في ظلال آية:
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا".
"ذلك أدنى أن يعرفن":
المفسرين قالوا: إن الحرائر من المسلمات أُمِرنَ أن يدنين عليهن من جلابيبهن كي لا يتشبهنَ بالإماء، فيتعرضنَ -أي الحرائر- للأذى من الفسّاق وممن في قلوبهم مرض.
لا أدري لماذا اعتبر المفسرون أن الإماء لسن من نساء المؤمنين. وعندما تمشي الإماء في طرقات المدينة المنورة حاسراتٍ بلا جلباب يسترهنّ، أليس في ذلك مدعاة لعدم غض البصر وبالتالي للفاحشة.
ما الدليل -عند المفسرين- أن الأمَة يحق لها أن تخرج من بيتها حاسرة أو كاشفة الرأس؟ لا أظن أن هناك دليلاً واحداً. ما الدليل الذي دفع المفسرين ليعتبروا الإماء من المسلمات خارج دائرة "وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ"؟
هل ثبت لدى أهل التفسير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرَ أية أمة في المدينة المنورة بأن لا تتشبه بالحرائر؟!! وهل ثبت لديهم انه صلى الله عليه وسلم سمح للإماء المسلمات في المدينة أن يخرجن في طرقات المدينة كاشفاتٍ رؤوسهنّ؟ لو ثبت ذلك لنُقل إلينا بالتواتر، لأن أمراً كهذا لو كان موجوداً لما خفي على أهل المدينة.
أنا أميل إلى أن معنى "ذلك أدنى أن يعرفن": هو أن يعُرفنَ أنهنَّ مسلمات عفيفات ولسنَ من نساء أهل الذمَّة الذين كانوا يشاطرون المسلمين في سكنى المدينة المنورة.
والله تعالى أعلم وأجل.