والحكومات والأنظمة العربية والمؤسسات الدولية ودويلات الشر الفاشلة في بناء الإنسان المنتج الفاعل تمدهم بمال وتفتح لهم الأبواب على مصاريعها ليشككوا في بدهيات الإسلام، ويسيئون لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والمجاهدين كصلاح الدين رضي الله عنه، بل والتاريخ الإسلامي برمته.
وعندما يتقدم عالم أو داعية لتأسيس مركز لنشر الفضيلة ويقدم للناس الفهم الإسلامي الإيجابي المتفاعل مع الحياة توصد في وجهه الأبواب ويمنع من تأسيس مركزه. ويزيدون على ذلك بإغلاق محطات التلفزة ذات النهج الإسلامي ومنع تأسيسها ويضيقون بها، في حين أن البلاد العربية يملؤ فضاءها محطات التخريب والتفاهة ونشر الانحلال، ولا يكتفون بذلك، بل يمنعون الأصوات الحرة والرجال الأمناء من الظهور على محطات رسمية أنشئت بأموالنا وأموال المسلمين.
فماذا ننتظر بعد ذلك غير غضب الله سبحانه؟
لماذا لا نرى بيانات أزهرية وروابط وهيئات علمائية تقدم للناس حقيقة هذه المراكز.
إذا لم تتمعر وجوه العلماء أمام هذا الإلحاد فماذا نتوقع من الانسان الذي يراد تخديره بالوهم
وللأسف أننا نرى ونسمع بيانات ومحاضرات وندوات تنظم من قبل تلك الهيئات يتم فيها إلقاء اتهامات باطلة على الدعاة الأبرار والحركات الاسلامية الإصلاحية، فتارة يتهمون المصلحين بأنهم خوارج، وتارة أخرى يتهمونهم بالإرهاب، وثالثة يحرقون كتب المفكرين الاسلاميين في سابقة لم تشهدها الا عصور الانحطاط، ويصمتون على مناهج دراسية أساسها تمييع الشخصية الإسلامية باسم الحوار واحترام الآخر والتعددية الفكرية.
فأين رابطة العالم الإسلامي؟ وأين هيئة العلماء في بلاد الحرمين؟ وأين وزارات الأوقاف ودور الإفتاء من هذا الافتئات على دين الله؟
أين الحركات والجماعات التي لاهم لها إلا التشنيع على اهل الصلاح باسم الالتزام بالسنة وتحت مسمى السلفية والسلف منهم براء؟
أين الحركات الصوفية والطرق وأشياخهم من هذا ام يكتفون بالدندنة والرقص على الأشلاء؟
أين العلماء الذين أصبحوا مجرد صدى للطواغيت والقتلة والمطبعين مع قاتلي الأنبياء؟
إن تنظيم عمل هؤلاء الأعداء تم بتحريض رسمي واضح ودعم كامل من قوى الشر لاعتقادهم أن العقيدة الإسلامية وكتاب الله وسنة رسوله هي محركات لصحوة إسلامية وإنسانية وهدم الباطل وقيم الشرك والانحراف والضلال.
إن من يظن أن من يقوم على "تكوين"وغيرها من مؤسسات الضلال يفعل ذلك من رأسه فهو واهم
فهم ليسوا سوى موظفين أمناء لأعداء الإسلام، وتنفيذ لما يرد في تقارير دوائر الاستخبارات العالمية التي ترصد حركة الإسلام وأثره المباشر على نفوس الناس.
لماذا تجرّم الحركات الإسلامية وتطارد ويسجن قادتها وأبناؤها؟
إننا نعرف ما يدور على شبكات التواصل من تحريض سافر على الإسلام وأهله ولا يكون ذلك مخالفا لقوانين الجرائم الإليكترونية ولا مخالفا لقيم المجتمع المسلم ولا منكرا يجب محاربته.
إن مهمة الدعاة والمصلحين والمربين وعلماء التربية أن يدركوا بعين البصير وقلب المؤمن أن مهتمهم عظيمة وأن سكوتهم أو تقاعسهم عن الانتصار للاسلام وقيمه جريمة، وأن التماهي مع الباطل والبحث عن الأعذار للسكوت عن نصرة الحق و أهله باسم الحكمة والموعظة الحسنة
ان ذلك كله ليس سوى غطاء للجبن وتحقيق مصالح دنيوية وإرضاء الرويبضات الذين يقدمون كل فاجر ويبعدون كل مخلص.
فلتكن للدعاة برامجهم ومواقعهم ولينشر كل ذي همة مستعينا بالله والشباب المختصين بعلوم التقنية والذكاء الاصطناعي وخبراء الإعلام لإيصال العلم الشرعي ومناهجه ولبيان الحقيقة للجيل الذي يراد له أن يكون نسخة عن غرب منها قيميا وأخلاقيًا.
أما النوح والبكاء والردود العاطفية المتسرعة فلا تنتج عملا ولا تقدم المطلوب في وجه حملات المغرضين والمشككين.