نتائج الضفة الغربية:
بلغ عدد الناجحين 11 ألفا و 343 طالباً في الفرع العلمي، و 18 ألفا و 528 طالباً في الفرع الأدبي.
حيث بلغت نسبة الطلاب الذين حصلوا على معدل 90 فما فوق: (52%) في الفرع العلمي، و (21%) في الفرع الأدبي من أعداد الطلاب الناجحين.
وكذلك بلغت نسبة الطلاب الذين حصلوا على معدل 80 فما فوق: (80%) في الفرع العلمي، و (47%) في الفرع الأدبي من أعداد الطلاب الناجحين.
نتائج قطاع غزة:
بلغ عدد الناجحين 7 اّلاف و 144 طالباً في الفرع العلمي، و 15 ألفا و 179 طالباً في الفرع الأدبي.
حيث بلغت نسبة الطلاب الذين حصلوا على معدل 90 فما فوق: (48%) في الفرع العلمي، و (18%) في الفرع الأدبي من أعداد الطلاب الناجحين.
وكذلك بلغت نسبة الطلاب الذين حصلوا على معدل 80 فما فوق: (77%) في الفرع العلمي، و (39%) في الفرع الأدبي من أعداد الطلاب الناجحين.
عدة ملاحظات على هذه النتائج:
1-نلاحظ أن نتائج التوجيهي في الفرع الأدبي سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة هي نتائج طبيعية و معقولة، و نوعا ما تتبع منحنى التوزيع الطبيعي لتوزيع العلامات و المعدلات.
و مثال توضيحي: لقد بلغت نسبة النجاح في قطاع غزة في الفرع الأدبي في جميع خانات معدلات النجاح (90، 80، 70، 60، 50)، كما يلي على التوالي: (18%، 21%، 23%، 24%، 14%)، لذلك نلاحظ نسب نجاح موزعة بنسب معقولة و طبيعية و ليست متركزة في خانة واحدة من خانات معدلات النجاح، كما حصل في الفرع العلمي، حيث تركزت نسبة عالية جدا من العلامات في خانة ال 90 فما فوق.
2-بينما تدل نتائج الفرع العلمي سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة على أنها غير معقولة، و غير طبيعية، و خارجة عن إطار التنظيم الطبيعي لتوزيع العلامات، حيث أن أكثر من نصف الناجحين حصلوا على معدل 90 فما فوق، حيث أن خانة ال 90 فما فوق هي خانة واحدة من ضمن 5 خانات لمعدلات النجاح، و لكن احتلت هذه الخانة ما يقارب نصف الناجحين، و هذا ما يجعل هذه النتائج غير معقولة، و لا تتبع منحنى التوزيع الطبيعي للعلامات.
3-وبمقارنة هذه النتائج بنتائج الضفة الغربية لعام 2020، نلاحظ تقارب عالي جداً في نتائج الفرع الأدبي عند مقارنتها بنتائج عام 2020، حيث حصل (16%) على معدل 90 فما فوق، و حصل (41%) على معدل 80 فما فوق.
أما في الفرع العلمي، نلاحظ زيادة عالية جداً هذا العام بالمقارنة مع السنوات السابقة، فمثلا في عام 2020، حصل ما يقارب 34% على معدل 90 فما فوق، و 47% على معدل 80 فما فوق.
النتيجة:
نستنتج من هذه البيانات أن نتائج الفرع الأدبي هي نتائج حقيقية، و معقولة، و موزعة توزيعاً طبيعياً، و قريبة من نتائج السنوات السابقة، أما نتائج الفرع العلمي، فهناك زيادة عالية جدا و غير معقولة في خانة 90 فما فوق و خانة 80 فما فوق.
وقد يكون لهذا الارتفاع الغير معقول ابعاداً مهمة لا بد من أخذها بعين الإعتبار و هي:
وقد يكون لهذا الارتفاع الغير معقول ابعاداً مهمة لا بد من أخذها بعين الإعتبار و هي:
1-البعد المستقبلي: قد يؤدي الإرتفاع الغير طبيعي في العلامات العالية الى ثقافة الحصول على معدلات عالية بأقل جهد و اجتهاد، و بالتالي مزيدا من التجهيل بالإضافة الى التغيرات التي تتم للمناهج التعليمية التي ذكرها لي العديد من معلمي المدارس و المشرفين التربويين.
2-البعد التعليمي في الجامعات: حيث حصل ما يقارب 30% من الناجحين في الفرع العلمي على علامة 95 فما فوق، و بالتالي يمكن أن تتولد رغبة عالية بنسبة عالية لدخول التخصصات الطبية و الهندسية، و لكن هل ستكون الجامعات كفيلة لاستيعاب هذه الأعداد؟ أم سيرتفع معدل القبول؟ أم ستزداد أعداد القبول في البرامج الموازية؟ و إذا ازدادت أعداد القبول في البرامج الموازية، هل ستتم زيادة أعداد الكوادر في الكليات لتواكب هذه الزيادة؟ أم أنه سيزداد العبىء التدريسي على أساتذة الجامعات؟ و بالتالي يتناقص عطاء الكوادر للطلاب؟ وبالتالي تقل جودة خريجي الجامعات؟
3-البعد المهني بعد التخرج: حيث أن معظم الطلبة ممن حصلوا على معدلات مرتفعة يتوجهوا للدراسة في الكليات الطبية و الهندسية سواء داخل فلسطين أم خارجها، يا ترى في ظل هذه الزيادة الغير طبيعية في المعدلات، هل وضعت وزارة التعليم أي خطة مستقبلية لاستيعاب هذه الاعداد مستقبلا بعد التخرج؟ أم ستكون هناك بطالة محققة في التخصصات؟ حيث أن الإنحراف العالي في منحنى التوزيع الطبيعي للعلامات قد يكون له انعكاسات مستقبلية على منحنى التوزيع الطبيعي للتخصصات المختلفة، هل سيؤدي ذلك الى فجوة في المجتمع في التخصصات؟ أعداد عالية في التخصصات الطبية و الهندسية و نقص عالي في التخصصات الأخرى؟ هل من خطط مستقبلية لذلك؟
4-ابعاد سياسية اقتصادية: مجرد تساؤلات؟ حيث في نتائج توجيهي الأردن لعام 2020، حصلت نتائج مشابهة لما حصل في نتائج توجيهي فلسطين لهذا العام؟ هل هناك علاقة بذلك؟ أم أنها صدفة؟
5-البعد النفسي للطلاب: حيث أن المؤشر الحقيقي لهذه العلامات لا يمكن القياس عليه، لذلك قد يصدم بعض الطلبة الذين حصلوا على معدلات عالية في التوجيهي بنتائج مختلفة تماماً في الجامعات، و للأسف هذا أمر ممكن حدوثه في ظل هذه المعدلات.
لذلك تشكل هذه النتائج سابقة تاريخية لم تحصل من قبل، و لا بد من اعادة النظر في ذلك، و دراسة مدى حقيقة هذه المعدلات؟ و ما هي الأسباب التي أدت الى ذلك؟ و لا بد من دراسة النتائج و الإنعكاسات المترتبة على ذلك؟ من حيث التأثير على الجامعات، القبول في الجامعات، التخطيط لمرحلة ما بعد التخرج من الجامعات، وغيرها من ابعاد، لذلك تضيف هذه المشكلة مزيداً من المشاكل والأعباء على قطاع التعليم، بدلاً من إيجاد الحلول الصحيحة للمشاكل التي هي من مسؤوليات الدولة تجاه الأفراد تبعا لقول رسول الله عليه الصلاة و السلام "كلكم راع، و كلكم مسؤول عن رعيته".
الدكتور فوزي ابوخليل