البركة خير من الكثرة
د . احمد شحروري
كان جيش بدر ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلا فصنعوا نصرا يليق بأمة تعدادها مليارات الرجال والنساء، ويوم حنين كانوا اثني عشر ألفا فقال قائلهم : لن نغلب اليوم من قلة، فامتُحِنوا وتفرقوا من حوله صلى الله عليه وسلم حتى آذن الله بنصر مرّ من تحت قنطرة بلاء مبين.
ويبلغ عدد المسلمين اليوم في الأرض قرابة المليارين فانظر حالهم: غثاء كغثاء السيل، وقد نزع الله من قلوب عدوهم المهابة منهم، خصمهم تعداده بالنسبة إليهم مثل رشة ملح على عِجل سمين، فلم تغنِ كثرة فقدَتْ البركة، بركة الوحدة، وبركة السياسة، وبركة المال، وبركة الذرية الصالحة. البركة ليست مالا يُعَدّ، ولا طعاما يُمدّ، بل هي مال مزكّى وطعام طيب يُذكّى، فهل لهذه المعاني وجود في يومياتنا ؟
تشكل الأمة العربية ثنتين وعشرين دولة بأعلامها ودساتيرها ومندوبيها لدى الأمم المتحدة، وتشكل الدول الإسلامية سبعا وخمسين دولة ببهارتها وتوابلها كذلك، وقد ذكرتُ عدد الدول بعد ذكر عدد المسلمين والعرب، لأن هذه الدول من أكثر دول العالم شراء للأسلحة وملكا للأرصدة وحيازة لخيرات الأرض، لكن بركتها محشورة في مخازن أو في باطن الأرض، وبعضها لا يملك تشغيل ما يبتاعه من سلاح إلا بالاستعانة ببلد المنشأ، فبركته مسافرة وليست مقيمة!!
أتريد أن تتعرف على البركة؟ إنها تتجسد في آلاف من المقاتلين لا يملك بعضهم بسطارا يلبسه، لكنه يملك إرادة تصنع المعجزات لا تنظر إلى الأسفل لترى حال الأقدام كاسية أو عريانة، بل تنظر إلى النجوم والشهب تستمطرها على الغزاة الملاعين فتحرق بأسهم وتفلّ حديدهم.
من البركة ألا نستنهض القاعدين لأنهم سيشكلون عائقا أمام مشروع المقاومة التحرري، فلا يصنع الحريةَ عبدٌ مكبل بالخوف وحسابات الأرباح والخسائر المادية، أولئك الذين “كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين”.
من البركة أن يتصدى الفقراء لمن أفقرهم وسرق خيرات أرضهم واحتل مقدساتهم ليهلك بالتخاذل من يخشى الحرب على ثروته من الأغنياء الأغبياء، ومن البركة أن تجود خنساوانا بأبنائهن ثم يلقين ربهن راضيات مرضيات لتُنبِت الأرض نُطَفا يعمر الله بها الكون فتكتب المشهد الأخير من المواجهة بين الحق والباطل، فتسكن البركة الأرض، ويذهب الزبد جفاء إلى غير رجعة.
د . احمد شحروري
كان جيش بدر ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلا فصنعوا نصرا يليق بأمة تعدادها مليارات الرجال والنساء، ويوم حنين كانوا اثني عشر ألفا فقال قائلهم : لن نغلب اليوم من قلة، فامتُحِنوا وتفرقوا من حوله صلى الله عليه وسلم حتى آذن الله بنصر مرّ من تحت قنطرة بلاء مبين.
ويبلغ عدد المسلمين اليوم في الأرض قرابة المليارين فانظر حالهم: غثاء كغثاء السيل، وقد نزع الله من قلوب عدوهم المهابة منهم، خصمهم تعداده بالنسبة إليهم مثل رشة ملح على عِجل سمين، فلم تغنِ كثرة فقدَتْ البركة، بركة الوحدة، وبركة السياسة، وبركة المال، وبركة الذرية الصالحة. البركة ليست مالا يُعَدّ، ولا طعاما يُمدّ، بل هي مال مزكّى وطعام طيب يُذكّى، فهل لهذه المعاني وجود في يومياتنا ؟
تشكل الأمة العربية ثنتين وعشرين دولة بأعلامها ودساتيرها ومندوبيها لدى الأمم المتحدة، وتشكل الدول الإسلامية سبعا وخمسين دولة ببهارتها وتوابلها كذلك، وقد ذكرتُ عدد الدول بعد ذكر عدد المسلمين والعرب، لأن هذه الدول من أكثر دول العالم شراء للأسلحة وملكا للأرصدة وحيازة لخيرات الأرض، لكن بركتها محشورة في مخازن أو في باطن الأرض، وبعضها لا يملك تشغيل ما يبتاعه من سلاح إلا بالاستعانة ببلد المنشأ، فبركته مسافرة وليست مقيمة!!
أتريد أن تتعرف على البركة؟ إنها تتجسد في آلاف من المقاتلين لا يملك بعضهم بسطارا يلبسه، لكنه يملك إرادة تصنع المعجزات لا تنظر إلى الأسفل لترى حال الأقدام كاسية أو عريانة، بل تنظر إلى النجوم والشهب تستمطرها على الغزاة الملاعين فتحرق بأسهم وتفلّ حديدهم.
من البركة ألا نستنهض القاعدين لأنهم سيشكلون عائقا أمام مشروع المقاومة التحرري، فلا يصنع الحريةَ عبدٌ مكبل بالخوف وحسابات الأرباح والخسائر المادية، أولئك الذين “كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين”.
من البركة أن يتصدى الفقراء لمن أفقرهم وسرق خيرات أرضهم واحتل مقدساتهم ليهلك بالتخاذل من يخشى الحرب على ثروته من الأغنياء الأغبياء، ومن البركة أن تجود خنساوانا بأبنائهن ثم يلقين ربهن راضيات مرضيات لتُنبِت الأرض نُطَفا يعمر الله بها الكون فتكتب المشهد الأخير من المواجهة بين الحق والباطل، فتسكن البركة الأرض، ويذهب الزبد جفاء إلى غير رجعة.