قال تعالى: "وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا"
بمعنى أن مدة الحمل والرضاعة ثلاثون شهراً، فإن كان الحمل تسعة أشهر كانت الرضاعة واحداً وعشرين شهراً، وإن كان الحمل ثمانية أشهر، كانت الرضاعة اثنين وعشرين شهراً وهكذا... فهذه هي المدة الطبيعية للحمل والرضاعة.
لكن الله تعالى يقول في آية أخرى:
"وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ۚ" فهل هناك تناقض بين الآيتين؟ الجواب: كلا، لأن هذه الآية تتحدث عمن طُلِّقَت وكانت حاملاً، فعندما تضع حملها فمن حقها أن تأخذ عن الرضاعة أجرة حولين كاملين إلا إذا اتفقت مع والد الطفل على أقل من تلك المدة.
ويقول تعالى أيضاً:
"وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ"
أي: نحو عامين، أو قريبًا من عامين، أو خلال عامين، وهو ما ينسجم ما الآية الأولى "وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا". وينسجم ايضاً مع الآية الثانية "وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ" إن أصّرت الأم أن تأخذ أجرة حولين كاملين.
غير أن هناك من ادّعى أن الحول مدته عشرة أشهر ونصف الشهر حتى يستطيع التوفيق بين الايات الآنفة. وهذا غير صحيح، فالحول والعام والسنة هي اسماء لنفس المدة الزمنية.
والله تعالى أعلم وأجل.