سلسلة الأدب الفلسطيني المقاوم
-. رمضان عمر
طَرْقُ موضوع الأدب المقاوِم، في زمن تداعت –فيه- الأكلَة على قصعتها، وسُيِّست مفاهيم النقد والأدب ؛ لتنسجم مع تطورات "الواقعية السياسية العالمية"؛مغامرة نقدية محمومة، ومسيرة شائكة عصية ، تجدف عكس تيارات التجديد المزعومة، من شأنها أن تفتح أبواباً.. أراد لها قراصنة النقد الموجَّه أن تبقى موصدة.
ثم إن مزاجية النقد "الدبلوماسية " التي تشكلت عبر إمكانات نمطية هائلة ،قد تفرض نوعاً من الإلزام النصي المقروء ؛ سواءٌ أكان ذلك في عالم الإيداع الفني أم في عالم النقد الأدبي الخالص؛وستقلل من قدرات هذا النص الاختراقية .لكننا هنا ندرك أن الادب يمثل هوية ، ويعكس خياراً ويؤدي رسالة ؛ وأصحاب الرسالات قد يحزنهم قلة الاتباع ؛ لكنهم قطعا يؤمنون بعظمة ما يحملون ، فينطلقون بهم غير آبهين بما قد يواجهونه من صعوبات ومعيقات ؛ بهذا المنطق وبمثله ضرب الله (... مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَوَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ)
ولا أنكر على النفس هذا التموج الذهني والقلق النفسي؛ فمعركة النقد حامية الوطيس ،وقادة المحاور، شانها شأن سائر المعارك التاريخية الكبرى؛ خصوصاً، إذا كان الموضوع الجدلي في الخصومات النقدية سياسي الواجهة.
فالقضية النقدية التي نفرش لها بساط البحث، سياسية المعامع ، أيديلوجية المقاطع ، ومهما حاول المعارضون سلخ التصورات الفكرية والسياسية والفلسفية عن النصوص الأدبية المخلوقة ؛ فإن طبائع الإنتاج وحقائق الوجود تفرض نوعا من الإلزام" السيو فكري" في دراسة النص الادبي المكتوب ، وتستدعي نوعا من القراءات الظلالية حول خلفيات النص المبدع.
في هذه السلسلة النقدية التي جعلناها تحت عنوان : (قراءات في الأدب الفلسطيني المقاوم )
سنتناول هوية الأدب الفلسطيبني باعتبار رسالته ومضمونه ، ونتناول رموزه وفق انتمائهم لقضيتهم ، وسنحلل بعض النصوص المنضوية تحت عباءة هذا العنوان ، في مزاوجة نقدية بين صدق شعور التجربة وصدق فنيتها ، ولن نجعل سلسلتنا هذه تاريخية في الترتيب ؛ بل سنجعلها خاضعة لقضايا الأدب الفلسطيني المتعددة وموضوعاته وتجلياته في واقع الحركة الأدبية .
د. رمضان عمر