ومن هنا تم شرعنة كل أشكال الحيف والظلم ضد شعب فلسطين الأعزل ،ومن ذلك محاولة إبادة هذا الشعب عن بكرة أبيه ،فلم تكتفي الجماعات الإرهابية من الصهاينة بقتل أبناء أرض فلسطين ،بل أسست مجموعات متطرفة تدعوا إلى تمزيق بطون الأمهات الفليسطينيات وإخراج الأجنة منها ،ولم تكن هذه الدعوة سرا بل خصص لها المتطرفون قمصانا تحمل شعار بطن امرأة حامل وخنجر يفتح البطن ،لم تحرك هذه المشاهد قريحة العالم الذي يدعي الإنسانية وترك للمتطرفين أن يفعلوا فعلهم خلال عدة مجازر ارتكبت في حق شعب فلسطين وخاصة النساء والأطفال دون محاسبة المجرم ، وتطور الأمر باعتقال عدد من النساء الحوامل في سجون الاحتلال وفي ظروف قاسية قصد التخلص من هذه الأجنة قبل ولادتها ،وقصة الأسيرة الفلسطينية سمر صبيح نموذج لأعداد كبيرة من الأسيرات حيث اعتقلت وهي حامل في مقتبل عمرها وفي شهرها الأول من الحمل بما تحمله هذه الفترة من معاناة وحاجة ماسة للرعاية ،تمكث الأسيرة سمر داخل زنزانة تفتقر لكل مقومات الحياة وتنعدم فيها الإنسانية ،ويحين وقت وضعها لجنينها فيجبرها السجان على ولادة قيصرية وهي مكبلة الأيدي والأرجل ،ويشتمها أطباء الاحتلال بقولهم أنها مخربة ومن ستنجبه سيكون مخربا أيضا وتمنع من لمس هذا الجنين ،هذا مشهد ترويه سمر وقد خلفت وراءها كثير من الأسيرات الحوامل اللواتي لم نسمع بعد أصواتهن .
وفي مشهد آخر من مشاهد الإجرام ضد الإنسانية يبتكر الكيان الصهيوني طرقا أخرى للقضاء على الولادات في صفوف الشعب الفلسطيني ،وذلك باعتقال عدد كبير من الأزواج الفلسطيننين وأحيانا دون محاكمات لفترات طويلة تعرف بالسجن الاداري ،وقد يعتقل الرجل بعد عقد قرانه مباشرة فتبقى الزوجة رهينة الإنتظار طيلة حياتها دون معرفة المدة الزمنية التي سيقضيها زوجها في الأسر ،هذا الأمر جعل الأسرى يفكرون في أساليب جديدة لاستمرار الحياة واستمرار أجيال تقاوم وتدافع عن الوطن السليب ،فبدأت عملية تهريب النطف من قبل الأزواج بطرق غاية في التعقيد لتصل عبر عملية مخطط لها غاية في الإحكام قصد تلقيح الزوجة بشكل صناعي ،علما أن قليل من هذه العمليات عرفت نجاحا وأغلبها باء بالفشل ،ورغم الحرب المستمرة للقضاء على الأجنة والنطف لاجتثاث جذور الشعب الفلسطيني الأبي إلا أن مقاومة هذا الشعب تتجاوز كل الحدود يقينا منهم بنصر الله تعالى،واليوم يستمر الكيان الغاصب في اجرامه بعدما أطاحت به عملية طوفان الأقصى لينتقم من الخدج والمدنيين،وقد بلغ الجبن بالكيان الصهيوني المجرم توجيه قذائفه نحو المستشفيات التي تحتضن مواليد خدج داخل حضانات ،بل بلغ به الجبن تعطليل الكهرباء وجميع الخدمات التي يحتاجها هؤلاء المواليد قصد انهاء حياتهم ،وبعد موت عدد منهم فرض على البقية إخلاء المستشفى قسرا رغم خطورة الأمر ،فهل يعتقد الكيان الصهيوني باعلانه حربا على جيل المستقبل أنه سيحرز انتصارا وستنتهي قضية فلسطين مع موت الكبار ونسيان الصغار ،واهم كل الوهم هذا الكيان فأجنة الأمس ونطف السجون هي من تقاومهم في ساحة الوغى اليوم وتذل جيشهم الذي قالوا عنه لا يقهر حتى أصبح أمام المقاومة بآلياته الحربية مجرد اشلاء وخردة غير قابلة لإعادة الاسعمال ،بل أصبح هذا الجيش سخرية للعالم يدرك عواره ولا يقيم له وزنا خاصة وأنه لا يستأسد إلا على الضعفاء وصغار السن ،وبعدما باتت نهايته وشيكة زاد خبثه ضد الأبرياء وماهي إلا صورة يستدرج الله تعالى بها الظالمين ليأخذهم جميعا أخذ عزيز مقتدر.