قال تعالى: "وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ".
الكَهْلُ في اللُّغَةِ من اجْتَمَعَت قُوَّتُهُ وكَمُلَ شَبابُه. وهو عند العرب من جاوز الثلاثين عاماً.
أن يكلّم عيسى عليه السلام الناس حالَ كَوْنِهِ في المَهْدِ يُعدّ مِنَ المُعْجِزاتِ، فَما الفائِدَةُ من ذِكْر أنه يكلم الناس وهو كهل؟
الفائدة في ذِكر أنه يكلم الناس كهلاً: بشارة بأنه يعيش إلى أن يكون رجلاً سوياً كاملاً. فالله عزّ وجل يخبرهم بحالاته التي يتقلب بها في عمره، كتقلب بني آدم في أعمارهم صغاراً وكباراً، وأنه ينتقل من حال إلى حال، ولو كان إلهاً لم يدخل عليه هذا التغيير. وهذا الكلام خرج مخرج التأكيد بطول عمره إلى أن يبلغ الكهولة.
والله تعالى أعلم وأجل.