلاح بسكينه ، اليس أسدا من يرابط ليحمي أقصاه ... أليس أسدا من يقاوم ويضحي في سبيل أقصاه وكرامته ووطنه ، إن لم يكن هذا أسدا فمن يستحق أن يحمل لقب الأسد ؟ ! هنيئا لكم أيها المقاومون الأسود وحرر الله عرينكم
د. زيد خضر
د. زيد خضر