توصيات معهد دراسات الامن القومي الإسرائيلي لعام 2022

مختارات .. معاً نحو القدس

  • الأربعاء 30, مارس 2022 10:45 م
  • توصيات معهد دراسات الامن القومي الإسرائيلي لعام 2022
استمرار الاستيطان الكولونيالي وتعزيز نظام الابرتهايد وانشاء تحالف استراتيجي في الشرق الأوسط ..
أ.مازن الجعبري
باحث وكاتب مختص في شؤون القدس
آذار 2022
توصيات معهد دراسات الامن القومي الإسرائيلي لعام 2022


استمرار الاستيطان الكولونيالي وتعزيز نظام الابرتهايد وانشاء تحالف استراتيجي في الشرق الأوسط 

تمهيد:
مثل كل عام يصدر معهد دراسات الامن القومي الإسرائيلي توصيات استراتيجية لحكومة إسرائيل، للتعامل مع ما يصفها التحديات الاستراتيجية، التي يواجها كيان الاحتلال، والتي شملت هذا العام مجموعة من التوجهات الاستراتيجية في مجال  النظام العالمي، الساحة الإقليمية، اقتصاد الشرق الأوسط، ايران، الساحة الشمالية، الساحة الفلسطينية، التكنوجيا، البيئة، الساحة الداخلية، ازمة المناخ، والامن القومي.
لعل من المفيد الاطلاع على هذه الدراسات لفهم كيف تنظر دولة الاحتلال للمتغيرات العالمية والاقليمية والمحلية، وكيف تتناول ما تسميه التحديات امام دولتهم، واستنادا على ماذا تضع استراتيجياتها لعام 2022، والأكثر أهمية نظرتها للموضوع الفلسطيني الذي يعكس العلاقة البنيوية والفكرية لدولة الاحتلال من خلال تناول هذه القضية، وكيف تجند هذه المتغيرات لاستمرار الاستيطان الكولونيالي، وتعزيز نظام الفصل العنصري  والدفاع الوجودي، الذي بدأ منذ زرع الدول الأوروبية هذا الكيان في فلسطين.
ان الاطلاع والتعمق في هذه الاستراتيجيات النخبوية، التي يتم وضعها من قبل العسكريين الإسرائيليين الذين هم جزء من البنية العسكرية والسياسية في دولة الاحتلال، تضع امام السياسيين الفلسطينيين لقطات من شرائح الصراع المستمر معنا، وخاصة اننا المستهدفون بما اننا نشكل التهديد الوجودي الأهم في داخل كيان الاحتلال.
وأريد الإشارة ان العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، والتي بدأت تبرز صراعا قديما وجديدا في القارة الأوروبية بالإضافة الى الولايات المتحدة الامريكية والتي بدأت تتراجع عن دورها في العالم وخاصة في الشرق الأوسط وتركيزها المتزايد على نهوض الصين المنافس الأول لها، وحاليا نلمس اهتزاز النظام الأحادي المسيطر في العالم بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، كل هذه التطورات الساخنة لم يتم الإشارة اليها في الدراسة الاستراتيجية، والتي برأيي سوف تؤثر بشكل كبير على دولة الاحتلال، لان إسرائيل جزء من المنظومة الاوروبية العسكرية والسياسية والقيمية والايدلوجية مع ما يسمى المعسكر الغربي، وبروز وأفول قوى جديدة سيكون له تأثير كبير على دولة الاحتلال، وخاصة ان وجود إسرائيل جزء من النظام الغربي وخاصة البنية الاستعمارية العنصرية العرقية. 
الوضع الداخلي في إسرائيل
عام  21  مرت اسرائيل بثلاث متغيرات رئيسية وهي: اولا جائحة كرونا والتي استطاعت الحكومة مواجهتها من خلال الإجراءات الوقائية، والتطعيم بالإضافة الى الدعم الاقتصادي للقطاعات المختلفة، وكانت من اول الدول المتقدمة في هذا المجال.
 وثانيا معركة (حارس الاسوار)سيف القدس في  أيار  21  والذي نتج عنها هبة جماهيرية شملت الضفة والقدس والأراضي المحتلة عام 1948.
 وثالثا تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة بتركيبة معقدة بمشاركة حزب عربي لأول مرة برئاسة بينيت.
الاقتصاد الإسرائيلي قوي ومستقر رغم جائحة كورونا، وحافظ على معدل نمو 7% عام 21، وفي عام 22 من المتوقع ان يكون 5.5%، ولنمو كبير في الصادرات وخاصة قطاع التكنولوجيا والذي يعمل فيه حوالي 10% من القوى العاملة في إسرائيل، ويتميز الاقتصاد الإسرائيلي بمؤشر الاستثمارات الأجنبية في القطاعات الاقتصادية وخاصة التكنولوجيا حيث كان الاستثمار في الربع الأول من عام 21 )7.73( مليار $، وانخفض الى )7.02( مليار $ في الربع الثاني من عام 21 بسبب جائحة كورونا. ومع ان نسبة البطالة في إسرائيل منخفضة اقل من 10% الا ان نسبة الفقر عالية وتصل الى 36.9% من نسبة السكان، ويتوقع خلال هذا العام ان يتحسن الوضع الاقتصادي خاصة في صادرات التكنولجيا والامن.
التقرير يركز على ما يسميه علاقة العرب مع اليهود(الأغلبية والأقلية) وهذا المصطلح العنصري الذي استخدمته بريطانيا ابان احتلالها لفلسطين، وحاليا يستخدم من قبل الصهاينة للتأكيد من ان العرب ليس شعب أصلاني في فلسطين. ويعتبر ضم القائمة العربية الموحدة الى ائتلاف الحكومة الإسرائيلية اكبر انجاز لدمج العرب في الدولة، وسوف يساهم في ردم الفجوة بين العرب واليهود.
في بحث أجرته الجامعة العبرية خلال شهر 8\21 عبر 21% من اليهود عن كرههم للعرب، بينما عبر 10% من العرب عن كرههم لليهود، وفي مسح أخر اجراها معهد دراسات الامن القومي في إسرائيل خلال شهر 8\21، 52% من اليهود عارضوا ضم حزب عربي الى الحكومة، بينما أيد ذلك 45% من اليهود، ولتوضيح العلاقة بين العرب واليهود وفي استطلاع اجراه معهد دراسات الامن القومي الإسرائيلي في شهر 5\21 عبر 22% من اليهود ان العرب أعداء محتملون، و 47% عبروا عن احترامهم للعرب ولكن لا يثقون بهم.
لذلك التقرير الإسرائيلي يوصي الحكومة الإسرائيلية بتقليل ما يعتبرها الفجوة بين العرب واليهود(التمييز العرقي)، مع انه الحكومة رصدت ميزانية تقدر 9  مليارات شيكل لتطوير المجتمع العربي، و 2.4 مليار شيكل لمحاربة الجريمة لمدة خمس سنوات الا ان الفوارق ما زالت كبيرة للوصول الى المساواة حسب التقرير.
تشكيل الحكومة الاسرائيلية واعتماد ميزانية وحالة الهدوء النسبي حققت إنجازات لاسرائيل في مجال الامن والاقتصاد والتكنولوجيا، وتقوية علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية، وأيضا دمج العرب في المؤسسة الإسرائيلية وخاصة الكنيست،  وفي احدث استطلاع أجرته جامعة حيفا(اذار,2022 ) أعرب 66% من المجتمع العربي عن رضاهم لدخول حزب عربي للائتلاف الحكومي بشكل عام، وبحسب الاستطلاع 44% راضين عن ائتلاف القائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس مع الحكومة الاسرائيلية.
تحليل الساحة الاقليمية
تحلل اسرائيل الساحة الاقليمية بناءا على مصلحتها واستراتيجيتها الأمنية وعلاقاتها مع الدول في المنطقة، وتوجه هذه الساحة اعتمادا على أهدافها وسياستها الإقليمية وخاصة ما يتعلق بايران والقضية الفلسطينية.
تعتبر إسرائيل ان ما يميز الساحة الإقليمية هو الصراعات والتقسيم الطائفي، وان المنطقة متجهة لمزيد من الصراعات، ولكن هذا يشكل فرصة كبيرة لإسرائيل لتعزيز التطبيع والتعاون الإقليمي، معتمدة على اتفاقية ابراهام، وأيضا تضخيم التهديد الإيراني في المنطقة وخاصة لدى دول الخليج، حتى تستطيع إسرائيل ان تستغل هذه التهديدات؛ لتعزيز علاقاتها مع الدول العربية، خاصة ان الولايات المتحدة الامريكية أصبحت أقل تدخلا في قضايا المنطقة، وهذا يشكل حيزا حيويا لتحل إسرائيل محلها،وهي تملك القوة العسكرية والاقتصادية والقوى الناعمة(التكنولوجيا)، ومن جهة أخرى دول المنطقة  تعاني من الصراعات المسلحة بين الطوائف(تعتبر إسرائيل الصراعات الإقليمية وداخل الدول في المنطقة مذهبية) وتأثير جائحة كورونا على دول المنطقة واوضاعها الاقتصادية ومشاكل الطاقة المتنامية في العالم.
تعتبر إسرائيل ان دول المنطقة تمر بتغيرات دينامكية بعلاقتها مع الدول الأخرى، وهذا سينعكس حتما على سياسات وتدخلات إسرائيل الاقليمية، تركيا بدات باتباع سياسات وبناء علاقات جديدة مع الامارات وإسرائيل والسعودية والاردن، وتطور علاقاتها مع دول الخليج ومع النظام السوري ودول الخليج تجري مباحثات مع ايران. أما مصر الوكيل والشريك الأمريكي فهي ترغب بتوسيع العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل، ومواصلة لعب دور في قطاع غزة وخاصة الاعمار والافراج عن الاسرى الإسرائيليين، وتحقيق هدنة طويلة مع حماس، والأردن التي تمر بمشاكل داخلية اقتصادية واجتماعية وخاصة قضية الفتنة، التي اتهم بها الأمير حمزة، كل ذلك أدى الى حالة من عدم الاستقرار، ومصلحة إسرائيل الحيوية تتطلب وجود حالة استقرار في الأردن، وحل مشكلة المياه مقابل الطاقة وتعزيزالتعاون معها.
 أولا تعتبر إسرائيل ايران اكبر خطر على وجودها بسبب اقتراب ايران من انتاج قنبلة نووية، ثانيا تمدد ايران في المنطقة وخاصة غرب العراق وسوريا ولبنان واليمن، الذي تعتبره إسرائيل قوة نارية "بنيران ضخمة ودقيقة"من اكثر من منطقة في حالة نزاع عسكري شامل مع ايران، وخاصة حزب الله الذي يصنع الصواريخ الدقيقة والتي تعتبرها تهديدا كبيرا على وجودها.
استراتيجية إسرائيل تجاه ايران:
• منع ايران من امتلاك السلاح النووي ومواصلة الضغط العكسري عليها.
• استمرار التنسيق مع الولايات المتحدة حول احتمال العودة الى الاتفاق النووي وتحضير خطةعسكرية لمهاجمة ايران في حالة فشل العودة للاتفاق.
• محاربة التموضع الإيراني في سوريا وغرب العراق بالاتفاق مع روسيا.
• وقف تصنيع الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله والتحضير لعملية عسكرية بالتعاون مع الولايات المتحدة والدول العربية لوقف نفوذ حزب الله في لبنان، ومساعدة الدولة اللبنانية في بناء اقتصادها وتوفير الطاقة اللازمة لها. 
• تقوية تحالف إسرائيل مع دول الخليج عبر الاتفاقية الابراهيمية، وذلك للضغط على ايران.
لا شك ان التقرير ينظر الى الأمن الإسرائيلي الأولوية الأولى في علاقاتها مع الدول العربية وإخضاع علاقاتها مع دول المنطقة لمصلحتها السياسية والنظر اليها كمنطقة بحاجة اليها، وخاصة بعد تراجع الدور الأمريكي في المنطقة والذي يوفر فرصة لإسرائيل لاحتلال هذا الفراغ عسكريا واقتصاديا. إسرائيل تهول من الخطر الإيراني، وتجذب دول الخليج الى مسرحها عبر التعاون الأمني والتكنولوجي والعسكري والاقتصادي، وتسعى لتطوير علاقاتها مع مصرلمساعدتها في غزة وتثبيت التهدئة وحل مشكلة الاسرى الإسرائيليين لدى حماس ووقف تسليح حماس عبر الحدود، اما الأردن التي تعتبر إسرائيل وجوده واستقراره جزءا من وجودها فتسعى الى ان يلعب دورا متناميا مع السلطة الفلسطينية، والى مساعدته للاستقرار عبر مشاريع الطاقة والمياه التي يحتاج اليها.
الاستراتيجية الإسرائيلية في الاقليم
1- التغيرات في المنطقة فرصة استراتيجية لإسرائيل بهدف تعزيز التعاون لتعزيز امنها واقتصادها وسوف تسعى خلال الفترة القادمة:
 انشاء تحالف مع الدول المطبعة والحليفة معها "Middle East Strategic Alliance"لمواجهة المخاطر المشتركة وخاصة ايران والتنظيمات المعادية لها، ولتعزيز سياستها بتهميش القضية الفلسطينية عند العرب، والمتوقع ان يضم التحالف مصر، الأردن، البحرين، الامارات، المغرب، العراق، والسودان.
 العمل على مواجهة احتياج العالم للطاقة وخاصة الغاز من الدول المنتجة في المنطقة عبر انشاء "Gas East Mediterranean Forum".
2- تعميق العلاقات مع مصر والأردن للحفاظ على استقرارهما، وايضا بهدف تقوية السلطة الفلسطينية واضعاف حماس.
3- تطوير التعاون الاقتصادي ومواجهة التغيرات في المناخ والعمل على مشاريع البيئة الخضراء لتعزيز علاقات ااسرائيل مع، دول المنطقة.
4- تحسين التعاون مع تركيا وتطوير التبادل التجاري والتنسيق الأمني والعمل على منع حماس العمل من الأراضي التركية.

توجهات إسرائيل نحو القضية الفلسطينية 
في تحليلها للوضع الفلسطيني تنطلق إسرائيل من مفاهيم استعمارية كولونيالية، وفي حقها في الأرض وعدم الاعتراف بالشعب الفلسطيني، والاستفادة من الواقع الفلسطيني والإقليمي لمواصلة مشاريعها الاستيطانية في كل فلسطين التاريخية ما عدا قطاع غزة المحاصر من قبل إسرائيل ومصر.
 انتخاب الإدارة الامريكية الجديدة برئاسة بايدن بداية عام 2021 أعطت املا للسلطة الفلسطينية للخلاص من صفقة القرن، وعودة المفاوضات مع إسرائيل ووعود الادارة الامريكية لفتح القنصلية الامريكية في شرق القدس، ولكن بعد عام من انتخاب بايدن لم يحدث أي من التوقعات او الوعود الامريكية، وخاصة بقاء السفارة الامريكية في القدس وعدم تحريك المفاوضات، وتجميد فتح القنصلية الامريكية في القدس الشرقية، واستمرار اغلاق ممثلية م. ت. ف. في واشنطن، الإدارة الامريكية الجديدة تسعى الى تحسين الوضع الاقتصادي لدى السلطة الفلسطينية وهذا يخدم السياسة الإسرائيلية للحفاظ على الوضع الراهن في مناطق السلطة الفلسطينية (لا تقدم ولا ضم) وتحسين الاقتصاد مقابل الهدوء،  وفي قطاع غزة الهدوء مقابل الهدوء، والاستمرار بسياسة كسب الوقت دون حل القضية الفلسطينية.
توجهات إسرائيل نحو السلطة الفلسطينية
إسرائيل تعتبر وضع السلطة الفلسطينية ضعيف، ولكنه باقٍ مع ان السلطة الفلسطينية تمر بظروف من عدم الاستقرار:
• كان من المفترض ان تجري الانتخابات الفلسطينية في شهر ايارالعام الماضي، وذلك لانهاء الانقسام الفلسطيني، وأيضا لطمأنة الإدارة الامريكية الجديدة والأوروبيين انه سيتم تلبية مطالبهم بتجديد الشرعيات الفلسطينية، ولكن بسبب توقعات الرئيس الفلسطيني من خسارة فتح ألغى الانتخابات بدعوى ان إسرائيل ترفض اجراءها في القدس الشرقية.
• أدى مقتل الناشط الفلسطيني نزار بنات من قبل قوات الامن الفلسطينية الى تظاهرات واحتجاجات، خاصة لدى الشباب الفلسطيني الذي يعتبر عباس دكتاتورا وان السلطة وكيل عن الاحتلال.
وبالتالي تسعى إسرائيل الى استقرار وضع السلطة الفلسطينية من خلال المساعدات الاقتصادية والتنسيق الأمني الذي تعتبره ضمانا لبقاء السلطة الفلسطينية، وخلال السنوات الأخيرة  تراجع حجم المساعدات الخارجية للسلطة الفلسطينية، وبالتالي اصبح اعتماد السلطة اكثر على الأموال التي تجبيها إسرائيل من المقاصة.
تعتبر إسرائيل ان الفساد المستشري في اواصل السلطة الفلسطينية، وضعف النظام القضائي بالإضافة الى التنافس على خليفة عباس، سوف يخلق عدم استقرار امني واقتصادي، لذلك سوف تتعاون إسرائيل مع مصر والأردن والولايات المتحدة الامريكية وبعض الدول العربية لمساندة ودعم السلطة الفلسطينية.
لذلك ترى إسرائيل ان لديها مصلحة حيوية في بقاء السلطة الفلسطينية واستمرار العلاقة القائمة على الاتفاقات(أوسلو)، بما فيها الترتيبات الاقتصادية والأمنية، ولهذا يوصي التقرير العمل في اربع مجالات:
1. ترتيبات انتقالية لمدة 3-5 سنوات بدون اتفاقية مكتوبة، يتم العمل خلالها على تقوية السلطة الفلسطينية كشريك شرعي لإسرائيل، من خلال مساعدتها على بناء هياكلها وأجهزتها حتى تستطيع ان تحكم، وتمكين الأجهزة الأمنية من العمل في مناطق  (ب) و (ج)، وانشاء رصيف مخصص للسلطة الفلسطينية في ميناء اشدود مع مسار للقطارات الى المعابر(ترقوميا وايرز)، والمبادرة برزمة من المشاريع بالتعاون مع الدول العربية في مجال الطاقة والبيئة والمياه والمناخ، ومن الممكن مراجعة بروتوكول باريس الاقتصادي.
2. مباشرة العمل بخطة الانفصال عن الفلسطينيين  دون اتفاق، من خلال عدم البناء خارج المستوطنات والكتل الاستيطانية الاستراتيجية، وتوسيع منطقة نفوذ السلطة حتى تستطيع ان تسيطر على 90%  من الفلسطينيين.
3. الحفاظ على كل مفاتيح الامن بايدي جيش الاحتلال من حدود الضفة الغربية حتى نهر الأردن، وتطوير التعاون مع الاجهزة الامنية لمحاربة الإرهاب.
4. ستعمل دولة إسرائيل على تشجيع دول الخليج على مساعدة السلطة الفلسطينية، وخاصة إمكانية دمجها في المشاريع الاقليمية.
توجهات إسرائيل نحو حماس وقطاع غزة
 حققت حماس إنجازا بصفتها حامي المسجد الأقصى، والتي تقف مع الفلسطينيين مما أدى الى مواجهة مسلحة بين المقاومة الفلسطينية في غزة، وبين إسرائيل خلال شهر أيار الماضي وهذا ساهم بشكل كبير في اضعاف السلطة الفلسطينية، والى التفاف الشارع الفلسطيني  حول المقاومة.
أسرائيل ستواصل سياساتها الأمنية والاقتصادية تجاه قطاع غزة ضمن الثوابت التالية:
• تسهيل نقل البضائع الى غزة.
• السماح ل 10,000 عامل(سيتم رفعها  تدريجيا الى 30,000 عامل) فلسطيني من غزة للعمل في إسرائيل، مع العلم  انه لن يكون  له تأثيرعلى الوضع الاقتصادي المتردي في قطاع غزة، ولكن لأهميته الأمنية لدى إسرائيل.
• استمرار ادخال الأموال القطرية، ودفع رواتب موظفي حماس(حيث كشف رئيس اللجنة القطرية لاعادة اعمار غزة محمد العمادي ان قطر ستقدم منحة مالية الى غزة هذا العام بقيمة  360  مليون دولار).
• الاستعداد لعملية عسكرية في غزة لانهاء حكم حماس.
 
• السماح لمصر بوضع خطة لاعمار غزة بالتنسيق مع إسرائيل والادارة الامريكية، وهذا النشاط اعلامي وليس حقيقيا لانه مربوط بشروط إسرائيل:
 وقف تسليح حماس وبناء قدراتها القتالية.
 عودة الاسرى الإسرائيليين.
القدس
الملفت للنظر وضع فقرة خاصة عن الوضع في القدس، وبرأي ان نضال وصمود وهبات المقدسيين المتتالية، وخاصة هبة أيار الماضية، وضعت صانعي القرار في إسرائيل امام الالتفات بشكل مختلف لوضع القدس، وهكذا رسمت القدس وضعا لها لا يمكن تجاوزه دون الأخذ بعين الاعتبار موقف السكان مما يحدث في المدينة.
إسرائيل لن تتراجع عن مشروعها الكولونيالي في تهويد مدينة القدس، وهي تضع كل قوتها ومؤسساتها وميزانياتها لتغيير هوية القدس السياسية والتاريخية والدينية والثقافية، وحتى تسهل عمل مخططاتها تطبق الابرتهايد في القدس، بالإضافة الى الهيمنة والقمع ضد المقدسيين والتطهير العرقي.
توجهات إسرائيل الاستراتيجية خلال العام الحالي في القدس
o الاستمرار في مشاريعها الاستعمارية المختلفة في مدينة القدس وخاصة مشروع البنية التحتية لمحو الخط الأخضر، وتهويد محيط البلدة القديمة وتوسيع المستوطنات المقامة واقامة مستوطنات جديدة.
o تأجيل البناء في منطقة E1  ومنطقة عطاروت(مطار القدس).
o معارضة فتح القنصلية الامريكية في القدس الشرقية.
o الحفاظ على الوضع الراهن في المسجد الأقصى وانشاء لجنة استشارية عربية إسلامية بقيادة الأردن.
o منطقة الشيخ جراح وسلوان, يوصي التقرير بإيجاد حلول لبقاء السكان في منازلهم.
 النتائج والتوصيات
لقد تراجعت القضية الفلسطينية منذ توقيع اتفاق أوسلو، وهذا التراجع أدى إلى ضعف فصائل المقاومة الفلسطينية، وفيما بعد أدى إلى الانقسام بين فتح حماس ووجود سلطتين فلسطينيتين، لقد نتج عن هذا التدهور السياسي والوطني  تراجع القضية الفلسطينية على كل المستويات، وأدى إلى تشرذم الشعب الفلسطيني وتوسع الخلافات، وبالتالي تهميش منظمة التحرير الفلسطينية، وتفريغ محتوى مؤسساتها التمثيلية والنضالية.
أثناء فترة حكم نتنياهو وترامب، استطاعت إسرائيل الحصول على اعتراف أمريكي بأن القدس عاصمة دولة الاحتلال، وإسرائيل دولة للشعب اليهودي، ونقلت أمريكا سفارتها من تل ابييب إلى القدس، وأعلنت عن نواياها فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية من خلال ما سمي صفقة القرن، التي نصت أن فلسطين وطن الشعب اليهودي. والفلسطينيين سيعيشون في جزر منفصلة متقطعة الأطراف تحت السيطرة العسكرية الصهيونية، وأبقت دور السلطة في التنسيق الأمني والحفاظ على الاستقرار في مناطقها.
إسرائيل مستمرة في سياسة كسب الوقت دون اتخاذ قرارات إستراتيجية حاسمة فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني، ويبدو أن احتلالها ما زال غير مكلف، وتدير الصراع وفق تقسيماتها التي فرضتها على الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة 1948، قطاع غزة، الضفة الغربية والقدس، وعزلت الفلسطينيين الموجودين في الخارج، والذين اغلبهم لاجؤون عن التأثير في المسار السياسي للقضية الفلسطينية.
نتنياهو نجح في فرض سياسة أن العلاقة مع الدول العربية ليست بالضرورة بعد حل المشكلة الفلسطينية، ولكن من خلال التعاون الإقليمي والاقتصادي مقابل السلام، وهذه الجهود أثمرت في التطبيع مع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، بالإضافة إلى مصر والأردن، وهذا التطور حصل بعد أن قبلت الدول العربية بفكرة الصهيونية وبحقها في الوجود، وصولا إلى تطوير العلاقة إلى تحالف عسكري ضد إيران، وأدت إلى تهميش القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية في المنطقة إلى قضية اقتصادية وإنسانية وأمنية.
الوضع في الإقليم انتقل إلى مرحلة تاريخية جديدة تتميز بتراجع الدور الأمريكي في المنطقة، استمرار الصراعات الداخلية والمذهبية، وأيضا العالم يشهد العودة إلى الصراعات القديمة في أوروبا، مما سيؤدي إلى تغيير في النظام العالمي المبني على الهيمنة الأمريكية، إسرائيل سوف تحتل الساحة الفارغه في المنطقة؛ لتلعب دور الشرطي المدافع عن الدول العربية أمام العدو المفترض إيران. 
التوصيات الاستراتيجية
• أهمية التمسك بالرواية الفلسطينية التاريخية، وذلك حتى يستطيع الشعب الفلسطيني النهوض بقضيته ومؤسساته التمثيلية.
• توحيد الهوية الفلسطينية في أماكن تواجد الشعب الفلسطيني لأنها طوق النجاة في بقاء الشعب الفلسطيني كشعب يتطلع للتحرر وتقرير المصير وعودة اللاجئين.
• ضرورة استمرار المقاومة الفلسطينية والصمود والمواجهة للحفاظ على حيوية القضية الفلسطينية ومنع تغريب الوعي والأسرلة والتطبيع.
• العمل على توحيد العمل الفلسطيني بعكس التمزق الحاصل في وجود سلطة لم يبق أمامها سوى التنسيق الأمني، ومأسسة المقاومة في غزة للحفاظ على سلطة محاصرة، ودخول الأحزاب العربية الكنيست الصهيوني ودخول حزب فلسطيني في الائتلاف الحكومي، والقبول بهوية جديد لدى بعض الفلسطينيين خاصة في الأردن، كل ذلك يشكل تهديدا لوجود الشعب الفلسطيني.
• التواصل والعمل مع الشعوب العربية التي ما زالت ترفض التطبيع مع الاحتلال وخاصة من خلال الجاليات الفلسطينية الموجودة عندها.
• العديد من الشعوب الأوروبية والدولية مؤيدة ومساندة للقضية الفلسطينية لذلك من الضروري العمل معها  لدعم القضية الفلسطينية والعمل معها على اعتبار أن الصهيونية شكل من أشكال العنصرية(الابرتهايد)، وبالتالي ضرورة عزلها وعقابها ومقاطعتها.
• معركتنا في القدس بقاء وصمود.