وإن علماء الأمة إذ يعبرون عن بالغ الأسف والحزن على ما يجري فإنهم يؤكدون الآتي:
أولا: إن الاقتتال بين المسلمين من المحرمات الكبيرة، والواجب الشرعي هو وقف القتال فورا، وعون الجيش في إنهاء هذه المعركة وصد المفسدين بأقل حد من الخسائر لا سيما في الدماء، فالدماء عظيمة الحرمة، وإراقتها من الكبائر، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا" سنن الترمذي
ثانياً: إن الواجب تجاه هذه الأحداث المؤلمة هو احتواؤها والعمل على إخمادها وإنهاء آثارها، وإلا فإن دمارها سيمتد ليشمل السودان كله لا قدر الله، ويشمل البلدان التي تسهم في تأجيج هذا الاقتتال واستمراره
قال تعالى: {واتقوا فتنةً لا تصيبنّ الذين ظلموا منكم خاصّة واعلموا أنّ الله شديد العقاب} الأنفال 25
ثالثا: يطالب العلماء الأطراف المتقاتلة بالعودة إلى رشدهم وتجنب البلاد كارثة الشقاق والتقسيم؛ فإنّ تفريق الشعب وتقسيم البلاد من أعظم الكوارث والجرائم التي يجب على الجميع الوقوف في وجهها ومنعها، كما يطالب العلماء أطراف القتال العودة إلى تحكيم كتاب الله تعالى الذي يأمرهم بالاعتصام بحبل الله تعالى ونبذ الفرقة والتنازع، والتراضي الوطني على قاعدة الاحتكام إلى الإسلام ويطالبون "حميدتي" على وجه الخصوص بالعودة إلى صفوف الشعب والتوقف عن غيّه وعدوانه
قال تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً} آل عمران 103
رابعا: يعلن العلماء بكل وضوح دعوتهم للجيش السوداني إلى حسم المعركة بأسرع وقت في حال رفضت ميليشيات "حميدتي" الاستسلام والرضوخ للحق، ويدعوا العلماء الجيش السوداني إلى توحيد صفوفه، وأن يتقي الله تعالى في أهدافه وغاياته وأن يكون همه تجنب البلاد والدمار وإحقاق الحق وإبطال الباطل.
خامساً: يؤكد العلماء حرمة القتال تحت راية "حميدتي" الذي أعلن بشكل صارخ في انتمائه التحالفي للكيان الصهيوني وتحالفه مع قوى الباطل في المنطقة التي لا تريد بشعوبنا وأمتنا إلا البوار والخراب، ومارس القتل الإجراميّ بحقّ الأبرياء من أفراد الشعب السّوداني، ويطالب العلماء جميع المقاتلين معه إلى إلقاء أسلحتهم حتى لا يخسروا دينهم بالقتال تحت هذه الراية العمية.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَن خرج من الطاعةِ، وفارق الجماعةَ، فمات، مات مِيتةً جاهليةً، ومن قاتل تحت رايةٍ عَمِيَّةٍ، يغضبُ لعَصَبِيةٍ ، أو يَدْعُو إلى عَصَبِيَّةٍ ، أو ينصرُ عَصَبِيَّةً ، فقُتِلَ ، فقَتْلُه جاهليةٌ ، ومَن خرج على أمتي يَضْرِبُ بَرَّها وفاجرَها ، ولا يَتَحاشَا من مؤمنِها ، ولا يَفِي لِذِي عُهْدَةٍ عَهْدَه ، فليس مِنِّي ، ولستُ منه" أخرجه مسلم في صحيحه
سادسا: يؤكد العلماء حرمة استجابة أطراف القتال لما سمي المبادرة الصهيونية ودعوة الكيان الصهيوني أطراف القتال للتفاوض برعاية صهيونية، فالكيان الصهيوني هو أصل الداء ورأس الشر والاستجابة لمبادراته هو ضرب من الركون الى العدو المجرم واظهار الولاء له وهذا لا يجوز بحال من الأحوال؛ بل الواجب هو أن تعلن الاطراف المختلفة في السودان الشقيق براءتها من أي شكل من أشكال العلاقة والتواصل مع الكيان الصهيوني المجرم
سابعا: يدعو العلماء أبناء الأمة الإسلامية من الحكام والمسؤولين إلى التدخل الصادق لوقف الاقتتال في السودان الشقيق وعدم جعل السودان ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية وأن يسعى أهل الحق والخير من السياسيين في رأب الصدع ووقف الاقتتال وجمع كلمة أهل السودان الشقيق، ويرون أن الذين يسعون بتأجيج نار هذه الحرب ويمدون "حميدتي" بالسلاح والدعم السياسي شركاء في العدوان على الشعب السوداني.
أخيراً: نضرع إلى الله تعالى أن يحمي السودان وأن يوفق أهله ويحقن دماءهم وينصرهم على من بغى عليهم وعاداهم إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والحمد لله رب العالمين
*الموقعون على البيان:*
1.د. محمد الصغير
2.أ. د. وصفي ابو زيد
3.أ. د. نسيم ياسين
4.د. نواف تكروري
5.د. أحمد العمري
6.الإمام إبراهيم سيك - السنغال
7.الإمام أحمد انداك - السنغال
8. إسلام الغمري.
9. أ.د صالح الرقب
10. د سعيد بن ناصر الغامدي
11- أ.د.أحمد يوسف أبو حلبية
*الجهات الموقعة*:
1. هيئة علماء فلسطين
2. الهيئة العالمية لنصرة نبي الاسلام
3. رابطة علماء فلسطين - غزة
4.رابطة علماء أهل السنة
5. منتدى العلماء
6. الهيئة الدائمة لنصرة القدس وفلسطين في لبنان.
7. الرابطة العالمية لفقهاء الأمة.
8- رابطة علماء إرتريا.
9 .مجلس القضاء الاسلامي بجنوب افريقيا
10- اتحاد العلماء والمدارس الإسلامية تركيا
11 - ملتقى علماء فلسطين
12. جمعية علماء ماليزيا
١٣. هيئة علماء إكرام ماليزيا
14. رابطة الأئمة والدعاة في السنغال
15. جماعة عباد الرحمن في السنغال
16- هيئة أمة واحدة
17- جمعية النهضه اليمنيه
18- مجمع الخلفاء الراشدين الدعوي
19- مؤسسة القدس الدولية في فلسطين